فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (العين حق) متفق على صحته، وأخرج مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( العين حق، ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين)، وقد أمرنا الله تعالى بالاستعاذة من شر الحاسدين، كما قال جل وعلا: (( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ))[الفلق:1]^ إلى قوله: (( وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ))[الفلق:5]^.
وأفضل علاج للعين، هو الاعتصام بالله تعالى، والتوكل عليه، والاستعاذة بالله من شرها، فإذا وقع الحسد، فإن من أنواع علاجه، أن يتوضأ الحاسد للمحسود، كما ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (كان يؤمر العائن فيتوضأ، ثم يغتسل منه المعين)، أي الذي أصابته العين، أخرجه أبو داود في السنن.
وأما طريقة الوضوء، فهي أن يؤتى بإناء فيه ماء، ثم يقوم العائن ( الحاسد) بهذه الخطوات :
1- يتمضض، ويمج ( يخرج) الماء من فمه في الإناء.
2- يغسل وجهه داخل الإناء، بحيث يكون الماء المغسول داخل الإناء.
3- يغسل يديه في الماء إلى المرفقين.
4- يغسل ركبتيه في الماء.
5- يغسل أطراف رجليه، أو رجليه كاملتين في الماء كذلك.
6- يغسل طرفاً من ثوبه، أو سراويله التي تباشر جسده من الأمام في الماء، ثم يصب هذا الماء على المصاب بالعين، فيشفى بإذن الله تعالى.
ودليل هذا الذي قدمناه ما رواه الإمام مالك في الموطأ عن أبي أمامة بن سهل رضي الله عنه قال: (رأى عامر بن ربيعة سهل بن حنيف يغتسل، فقال: والله ما رأيت كاليوم، ولا جلد مخبأة (أي فتاة عذراء)، قال: فلبط سهل -أي سقط على الأرض يتلبط- فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم عامراً، فتغيظ عليه -أي غضب منه- وقال: علام يقتل أحدكم أخاه، ألا بركت عليه، اغتسل له، فغسل له عامر وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح -إناء- ثم صب عليه، فراح مع الناس).
ونسأل الله تعالى أن يقينا وإياكم شر الحاسدين، وشر الخلق .
والله الموفق.