تخطى إلى المحتوى

لماذا فضلت اليد اليمنى عن اليد اليسرى؟ 2024.


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لماذا فضلت اليد اليمنى على اليد اليسرى ؟

من تمام نعمة الله علينا ، وكمال هذا الدين العظيم أنه نظم كل شيء في حياتنا ، فما من خير إلا دلنا عليه ، وما من شر إلا حذرنا منه ، ومن ذلك: بعد العقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق ، تصرفاتنا الخاصة والتي وجهنا فيها إلى مستوى يليق بشرف الإنسان وتكريم الله تعالى له ، ومن ذلك : كيفية تناول الإنسان المسلم لطعامه وشرابه ونحو ذلك .

و "هَذِهِ قَاعِدَة مُسْتَمِرَّة فِي الشَّرْع : أنَّ مَا كَانَ مِنْ بَاب التَّكْرِيم وَالتَّشْرِيف كَلُبْسِ الثَّوْب وَالسَّرَاوِيل وَالْخُفّ وَدُخُول الْمَسْجِد وَالسِّوَاك وَالِاكْتِحَال , وَتَقْلِيم الْأَظْفَار , وَقَصّ الشَّارِب , وَتَرْجِيل الشَّعْر (وهو تسريحه), وَنَتْف الْإِبِط , وَحَلْق الرَّأْس , وَالسَّلَام مِنْ الصَّلَاة , وَغَسْل أَعْضَاء الطَّهَارَة , وَالْخُرُوج مِنْ الْخَلَاء , وَالْأَكْل وَالشُّرْب , وَالْمُصَافَحَة , وَاسْتِلَام الْحَجَر الْأَسْوَد , وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا هُوَ فِي مَعْنَاهُ يُسْتَحَبّ التَّيَامُن فِيهِ . وَأَمَّا مَا كَانَ بِضِدِّهِ كَدُخُولِ الْخَلَاء وَالْخُرُوج مِنْ الْمَسْجِد وَالِامْتِخَاط وَالِاسْتِنْجَاء وَخَلْعِ الثَّوْب وَالسَّرَاوِيل وَالْخُفّ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ , فَيُسْتَحَبّ التَّيَاسُر فِيهِ , وَذَلِكَ كُلّه لِكَرَامَةِ الْيَمِين وَشَرَفهَا " قاله النووي في شرح صحيح مسلم .

وقد دل على هذه القاعدة أدلة كثيرة ، منها :
في الصحيحين عن عمر بن سلمة رضي الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يَا غُلَامُ ، سَمِّ اللَّهَ ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ ) رواه البخاري (5376) ومسلم (2022)
وفي صحيح مسلم (2021) : ( أَنَّ رَجُلًا أَكَلَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشِمَالِهِ ، فَقَالَ : (كُلْ بِيَمِينِكَ ) قَالَ : لَا أَسْتَطِيعُ ، قَالَ : لَا اسْتَطَعْتَ ، مَا مَنَعَهُ إِلَّا الْكِبْرُ ، قَالَ : فَمَا رَفَعَهَا إِلَى فِيهِ ) .

دعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم بأن يتحقق ما ادعاه من عدم الاستطاعة التي اعتذر بها، لأنه تكبر على الحق ولم يلتزم الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وكذب في اعتذاره ، والكذب على النبي صلى الله عليه وسلم ليس كالكذب على أحد .
وفي سنن أبي داود (33) عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كَانَتْ يَدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْيُمْنَى لِطُهُورِهِ وَطَعَامِهِ ، وَكَانَتْ يَدُهُ الْيُسْرَى لِخَلَائِهِ وَمَا كَانَ مِنْ أَذًى ) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
وروى مسلم (262) من حديث سلمان رضي الله عنه قال : ( نَهَانَا ـ يعني النبي صلى الله عليه وسلم ـ أَنْ يَسْتَنْجِيَ أَحَدُنَا بِيَمِينِهِ ) .
وروى مسلم (2020) عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِهِ ، وَإِذَا شَرِبَ فَلْيَشْرَبْ بِيَمِينِهِ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ ، وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ ) .
وقد حذر الله تعالى من مخالفة أوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) النور/63 .
وهذا عند القدرة على الأكل باليمين ، أما عند العجز فلا حرج في ذلك ، قال النووي في "شرح مسلم " (13/191) : " وكراهتهما – أي الأكل والشرب بالشمال ـ وهذا إذا لم يكن عذر ، فإن كان عذر يمنع الأكل والشرب باليمين من مرض أو جراحة أو غير ذلك فلا كراهة " اهـ .
قال الغزالي في "الإحياء" (4/93) : " ثم أحوجك من أعطاك اليدين إلى أعمال بعضها شريف ، كأخذ المصحف ، وبعضها خسيس كإزالة النجاسة ، فإذا أخذت المصحف باليسار ، وأزلت النجاسة باليمين ، فقد خصصت الشريف بما هو خسيس ، فغضضت من حقه ، وظلمته ، وعدلت عن العدل " انتهى .

وحاصل ما ذكره العلماء من الحكمة من التيامن في الأشياء التي هي من باب الإكرام :
1- أن في هذا مخالفة للشيطان ، كما في الأكل والشرب .
2- أن فيه إكراماً لليد اليمنى على اليسرى .
3- أن فيه استعمال الأدب مع الناس ، حيث لا يصافحهم ولا يأخذ منهم ، ولا يعطيهم بيده التي يزيل بها النجاسة .
4- أن في هذا تفاؤلاً أن يجعلنا الله من أهل اليمين .

والله أعلم

شكرا جزيلا على هذا الموضوع

الشكر لك على تواجد

جزاك الله خير

بارك الله فيك على الموضوع القيم

و الله روعة

بارك الله فيك على الموضوع وجزاك الله كل خير دمت في رعاية الله ووفقك فيما يرضاه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.