بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين أمابعد
إن مما أحدثه أهل هذا الزمان أنهم صاروا يقرأون القرآن من غير تدبر فيه ولا تفقه وتحقق من صحيح معانيه ولقد قرأ ابن عمر البقرة في ثماني سنين يتدبر معانيها و أحكامها حلالها وحرامها محكمها ومتشابهها
وصاروا يفسرون القرآن بالرأي واللهجة المعاصرة وذلك من تحريف المعاني أو لايحققون المعنى الصحيح من معاني الآية المحتملة بل يروحون يستشهدون بلا روية وتحقيق
فمن ذلك قولهم في قوله تعالى وجعلنا من الماء كل شيء حي
فجعلوها في لوحات كبيرة رسموا فيها مايفيد أن معنى الآية أن انقطاع الماء سبب لموت الخلائق
وليس على التحقيق هذا معنى الآية وانما معناها أن الخلائق الحية كالطيور والبهائهم خلقت من ماء
كما قال تعالىو الله خلق كل دابة من ماء
فهذا مفسر لقوله تعالى الله خلق كل دابة من ماء
وذلك كقول الرجل جعلت كل أثاث بيتي من شجر الغابة
أي انشأته ونحته من الشجر وليس معناه أن بقاء شجر الغابة سبب لبقاء الاثاث
قال الامين الشنقيطي في أضواء البيان
الظاهر أن "جَعل" هنا بمعنى خَلَق. لأنها متعدية لمفعول واحد. ويدل لذلك قوله تعالى في سورة "النور" : {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ} .
واختلف العلماء في معنى خلق كل شيء من الماء. قال بعض العلماء: الماء الذي خلق منه كل شيء هو النطفة. لأن الله خلق جميع الحيوانات التي تولد عن طريق التناسل من النطف، وعلى هذا فهو من العام المخصوص.
وقال بعض العلماء: هو الماء المعروف، لأن الحيوانات إما مخلوقة منه مباشرة كبعض الحيوانات التي تخلق من الماء. وإما غير مباشرة لأن النطف من الأغذية، والأغذية كلَّها ناشئة عن الماء، وذلك في الحبوب والثمار ونحوها ظاهر، وكذلك هو في اللحوم والألبان والأسمان ونحوها: لأنه كله ناشىء بسبب الماء.
__________________
المشرف العام على مجلة معرفة السنن والآثار
مشكوووووووووووووور علىالموضوع