تخطى إلى المحتوى

لا يصلح أخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها 2024.

السلام عليكم وبعد :
هذا الموضوع كان عبارة عن مشاركة
!! في موضوع – كتبه احد الإخوة – مخاطبا عباقرة التغيير !! – ممن يرون في الحاكم سببا رئيسا لسوء حال الأمة !! – منادين بالتغيير له – لتغيير حال المجتمع الى الأحسن !! مشنعين على من سلكوا المسلك الأخر في التغيير !! : سبيل التصفية والتربية !! – وقد خرج النقاش هناك عن الإطار الذي كان يجب أن لا يتعداه !! فرأيت أن أضع مشاركتي هنا – كموضوع جديد – لعل الله أن ينفع به –
– الى عباقرة التغيير..!! – عنوان يحمل في معناه الرد على عباقرة التغيير ..
!! – جميعهم !! ممن تفلسفوا وعصروا أدمغتهم !! – بحثا عن سبل تغيير لمجتمع يرونه ظالما غير عادل !! – مضيعا لأفراده غير حافظ لهم !! – ناشرا للرذيلة ..!! – وللفضيلة طامس !! – ولو أدرك هؤلاء العباقرة أن على رأسهم عبقريا !! – تتلاشى جميع عقولهم مجتمعة أمام عقله !! – لأرتاحوا قليلا وحولو أشرعة سفنهم في إتجاه رياح التغيير الأول !! – لا عكسه !!… كيف لا وهو المعصوم من الله – سبحانه – !! – المؤيد بكلام ربه – المبلغ عنه – المبين – المفصل له !!..ومن عرف هذا الذي اليه أشرنا ولحاله وصفنا !! – وقف متريثا فيما يحاول جاهدا مجهدا عقله القاصر!! – في رسم خريطة لتغيير الأمة !! – غير مبال فيما يستخدم من وسائل في الوصول الى همه !! – ولو بدخول جحر الضب !! – تحقيقا لمصلحة راجحة !! – يراها – غاضا الطرف عن مصادمة تلكم الوسائل – وهاتيكم الطرق !! – لما ثبت عن نبيه الأكرم !! – في النهي عنه والتحذير منه !! – وراح يدافع عما ينهج !! – غير كاف لسانه عن القول بغير علم !! – فقد يحطب الحية من حيث لا يدرى !! – وفيها هلاكه !! : – رب كلمة لا تلقي لها بالا فتهوي بك سبعين خريفا في جهنم !! – أو كما قال عبقري العباقرة !! – ولوقف سائلا نفسه : من أنشأ أول نواة لهاته الأمة التي نسعى لرسم خريطة نجاة لها !!؟ – أوليس هو العبقري الذي وصفنا وفي كلامنا الماضي – اليه أشرنا ؟!!- نعم إنه هو – ومن هو صلوات ربي وسلامه عليه : هو محمد بن عبد الله القرشي الهاشمي الذي اتصف بمكارم الأخلاق – وصفات الكمال قبل بعثته !! – عليه السلام – !! فأنظر الى خصاله – وتتبع أحواله !! – قبل بعثته – سيتجلى لك أول الطريق الذي تنشده !! – لا شك أن من كانت هاته صفاته وتلكم اخلاقه وخصاله !! – لهو الأجدر بأن يوصف بالعبقري !! – وهو الأقدر على تغيير الأمة من حال الى حال !! – بل هو الأقدر على تربية جيل وإنشائه ليكون أول نواة لأمة القرأن !! – الجيل الأول – نواة هاته الأمة !! – وحالها معروف من اسمها إنها امة محمد – عليه السلام – اليه تنسب وبه تعرف وتميز !! – كيف لا وهو مؤسسها !! – وزارع بذرتها !! وساقيها !! وراعيها !! ومقلم اغصانها !! وحاميها مما يضعفها من اغصانها !! – أو من أوراقها !! أو مما علق بها ممن هو محسوب منها – واليها !! – أو ممن مر بها و أعجبه شموخها فحسدها !! – ثم أبغضها !! – ثم سعى لرمي فروعها – اضعافا لها !! رغبة في موتها !! أو إجتثاث أصولها !! طلبا لهلاكها وزوالها !! – ومن ادرك هذا وفهمه – جرى للبحث عن سيرة هذا العبقري !! – الذي كان قرأنا يمشي بين الناس !! – رحيما بأصحابه وبالمسلمين !! – وهو بأهله أرحم !! – شفيق على من عاداه – داعيا له !! – وهو لمن تبعه ثم ضل أشفق !! – ومن تتبع هذا وذاك – من أخلاقه العالية وصفاته الكاملة !! – ادرك أن سبيله الذي سلكه في التغيير هو السبيل المرضي – المضمونة نتائجه !! – كيف لا وهو كان قرأنا يمشي بين الناس !! – وقد قال له ربه في كتابه : وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ
– فهو الفاهم لكلام ربه – المفهمه أصحابه – المطبق له : كانت بذرته التي بذرها : دعوة للإيمان والتوحيد ونشر لها بين الناس !! – محبة للخير لهم – ورحمة ورأفة بهم !! – دعوة للعمل للأخرة – ولا يصلح للأخرة الا الصالحات !! – متيقنا أن التمكين في الأرض يأتي بعد تحقييق ما أمر الله به من شرط الوفاء بالوعد !! – وأن هذا الوعد المشروط هو سنة الله في الأمم السابقة !! – ولا تبديل لسنة الله ..!! – متيقنا أن الاستخلاف في الأرض سبيل لتمكين دينه الذي ارتضاه له ربه – بلاغا وبيانا – وهو مطية للأمن !! – وكل هذا وذاك هو في سبيل تحقيق توحيد الله وعبادته ..!! – كما قال – سبحانه – : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ
– فمن أدرك هذا كله !! – وادرك معه مجاهدته – عليه السلام – في الحفاظ على البذرة التي استودعها قلوب الناس !! – والذب عنها حال الضعف والقوة والتمكين !! – وادرك سيرته في الدعوة سرا – فجهرا – ثم الهجرة الأولى هروبا بدين الله – لعبادته – سبحانه – على الوجه الذي أمر – امتثالا لقوله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (97) إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا (98) فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا (99) وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا

