كان بومدين رحمه الله يلقب بمالك الحزين .. لا يضحك أبدا .. ويبتسم فقط عندما يدشن إنجازا وطنيا! وكان يخفي ضحكته أو ابتسامته دائما بحركة من يده يغطي بها ابتسامته متظاهرا أنه يتفقد شنباته وهو في الحقيقة يقوم بمواراة ابتسامته عن أعين الصحافيين! كانت الإنجازات في عهده قليلة ومحدودة وصغيرة قياسا بإنجازات اليوم.. لأن إمكانيات الجزائر في عهده كانت لا تشكل سوى 5 بالمئة من إمكانيات الجزائر اليوم البترول في عهده سنة 1968 كان سعر برميله 70 سنسا فقط وتصارع مع ديغول لإيصاله إلى دولار فقط.. واعتبر ذلك نصرا مؤزرا.. خاصة عندما زار وزير الخارجية آنذاك عبد العزيز بوتفليقة باريس لأول مرة سنة 1968 وقابله ديغول في باب الإليزي ورفرف العلم الجزائري لأول مرة فوق الإليزي.. وكتبت لوموند تقول: ديغول قال: لن يرفرف علم جبهة التحرير فوق الجزائر.. فها هو اليوم يرفرف فوق الإليزي! تمنيت لو أن بومدين عاش إلى هذا اليوم الذي يرى فيه البترول يصل سعره إلى 120 دولار للبرميل! وأن الجزائر أصبحت تنتج 1.5 مليون برميل في اليوم وقد كانت لا تنتج أكثر من 300 ألف برميل في اليوم سنة 1968! ماذا لو رأى بومدين الجزائر اليوم بإنجازاتها العظيمة وبمشاكلها الأعظم؟! ير ى مثلا خزينة الدولة وقد أصبحت عامرة بملايير الدولارات وهي مثل مغارة علي بابا يحرسها أربعون وزيرا؟! جيوبهم عامرة ورؤوسهم فارغة ؟! ماذا لو رأى بومدين الطريق السيار شرق غرب.. ورأى المطار الذي يحمل اسمه وهو جوهرة صغيرة في تاج الجزائر؟! هل كان بومدين بإمكانه أن يعرف باب الزوار التي وضع بها حجر الأساس للجامعة التي تحمل اسمه.. وقد تحولت إلى مدينة مترامية الأطراف بعد أن كانت مستنقعا للباعوض؟! ماذا لو رأى بومدين شارع جيش التحرير في العاصمة وقد تحول إلى زنقة صغيرة مثل ممرات القصبة قياسا بالطريق السريع الشمالي والطريق السريع الجنوبي للعاصمة؟! مرت 33 سنة على رحيل بومدين فيها ولد شعب جزائري جديد.. وفيها أيضا بنيت جزائر جديدة.. صحيح أنها فوضوية ولكنها جزائر جديدة! بومدين كان مشروعه الطموح آنذاك هو بناء ألف قرية.. كل قرية فيها 50 سكن.. أي بناء 50 ألف سكن.. لكن اليوم تبني عاصمة البلاد لوحدها 100 ألف سكن في مدة وجيزة! ماذا لو عاد بومدين وسمع بأن وزير خارجية بلده يعترف بالمجلس الانتقالي الليبي الذي رخص للناتو بتدمير ليبيا بالطائرات! وماذا لو عرف بأن اليمن أصبحت دولتين والسودان كذلك.. والجزائر صارت أكبر دولة في إفريقيا مساحة وأصغر دولة في إفريقيا من حيث التأثير في الأحداث؟! وأن العراق "حررها" المارينز الذين اجتاحوها من على ظهر الأسطول الثامن والسابع.. وهو الذي كان يناضل ضد أمراء الخليج لمنعهم من مساعدة المارينز من الدخول إلى مياه الخليج الراكدة ؟! أنا لا أقلب المواجع على الجزائريين.. لكن أذكر فقط.. كيف كنا دولة صغيرة وشأننا كبير.. وحين أصبحنا دولة كبيرة صار شأننا صغيرا.. كنا نشوش على حدود الناس فأصبح الناس يشوشون على حدودنا؟!
رحمه الله وأدخله فسيح جنانه
رحمه الله وأدخله فسيح جنانه
السلام عليكم
رحمه الله و غفر له مع أني ضد الكثير من مبادئه ..
البقاء لله و لو بقي لدخل الصف و الله أعلم ..
يرحمه الله و يرحم جميع موتى المسلمين