تخطى إلى المحتوى

كيف تتغلب على الأرق 2024.

  • بواسطة

السلام عليكم
الأرق الكامل أي انعدام النوم أمر نادر الحصول وما نسميه أرقا هو نوم مسهد يكون المرء فيه على التخوم بين إغفاءة وانتباهه تتراوحان على العينين والدهن فتطمس الأولى معالم الشخصية وتجلو الثانية هده المعالم ويتناوب الإنسان المؤرق الخروج عن شخصيته والدخول فيها وليس بين الحالين سوى فترات متقاربة تتفاوت مدتها تبعا للنسبة في توفز الأعصاب واستجابتها للمنبهات من حركة أو صوت أو خاطرة
وليس من شك في أن محاولة النوم هي أضنى للجسم ولأعصابه من السهر ذلك لان الانتظار يستبطئ الساعات والدقائق .. ويطيل الليل .. ويضطر المؤرق الى حركة دائبة لا تحور إلى استقرار فهو يستدير نحو كل اتجاه ويبدل اضطجاعه بكل شكل ويحتال على النوم بشتى الوسائل دون فائدة .. مما يستدعي تداخل الموضوعات في دماغه وتهافت الأفكار والذكريات بشكل مختلط مشوش لا رابطة بين صورها ولا انسجام بين فكرها فإذا امتد الأرق إلى ليلة وليال اضمحل الشخص وذوى وانحطت قواه فعجزت عن أي نشاط وتوقف العقل على الإنتاج وران على المؤرق طبع قاتم متشائم ..يميل به إلى الوحدة وكره المجتمعات وتحري القبح والسوء في صور الحياة ومظاهرها فلا ياستهويه جمال ولا يرى عناصر الخير فيكره المجتمع ويكره نفسه ثم يكره الحياة
ومعظم لدين يتعرضون للأرق هم الأشخاص الدين يكدحون بادهانهم وتضطرهم أحوالهم إلى التفكير المتواصل كالزعماء والساسة ورجال الفكر والمقامرين واخصهم أولئك الدين يعيشون في وسط متسع حافل بالمفاجآت والأعمال المعقدة والصخب والضجيج.
وتؤثر السموم الداخلية إلى الجسم نهارا في الأعصاب فتفقدها الهدوء والراحة وشر هده السموم ما يكون من إدمان التدخين وشرب الكحول والمنبهات .. كالقهوة والشاي وتعاطي المخدرات.
وقد يكون باعث الأرق مرضيا يكمن في القلب أو الكلى أو الكبد أو الدماغ أو الأعصاب.
كما انه يلازم المصابين بالوهن العصبي النوراستانيا والهستيريا وانفصام الشخصية وقد ينشا عن سبب هضمي من جراء كظة في وجبة العشاء تكون قوامها كثيرا من الدسم والبقول واللحوم.
ولعل أول ما يوصى به لاستدفاع الأرق هو التغلب على عادة السهر وانتجاع النوم في ساعة مبكرة من الليل فنوم ساعة في الليل خير من نوم ساعات في النهار دلك أن نور النهار وضوضاءه وحركته تسقط الكثير من فائدة النوم وتحول دون الاستغراق التامة التي تريح كامل الجسم ولا تمنع الأعضاء وخاصة الدماغ سوى عطلة وقتية وخير ساعات النوم ما كانت قبل منتصف الليل لا بعده لدلك كان الفلاح أجنى لفوائد النوم من ابن المدينة.
يستحسن اتخاذ ساعة معينة للذهاب إلى الفراش كيما تصبح بالتكرار والاستمرار عادة متأصلة .إما السهر في انجاز عمل من الأعمال اليدوية أو الذهنية فهو مضيعة للوقت واستنزاف لطاقة الجسم مهما تكن الدوافع لان العبرة في قيمة الإنتاج واستمراره .. وكلاهما رهين براحة الجسم والعقل والأعصاب .. أي بالنوم.ويعترف العمال الليليين والحراس بان الفترة التي يكونون فيها في صراع مع النوم هي أوائل الليل فادا انقضت الساعة العاشرة تنبهوا تماما وسهل عليهم استئناف السهر.
ويجب أن تترك الهموم والمتاعب بعيدا عن الفراش وعن جو غرفة النوم فلا يحاول الإنسان استذكار يومه ومحاسبة نفسه على ما قام به من أعمال وحركات ولتكن الغرفة جيدة التهوية لان السموم المنبعثة من التنفس تصيب المرء بالخمول دون أن تدخله حظيرة النوم .. وتساعد التهوية الجيدة الكريات الدم الحمراء على القيام بعملها وتصفية الدم وتنقيته من سمومه وشوائبه وبالتالي تمنح الدماغ والأعصاب الغداء والأكسجين اللازمين لحياتها وهدوئها.
وينصح للمؤرق بالإقلال من كمية وجبة العشاء ويفضل أن تكون خالية من اللحوم والبيض ،كما ينصح لهم بإفراغ السبيلين قبل الاستلقاء على الفراش وتر حيض الأمعاء- أي إفراغها – يساعد الإنسان على النوم لأنه يوسع الصدر بما تفرغه الأمعاء من ومواد وقد لا تقل عن مائتين وخمسين سنتيمترا ومعنى دلك توفير ربع لتر دم تعمل في الأحشاء .. كما يساعد الترحيض على طرح كثير من السموم المتراكمة خارج الجسم مما يعين على إراحة الأعصاب وتخفيف أعبائها ودعوتها إلى السكينة والهدوء فالنوم.
