"أدب الطلب" (ص :176).
فهل الشاعر يُتعلّم أم الموهبة هي الأصل فيه ؟
فهل الشاعر يُتعلّم أم الموهبة هي الأصل فيه ؟
بورك فيك أخي على الطرح المميز والهادف
فقط أحببت أن اقول معلومة لك ولغيرك
الشعر ليس موجودا عند كل الناس
فهو موهبة
فحتى لو حفظت كل المعاجم وتمكنت من علم النحو قاصدا من ذلك أن تصبح شاعرا فهذا غير صحيح
لأن الموهبة هي الأساس
هذا رأيي الخاص
وبورك فيك
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أستاذنا الكريم
فهل الشاعر يُتعلّم أم الموهبة هي الأصل فيه ؟
أفكّر أنّ الموهبة وحدها لا تكفي إلاّ إن تمّ تغذيتها تغذية سليمة من مناهل الأدب
فكم من المواهب الشابّة التي كانت صافية الذهن حسّاسة لو اعتني بهم لأصبحوا أدباء وشعراء يجارون
أعمدة الأدب
فالموهبة وجب الإعتناء بها وصقلها ..
كما أفكّر أنّ الشاعر هو المحلّق بنا في فضاء الإحساس مصوّرا مشاعره حروفا تجول بنا في روضة الإبداع
فتمطر غيمات إحساسه بوجداننا مخلّفة تلك المسحة الروحانية الجميلة التي تعس ذاته
ولتصبح شاعرا أظنّ أنّه لا يكفي أن تكون لديك موهبة وفقط بل وجب صقلها بموادها
شكرا
يا ست إيمان المبدعة ما رأيك في هذا:
استأذن أبو نواس خلفًا الأحمر في نظم الشعر، فقال له: لا آذن لك في عمل الشعر إلا أن تحفظ ألف مقطوع للعرب ما بين أرجوزة وقصيدة ومقطوعة. فغاب عنه مدة وحضر إليه، فقال له: قد حفظتُها. فقال له خلف الأحمر: أَنشِدْها. فأنشده أكثرها في عدة أيام. ثم سأله أن يأذن له في نظم الشعر، فقال له: لا آذن لك إلا أن تنسى هذه الألف أرجوزة كأنك لم تحفظها. فقال له: هذا أمرٌ يصعب عليَّ، فإني قد أتقنت حفظها. فقال له: لا آذن لك إلا أن تنساها. فذهب أبو نواس إلى بعض الأديرة، وخلا بنفسه، وأقام مدّة حتى نسيها. ثم حضر فقال: قد نسيتها حتى كأن لم أكن حفظتها قط. فقال له خلف: الآن انظم الشِّعر!
أما أنت يا شهندا فما رأيك في:
أنّ أكثر العلماء يرون أنّ "الشاعر" لا يُتعلّم، لأنّ الشاعر يحتاج لعقل مليء صافٍ مُصفّى تَصْطفُّ فيه الكلمات وتُعتصَر فيه المعاني وتجري فيه رقّةُ القول مع طرافة وجدّة وهزل وتنويع …
كقول الشاعر الصيني مادحا:
ها هو القمرْ .. مُشرِقْ … مرتفع فوق البحرْ …
هو للنظر شواطئ … وللنفس شواهدْ …
يا ست إيمان المبدعة ما رأيك في هذا:
استأذن أبو نواس خلفًا الأحمر في نظم الشعر، فقال له: لا آذن لك في عمل الشعر إلا أن تحفظ ألف مقطوع للعرب ما بين أرجوزة وقصيدة ومقطوعة. فغاب عنه مدة وحضر إليه، فقال له: قد حفظتُها. فقال له خلف الأحمر: أَنشِدْها. فأنشده أكثرها في عدة أيام. ثم سأله أن يأذن له في نظم الشعر، فقال له: لا آذن لك إلا أن تنسى هذه الألف أرجوزة كأنك لم تحفظها. فقال له: هذا أمرٌ يصعب عليَّ، فإني قد أتقنت حفظها. فقال له: لا آذن لك إلا أن تنساها. فذهب أبو نواس إلى بعض الأديرة، وخلا بنفسه، وأقام مدّة حتى نسيها. ثم حضر فقال: قد نسيتها حتى كأن لم أكن حفظتها قط. فقال له خلف: الآن انظم الشِّعر! أما أنت يا شهندا فما رأيك في: أنّ أكثر العلماء يرون أنّ "الشاعر" لا يُتعلّم، لأنّ الشاعر يحتاج لعقل مليء صافٍ مُصفّى تَصْطفُّ فيه الكلمات وتُعتصَر فيه المعاني وتجري فيه رقّةُ القول مع طرافة وجدّة وهزل وتنويع … كقول الشاعر الصيني مادحا: ها هو القمرْ .. مُشرِقْ … مرتفع فوق البحرْ … هو للنظر شواطئ … وللنفس شواهدْ … |
أحترم رأيك أخي ..لكن بحسب ما سمعت أنه لا يكفي الحفظ فقط بل يجب أن تتوفر الموهبة
إن أحسن الشعراء الموسومين بالطبع و عدم التكلف تراهم قد نشأوا في بيئات بدوية و حفظوا آلاف الأبيات و القصائد من صغرهم ، فبقراءة ترجمة البحتري (و هو من أشهر المطبوعين الموهوبين) تجده نشأ أولا في البادية و حفظ كثيرا جدا من أشعار العرب حتى يستقيم لسانه و يطبع – بعدها – على الشعر .
و كذلك أبو الطيب المتنبي شاعر العربية الأكبر و كذلك القاضي الفاضل (وزير صلاح الدين) حفظ الحماسة – حماسة أبي تمام – من صغره .
و كذلك البارودي (أبو الشعر في العصر الحديث) و شوقي (أمير الشعراء) الذي حفظ منذ صغره – بعد القرآن الكريم – مواد كثيرة جدا من معجم لسان العرب لصقل عربيته .فالشعراء قديما و حديثا ينشؤن على التطب بعد عدة مراحل :
– حفظ القرآن الكريم .
– الترسخ في العربية و تعلم مفرداتها إما بالرحلة إلى البادية قديما كما هو حال البحتري ، أو بحفظ متون معجمية كشوقي .
– حفظ كثير من أشعار العرب لاستقامة اللسان مع أوزان الشعر الخليلية مع الاستفادة من الصور البلاغية المتعارف عليها عند العرب فالأسد رمز الشجاعة – و البحر رمز الكرم و الجود – وووووووو .
أرى – و الله أعلم – أن الموهبة تكمن في النظم نفسه أي باستغلال المخزون اللغوي و الشعري عند الشاعر فالموهبة تكمن في استغلال كل ما في عقل الشاعر (لغة و ألفاظ و تراكيب و أخيلة متعارف عليها) و قبله (تجارب و معاني و خيال) و حسن التعبير عن ذلك و لو لم يكن للشاعر مخزون (مكتسب) ما استفاد من موهبته و ما عبَّر عنها.