تخطى إلى المحتوى

قولهم: "نريد البديل". 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

كلام الشيخ على قولهم: "نريد البديل".

…سائل: شيخنا! نفس الموضوع سؤال توضيحي يعني.
الشيخ: خير إن شاء الله.
ورد في سؤال الأخ الكريم -وكثيرًا ما نسمع- كلمة: "البديل"؛ بدنا البديل الإسلامي عن كذا، البديل الإسلامي عن كذا.
الشيخ مقاطعًا: الله أكبر!
السائل: فحبذا -يا شيخنا!- لو تلقي الضوء عليها -يعني- للفائدة.
الشيخ: والله هذا الكلام صحيح؛ سؤال صحيح.
لما نتحدث عن مآسي البنوك، بيسألونا التُّجَّار اللي لو تركوا العمل إطلاقًا، ولو عاشوا مهما عاشوا بيعيشوا أغنياء بقولوا: شو البديل؟
بيخافوا لو قلنا لهم: اتقوا الله واتركوا التعامل مع البنوك أنهم يموتوا جوعًا، بدّهم البديل.
يا أخي! البديل لا يجوز أن يكون بالمعنى الذي يتصوره كلُّ صاحب مصلحة، كل صاحب هوى وغرض.
البديل موجود في الشَّرع؛ فأنت اطلب الشرع، واعملْ به؛ فستصل إلى البديل من أقرب طريق.
الناس اليوم -سبحان الله!- لما نجي نتكلم عن شروط أو عن الطريق الذي ينبغي أن يسلكه المُسلمون ليتمكنوا مِن تحقيق المجتمع الإسلامي، وإقامة الحكم الإسلامي، ومبايعة الخليفة المسلم، ما هو الطريق للوصول إلى هذا؟
تختلف -طبعًا- مناهج الأحزاب الإسلامية (الموجود) عن منهج الطائفة المنصورة وهي التي تتبع الكتاب والسنة في كلِّ شيء.
هذه الطائفة تقول: سيروا على ما سار عليه المسلمون الأوّلون، وحينئذ ستكون الحصيلة قيام الدولة المسلمة شئتم أم أبيتم.
أمَّا أنتم أيها الأحزاب الأخرى الذين تريدون إقامة الدولة المسلمة قبل أن تقيموها في أنفسكم؛ فلن تصلوا إلى إقامتها مطلقًا؛ لما هو معلوم أن فاقد الشيء لا يعطيه من جهة.
ومن الحِكَم المعاصرة -اليوم -والعجيب أنها صدرت من رئيس من رؤساء حزب من الأحزاب القائمة اليوم، وهم لا يعملون بهذه الحكمة- وهي: "أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تُقم لكم في أرضكم".
لا يقيمون دولة الإسلام في قلوبهم.
×من هذه الإقامة: أن تتقي الله -عزَّ وجلَّ-، ألا تطلب بديلاً عن الأناشيد التي كانت عن الصوفية، أو هذه الأناشيد التي قامت مقام أناشيد الصوفية، لا تطلب البديل؛ لأنَّ القرآن خير بديل، وقد سمعتم آنفاً قوله عليه السلام: ((مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ فَلَيْسَ مِنَّا)).
×فالشَّاهد: البديل بالنسبة لكل الشَّكاوى التي قد تصدر بمناسبة ما: هو ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ[1].
الإسلام لا يُحرِّم ما أحلَّ الله، ولا يبيح ما حرَّم الله، والأمر كما قال عليه السَّلام: ((الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا أُمُورٌ مُشْتَبِهَاتٌ لاَ يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ اَلْنَّاسِ)) إلى آخر الحديث.
فلا يجوز للمسلم كلما قيل له: هذا حرام. يقول: ما هو البديل؟
البديل: اتَّقِ الله -يا أخي!- ربنا يقول في القرآن -والمسلمون من انحرافهم اتخذوها لوحة يزينون بها جدر البيوت-؛ وهي: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ[2].
لكن هذه بدل ما تكون على الجدار، يجب أن تكون في القلب، وإذا حَلت في القلب، حينئذ لم يهتم المسلم، لن يسأل عن البديل؛ لأنه يعلم كما قال عليه السَّلام -شوفوا الأحاديث كيف هي تتجاوب بعضها مع بعض-: ((مَنْ تَرَكَ شَيْئًا للهِ عَوَّضَهُ اللهُ خَيْرًا مِنْهُ)).
يا أخي! إنت إذا تركت العمل مع البنك الفلاني أو العلاني تقوى لله؛ رزقك الله من حيث لا تظنُّ ولا تحتسب.