ورغم المثل السائر : تعش وتمشى فان بعض الأطباء ينصحون لمرضاهم لعصبيين بالاستفادة من الخمول وحس الاسترخاء الذي ينتابهم عقب العشاء ويحببون إليهم الاستلقاء في الفراش والقراءة الخفيفة غير المتعبة . وقد يجلب النعاس أتعاب العقل بسماع أصوات رتيبة غير مزعجة ،كقراءة المجلات بصوت واطئ رتيب ، او سماع دقات الساعة .. ومن الناس من يتسلط عليهم النوم فياخد بمعاقد أجفانهم كلما أصاخوا السمع إلى النواعير أو عجلات القطار….
فان لم تفد جميع هده الوصايا ،فعلى من يشكو الأرق الالتجاء إلى الحمامات الفاترة لأنها تنظم الدورة الدموية ،فتهدئ الأعصاب المتوفزة وتساعد الأعضاء على الاسترخاء ،فان لم يتوفر الحمام فليغمس المرء قدميه بالماء البارد قليلا كي يحول ضغط الدماء عن دماغه فيصرفه إلى قدميه ، فقد يعينه دلك على استجلاب النوم.
ويقول الدكتور( أيفي هولدن): كي تنام وتستغرق في النوم ، امنح جسمك الوضع الجيد وامدد إطرافك ، ولا تنثن فتضغط بدلك بطنك وصدرك وتقلل من حجمهما ، واستلق على الجانب الأيسر أولا لدقائق معدودات ، ثم تمدد على الجهة اليمنى مسترخيا لتستغرق في نوم هادئ عميق.
والاستغراق في النوم على الجهة اليسرى غير صحي لأنه يزعج القلب .. ومكانه في الصدر الأيسر .. ويربك المعدة ويعرقل عملية الهضم ، لان بوابها حيث تتدفق الاغدية منه إلى الأمعاء موجودة في الجانب الأيمن .
وليكن الرأس على مخدة لا تعلو الكتف لان علوها أو انخفاضها يسيء إلى الدورة الدموية الراسية . ونم في الفراش وحيدا فحركات قرينك اللاإرادية قد تؤذيك ادا كنت سريع الانتباه ، وتجعل نومك متقطعا غير مستقر ولا عميق.
وأخيرا ينصح لكل من يشكو الأرق ، بالإقلاع عن أي عمل فكري بعد العشاء ، وبعدم تناول المنبهات الخفيفة كالشاي و القهوة ،وليستعض عنهما بغلي بعض النباتات كالزيزفون والبابونج أو أزهار النار انج والبرتقال ، ولهده المغليات أثار مزدوجة – ثنائية الأثر – لاحتوائها على بعض العناصر المهدئة والمسكنة أولا،ولتنظيمها الدورة الدموية ثانيا. فهي تدعو الدماء إلى التجمع في الأحشاء ، فتخفف الضغط عن الدماغ . ويقال أن للتفاح تأثيرا مهدئا للأعصاب مساعدا على النوم ادا أخد مساء.وكذلك كوب من اللبن الرائب يؤخذ مساء كل يوم يعين المؤرق على النوم . أما العلاجات المنومة فضررها أكثر من نفعها ،وأحسنها خلاصة حشيشه القطة ( الفالاريان) . وأدا تعرض المرء للأرق في ساعة معينة من الليل يستيقظ أثناءها ثم لا يستطيع النوم بعدها ، فهو مريض حتما في كبده او قلبه او كليته ، وعليه استشارة الطبيب عله يقع في مكمن العلة فيستأصله ، او يتحرى مهدئا للأعصاب الثائرة كالبروم أو الكاردينال أو الدورميسون …. وقد يلجا الطبيب إلى استخدام الصدمة الكهربائية في معالجة العصبيين بالوهن وبانفصام الشخصية فينزل السكينة والهدوء عليهم من بعد فورة وثورة.
وهكذا يمسح الطبيب مما يملك من وسائل عديدة ما تتركه الهموم والأحزان، وما تخلفه الأمراض والأسقام في النفوس . لكم من فتى يائس بائس خيل إليه أن المرض قد أنشب أظافره في جسمه وغدا عالة على أهله ، شفي بمجرد استطاعته النوم وإيفائه جسمه وعقله ما لهما عليه من حق ،فعاد رجلا كاملا منتجا نافعا لوطنه وأمته.
دمتم

بارك الله فيك على هذا الموضوع

معلومات رائعة شكرا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة khalil83 الجيريا
بارك الله فيك على هذا الموضوع

وفيك بركة اخي
شكرا على المرور

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة novateen الجيريا
معلومات رائعة شكرا

العفو اختي
شكرا على المرور

السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيك

الكثير منا يعاني من الأرق
الله يعافينا منه

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *أنسام*الجنة* الجيريا
السلام عليكم ورحمة الله

بارك الله فيك

الكثير منا يعاني من الأرق

الله يعافينا منه

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته

وفيك بركة اختي
امين يا رب العالمين
شكرا على مرورك اختي
سلام

الجيريا

على الرحب والسعة
شكرا للمرور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.