كلام من القلب .وباذن الله يصل الى القلب 2024.

كنت أقرأ أحد الردود فى ركن مشاكل اجتماعية وحلولها ووجدت كلمات بداخلى أبت إلا أن تخرج من قلبى إلى صفحات المنتدى وأتمنى أن تصل لقلب كل فتاة لم يأذن الله لها بالزواج بعد.

ترفض الكثير من الفتيات النصح لها بخصوص الإنشغال بالعمل أو الدراسة أو غيرها من النشاطات الأخرى التى تُنمى العقل وتصقل الشخصية بحجة أن هذا لا يُنسيها ما هى فيه من معاناة وتظل حبيسة الجدران وحبيسة الأفكار السوداء التى تحاصرها … وتزداد المعاناة !!

لكن يا فتاتى العزيزة عندما ننصح بالخروج أو العمل أو الإنشغال بالدراسة او غيره لأن الإنسان يجب أن يتشاغل عن همومه ولا ينشغل بها ..فهذا يساعد على تجاهل الموضوع ونسيانه ولو إلى حدما وليس بالضرورى أن يكون نسيان كامل فهذه فطرة بداخل الإنسان زواج وأمومة .. مشاعر وعواطف طبيعية لا يمكن أن نتجاهلها اوننكرها ولكن نحاول ترشيدها وتقنينها والتحكم فيها قدر المُستطاع بدلا من أن تتحكم فينا .

غاليتى .. الإنشغال بما يُفيد يساعد الإنسان على الإنفصال النفسى عن مشاكله وعدم الإستغراق والإنغماس فيها وبالتالى تخف وطأتها قليلا .. هذا إن لم يجد لها حلولا ناجعة .. لأن طريقة تفكيره اختلفت

ولا ينكر أحد أن الفراغ مفسدة وأى مفسدة ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ) أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
فمن لم يشغل نفسه بالطاعات والعمل الصالح شغلته بالمعاصى كما هو الحال فى كثير من بيوت المسلمين للأسف ..

فلماذا لا تنشغل الفتاة المسلمة بما ينمى عقلها وشخصيتها وتثقف نفسها دينيا ودنيويا وتنفع نفسها وتنفع غيرها .. بدلا من أن تترك نفسها فريسة سهلة وأرض خصبة للشيطان ووساوسه وتصبح فى النهاية حطام إنسانة .. لا شخصية ولا صحة نفسية وضيق وإكتئاب وملل وزهق و الخ الخ الخ . والله أعلم إلى ماذا سيجرها هذا الفراغ والملل !

وصدقينى يافتاتى عندما تجدى نفسكِ نافعة ومنتجة وإنسانة ذات شخصية مستقلة ولستِ تابعة لأفكار ووساوس هدامة .. ستتغير نفسيتكِ للأحسن وتبتعد عنكِ كل الأفكار السلبية
لا تحصرى نفسكِ وأفكارك فى موضوع واحد وإن لم يأتِ فعلى الدنيا السلام !!
أعرف وأقر بمدى احتياج كل فتاة لبيت وأطفال واستقرار فى ظل رجل تحبه ويحبها .. ولكن هل هذا بيدى او يدك او يد أى مخلوق على وجه الأرض ؟؟ لا ..فإذاً لمَ لا تطلبيه ممن بيده الأمر كله..؟ ووفرى على نفسكِ العناء والنحيب و البكاء …. عليكِ بالدعاء ثم الدعاء ثم الدعاء والتضرع لله سبحانه وتعالى .. ولا تُبالى بشئ بعد ذلك

وبدلا من ان يكون كل تفكيرك وكل تركيزك وكل اهتمامك على موضوع واحد هو أن تتزوجى ..وزعى تفكيرك على عدد من النشاطات الأخرى .. اخلقى لنفسك حياة جديدة .. حياة تحبينها .. وتسعدى بها .. وتُشعرك بكيانك وأهميتك ووجودك ..
وكما قالوا دوام الحال من المحال وسيتغير حالكِ للأفضل بإذن الله ولكن إبدأى بالتغيير
و استعينى بالله قبل كل شئ فهو خير مُعين ..واحسنى الظن فيه.. وتوكلى عليه ..وثقى به …ولن يخذلك..

فهو أكرم الأكرمين

رزقكن الله ماتحبون فى رضاه
نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص فى القول والعمل