تخطى إلى المحتوى

كيف تتعامل مع المشاعر السلبية التي قد تسيطر عليك ؟ 2024.

كيف تتعامل مع المشاعر السلبية التي قد تسيطر عليك ؟
كثيرا ما تأتي أيام‏,‏ لتحاصرنا ويسيطر علينا فيها عدد من الأفكار والمشاعر السلبية‏,‏ وهي عديدة‏,‏ كالغضب‏,‏ الكراهية‏,‏ الخوف‏,‏ الشفقة علي النفس‏,‏ الريبة والشك‏,‏ لوم النفس والندم‏,‏ الغيرة من الآخرين‏,‏ عدم الثقة بالنفس وغيرها مما يعكر علينا صفو حياتنا‏.‏

هذه المشاعر عندما تحتلنا لا تجعلنا فقط نحيا أوقاتا تعيسة‏,‏ وإنما قد تسبب لنا أيضا مشكلات جسدية‏,‏ فالغضب أو الكراهية علي سبيل المثال يمتلكان قوة هائلة قد تدمر جسم الإنسان‏.‏لهذا كله ينبغي أن نتعلم ألا نخوض في الجوانب السلبية للحياة‏,‏ وأن نصبح أكثر مرونة وتقبلا لما يحدث لنا‏.‏

الأفكار المسبقة التي لديك‏,‏ هي التي تخلق مشاعرك واتجاهاتك نحو الأشياء والأشخاص‏,‏ وبالتالي تتحدد سلوكياتك نحوهم‏,‏ وهذه دائرة مستمرة لا تنتهي‏,‏ فإذا أردت أن تتحكم في مشاعرك وسلوكياتك‏,‏ فعليك أولا أن تراجع أفكارك أو بمعني آخر الطريقة التي تفكر بها‏,‏ وهل هي إيجابية أم سلبية ـ يحيط بها التربص وتوقع السيئ‏!‏

طريقة تعاملنا أو تعبيرنا عن المشاعر التي تنتابنا‏,‏ تتحدد منذ الطفولة ووفق ما تم اكتسابه وتعلمه من خبرات في البيئة المحيطة‏,‏ هذا ما يجعل شخصا محبطا يعبر عن احباطه في شكل ثورة عارمة‏,‏ في حين يكبت شخص آخر هذه المشاعر بداخله‏,‏ فيصاب بصداع حاد‏,‏ وكل ذلك يتم بطريقة أوتوماتيكية دون تفكير‏..‏ يدخل فيها مخزون العقل الباطن من تداعيات وتجارب خلفت انطباعات سلبية‏.‏

ولكي تتمكن من السيطرة والتغلب علي مشاعرك السلبية‏,‏ لابد أولا من اعترافك بها‏,‏ فلا تنكرها أو تتهرب منها أو تدعي أمام نفسك أنها غير موجودة‏,‏ فكل تلك الأساليب النفسية محاولات وقتية للتغلب علي المشاعر السلبية‏,‏ ولكنها في الحقيقة ستظل بداخلك وتؤرقك‏.‏

فالإنكار يمنعك من حل المشكلة التي تواجهك‏,‏ كذلك فمحاولة ايجاد التبريرات لبعض المواقف والتصرفات لجعلها تبدو منطقية بالنسبة لك‏,‏ لن تنجح كل الوقت‏,‏ ولهذا يجب عليك عند شعورك بالغضب أو الاحباط أو الضيق أن تحدد بالضبط ما الذي أدي إلي هذا الشعور‏,‏ فهل السبب ماحدث منذ دقائق أم أن الأمر يرجع لأشياء قديمة متراكمة؟‏!‏

قم بالحديث مع صديق أو أحد أفراد العائلة أو حتي مع إخصائي نفسي وإن تعذر ذلك ادخل إلي نفسك وكن صادقا أو افتح ملف عقلك الذي يكمن داخلك‏,‏ أو حاول التعبير عن مشاعرك بالكتابة‏,‏ فهذا يقلل من حدتها وأيضا حاول التركيز علي منطقة القلب في هذه الأوقات‏,‏ فقم بالتنفس ببطء‏,‏ ومع كل شهيق حاول التركيز بعمق وأدخل الزفير من أنفك وأخرجه بعد حبسه عدة ثوان من فمك‏,‏ فالعلماء يقولون إن التركيز علي منطقة القلب في هذه الأوقات يقلل من مخاطر التوتر علي الجسم‏,‏ اعمل علي تقبل ما يحدث ولا تجهد نفسك في ايجاد الأسباب والسعي لتغيير مايحدث لأنك لن تتمكن من ذلك في بعض الأحيان‏.‏ حدد بعض السلوكيات السلبية التي تقوم بها‏,‏ مثل اتباع الآخرين في كل شيء‏,‏ في التبذير‏,‏ الإفراط في العمل أو الأكل‏,‏ أو غير ذلك من التصرفات‏,‏ فإذا تمكنت من تحديد المشاعر التي لديك وتجعلك تتصرف بهذه الطريقة قد تتمكن من تغيير هذه السلوكيات‏.‏