– ثم الهجرة الثانية !! – فإقامة شعائر الله بحرية أكبر !! – وتمكين لدين الله في أرض غير أرض الدعوة الأولى !! – فرجوع الى الأرض الأولى فتمكين شامل وفتح مبين !! – ثم من تدبر كلام رسول الله -عليه السلام – بعد ذلك في وجوب طاعة ولي الأمر التي جاءت في أحاديث عدة !! – بألفاظ متعددة !! وحثه – عليه السلام – على الإجتماع على ما كان عليه هو وأصحابه !! وتحذيره من الفرقة والإختلاف !! – يدرك أن الأمر اتباع !! – ليس لزيد فيه باع !! – ومن دخل الى خلده فقه الأولويات وترتب عليها عمله !! – لن يترك الأهم مشتغلا بالمهم !! – ولن يستبدل الذي هو خير بالذي هو ادنى !! ولن يطب زكاما فيحدث جذاما !! فمن حز في نفسه حال الأمة وما آلت اليه !! – فلينظر الى نفسه أولا !! – والى حالها – وحال أهله وجيرانه !! – فليبدأ بالأهم فالمهم – كما بدأ عبقري الأمة الأوحد ونبيها الأحمد – أما الحماسة إن لم يظبطها علم ومنهج على ما كان عليه المصطفى !! – فلا تفيد صاحبها فيما يتأمله !! – وقد تصرفه عن الأهم !! – ويضيع العمر ويأتي الأجل وما حقق صاحبها الأهم !! والذي هو غاية وجوده على الأرض !! – وعليه يتحدد مصيره في الدار الأخرى !! – ولا حقق المهم !! – فاستحال تأمله – تألما !!- وفي الأخبار تذكرة للشطار !! – فيمن كان هذا حالهم !! – وفي سلوك سبيل الله ونبيه – والمؤمنين الأولين – مما جاء في صحيح السنن و الأثار – عصمة وموازنة بين هذا وذاك !! – فمن كان على سبيلهم ما ضيع الأهم – وهو بمنأى عن التقصير في المهم !! – ولا يكلف الله نفسا الا وسعها .
– والله تعالى أعلم –

نسأل الله حسن الإتباع – قولا وعملا –

نسال الله الهداية ثم الهداية

بارك الله فيك اخي الكريم

اللَّهُمَّ إنا نسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والسلامة من كل إثم، والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار .
بارك الله فيك

أمين .. أمين – بوركتم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.