بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الحمد لله رب العلمين والصلات والسلام على المبعوث رحمة للثقلين
أما بعد:أيها الأحبة الكرام أشارت كل الأدلة والبراهين على أن الدين الإسلامي لا يختلف معا فطرة الإنسان بل يتوافق معها تمام التوافق في تعاليمه حيث لا يوجد تناقض ولا اختلاف بين شريعة الخالق سبحانه وتعالى وتركيبة خلق الإنسان .لهذا سمي بدين الفطرة .فالخالق سبحانه وتعالى هو الذي خلقنا وحدد لنا مناهج وطرق لنتبعها وفقا لما يتماشى مع طبيعتنا ولهذا فإن لم نتبع هذا الدين الذي شرعه لنا الله سبحانه وتعالى وحدد لنا معالمه. وقعنا في اضطرابات عديدة ولم تستقر حياتنا وضاقت صدورنا ونفوسنا .
والدليل قوله تعالى {فَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ} وقال تعالى: {فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى* وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا(1) }
فالمنطق يقول من أراد أن يبدل في دين الله أو يغير أو يزيد أو ينقص أو حتى إذا أراد
أن يشرع تشريعا جديدا من عنده فعليه أيضا أن يجري تعديلات على خلق الإنسان لتتناسب تركيبتهم مع تشريعه الذي وضعه .
فشريعة الله عز وجل مطابقة تماما عل ما خلق من بشرية فمن أراد أن يقنن من عنده فعليه أن يغير في البشر ليكون هناك تطابق وهيهات هيهات لأحد يستطيع أن يغير خلق الله
ولقد نبه القرآن لهذا التطابق المتناسب في كثير من الآيات أذكر من بينها
قوله تعالى {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا(2) فِطرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ(3)النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ(4) وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}
فالآية تصرح أنه لا تبديل ولا تغيير لخلق الله فما دام أنه لا تبديل فكذلك لن يكون هناك تغيير لفطرة الله وذالك هو الدين الصحيح والسليم من كل العيوب .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . : (كلُّ مولود يولد على الفطرة، فإنما أبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)
وإلى لقاء آخر إن شاء الله