الغضب

وبالحديث عن المشاعر السلبية كل علي حدة بشكل أكثر تفصيلا‏,‏ تتناول المؤلفة شعور الغضب أولا‏,‏ وتصفه بالنار التي تقضي علي الأشخاص والعلاقات‏,‏ هذه النار يشعلها الشعور بالاستياء أو الامتعاض أو العجز‏,‏ وتجاهل هذه المشاعر ـ كما ذكرنا سابقا ـ لايجعل الغضب يختفي‏,‏ وإنما يصبح كامنا في انتظار أي فرصة لتشعل ناره‏,‏ فتجد نفسك في لحظة ما حانقا‏,‏ تتفوه بأبشع الألفاظ والكلمات دون سيطرة علي نفسك‏,‏ والمحاكم تعج بالأشخاص الذين لم يتمكنوا من التحكم في غضبهم‏.‏

وبالمناسبة فإن الغضب يمكن أن يكون له قوة إيجابية‏,‏ ليس في تغيير الآخرين‏,‏ وإنما تغيير ذاتك‏,‏ فمثلا قد تجد نفسك غاضبا عندما لا يراعي الآخرون احتياجاتك‏,‏ فهذه مسئوليتك فأنت المسئول عن الطريقة التي يعاملك بها الآخرون‏,‏ وأنت الذي تحدد الطريقة التي يعاملونك بها‏,‏ وما تقبله أو ترفضه في العلاقة‏,‏ ولهذا يجب أن تفعل ما عليك أولا قبل أن تلوم الآخرين‏.

الخوف

وعن مشاعر الخوف‏,‏ وهي تنبع كلها من العقل‏,‏ ففي حين يقع أحد الأشخاص مغشيا عليه عند رؤيته لصرصار‏,‏ يعتبره شخص آخر طعاما شهيا ويتمتع بتناوله‏,‏ وبرغم أن مخاوف الإنسان تتشكل علي مدي طويل‏,‏ فإنه يمكن التغلب عليها في ساعة أو ساعتين‏!‏

عندما تشعر بالخوف‏,‏ ركز علي مظاهر الشعور به التي تطرأ علي جسدك‏,‏ فقلبك ينبض بعنف‏,‏ ومعدتك تنقبض بشدة‏,‏ وشعرك يقف لأعلي‏,‏ حيث يقال إن التركيز علي التأثيرات الجسدية للخوف‏,‏ يجعل الشعور به يتلاشي تدريجيا‏,‏ فحاول أن تعيد كل شيء إلي طبيعته‏,‏ قلبك وهو يبطيء بنبضاته‏,‏ معدتك وهي تعود إلي وضعها الطبيعي‏,‏ شعرك عندما ينسدل لأسفل‏,‏ عليك أيضا أن تفكر في الآثار الطبية التي ستعود عليك عندما تتغلب علي شعورك بالخوف‏,‏ وبالتالي الشعور الرائع بمدي قوتك وقدرتك علي قهر خوفك‏.‏

الحزن

الحزن أيضا من ضمن المشاعر السلبية‏,‏ وهو شعور طبيعي يحس به الجميع‏,‏ سواء عند فقدان عزيز‏,‏ أو التعرض للاحباط وخيبة الأمل‏,‏ أو عندما يحدث شيء سييء للإنسان أو المحيطين به‏,‏ أو عند الشعور بالوحدة‏.‏ وعندما يشعر الإنسان بالحزن يري الدنيا سوداء وقاسية ولا معني لأي شيء يقوم به‏,‏ وقد يريح البكاء‏,‏ كما أن الحديث عما يسبب لك الشعور بالحزن عادة ما يساعد في تلاشي الشعور‏,‏ وهنا يشعر الإنسان كأن أحمالا ثقيلة قد زالت عن كاهله‏.‏
إعادة النظر في تقويم ذاته

وهذا لا يعني أن تري نفسك إنسانا مهما أو عظيما أو كاملا‏,‏ وإنما يعني أن تري نفسك جديرا بحب الآخرين واحترامهم وقبولهم لك‏,‏ وتقدير الذات مهم جدا لتكون مقتنعا بذاتك وبإمكانياتك‏,‏ وهذا ما يعطيك الدفعة لخوض تجارب جديدة دون أن تخشي شيئا‏,‏ فأنت مؤمن بقدراتك‏,‏ حتي إذا وقعت في خطأ ما‏,‏ ولهذا فإن تقدير الذات يمكنك من اتخاذ قراراتك بإصلاح هذا الخطأ دون الاعتماد علي أحد ولهؤلاء الذين يتعللون بأن الحياة مليئة بالمواقف السلبية‏,‏ والتي لا يملك حيالها سوي التفكير بسلبية‏,‏ تأكدوا أن رؤيتكم للأمور هي التي تحدد ما إذا كانت سلبية أو ايجابية‏,‏ أو كما نقول وفقا للنظارة التي ترتديها علي عينيك‏,‏ هل هي سوداء أم وردية؟ وتذكر دائما أنك إذا توقعت حدوث الأسوأ دائما‏,‏ فستحصل عليه ..

ربي يحفظك و يكثر من أمثالك

شكــــــــــــــــرا لكـــم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.