وأنا أذكر بهذه المناسبة حديثين عجيبين غريبين؛ لكننا نحن معشر المسلمين بحاجة إليهما جدًّا في عصرٍ غلبت عليهم المَّادة، وحبّ الدنيا رأس كل خطيئة، كما جاء في بعض الأحاديث الضعيفة التي لا تصحّ؛ ولكن معناها جميل: "حبُّ الدُّنيا رأس كلّ خطيئة"، وهذا جاي في الحديث ما يُغني عنه ويزيد عليه.
((إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ؛ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلاًّ لاَ يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ)).
((إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ))، ليه؟ حبًّا في المال.
هاي! حبًّا في المال أوصلنا إلى الذل أن يسيطر علينا أذلُّ أمة على وجه الأرض في كل تاريخ الأرض هم اليهود؛ لماذا؟ لأن الرسول أوعدنا؛ فقال: ((إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ)) العيينة هو نوعٌ من أنواع المعاملات الربويِّة.
((وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ)) كناية عن الاشتغال بالضرع والزرع، وتركنا الجهاد في سبيل الله، والسؤال عن أحكام الله، لا نبالي إلا بالمال كما جاء -أيضًا- في صحيح البخاري؛ قال عليه السَّلام: ((يأتي زمانٌ على أمتي لا يُبالي أمن حلالٍ أكل أم من حرام)) أو كما قال عليه الصَّلاة والسَّلام[3]. والحديث في صحيح البخاري.
هذا هو زماننا.
×فإذن العلاج: اتَّقوا الله، ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا[4] إلى آخر الآية.
أحد الحديثين المذكورين آنفًا، لعل هذا الحديث وذاك يبقى في قلوب بعض الحاضرين؛ ثمَّ يبلِّغه الغائبين الذين ابتلوا بحب الدُّنيا؛ فلا يسألون عن الحرام ليجتنبوه، ولا عن الحلال ليواقعوه.
قال عليه الصَّلاة والسَّلام: ((جاء رجلٌ ممن قبلكم إلى غنيٍّ؛ فقال له: أقرضني مائة دينار؛ قال: هات الكفيل؛ قال: الله الكفيل؛ قال: هات الشهيد؛ قال: الله الشهيد؛ فنقده مائة دينار، وتواعدا للوفاء على يوم موعود. أخذ الرجل مائة دينار وانطلق يعمل في البحر، مسافة بعيدة؛ ثمَّ جاء اليوم الموعود؛ فعرف أنه لا يستطيع أن يُسلِّم الدِّين الذي عليه في هذا اليوم ….[5]
انظروا ماذا فعل. أخذ خشبة فنقرها؛ حفرها ودكَّ فيها مائة دينار، وأحسن دكَّها وحبسها؛ ثمَّ جاء إلى ساحل البحر الذي هو يعمل فيه؛ فقال: يارب! أنت كنت الكفيل، وأنت كنت الشهيد، ورمى بالخشبة في البحر.
ستقولون -وأنا معكم -بس ابتداءً لا انتهاءً- ستقولون: هذا عمل مجنون، شو معنى إلقاء خشبة فيها وزن ثقيل مائة دينار وفي البحر؟!
لكن هذا الرجل فعلاً اعتمد على الله حينما انسدت عليه الأسباب الكونية المشروعة؛ فاعتمد على الله؛ وقال: أنت كنت الكفيل، وأنت كنت الشهيد، أنت بمعرفتك، بقدرتك دبرني بقى!
فربنا -عزَّ وجلَّ- بقدرته العظيمة التي لا حدود لها، أمر الأمواج أن تأخذ هذه الخشبة إلى بلدة الدَّائن، والدَّائن خرج في اليوم الموعود ليتلقَّى المدين ويستلم منه الدين، وصبر وصبر وانتظر وانتظر ما جاء! لكن وقع بصره على خشبة تتقاذفها وتتلاعب بها الأمواج بين يديه؛ فمد يده إليها؛ وإذا هي ليست خشبة كالأخشاب، وازنة وثقيلة؛ فعجب منها وأخذها إلى داره؛ ثم كسرها؛ وإذا بها مائة دينار؛ حجر أحمر، دهب أحمر.
بعد قليل جاء الْمَدِين -انظروا بقى الدِّين ماذا يعمل بأهله وأصحابه- نقده مائة دينار! تجاهل ما فعله، لماذا؟ لأنَّه غير جارٍ على السنن الكونية، مش بريد مضمون حتى يكون آخذ سند إنه وصل لفلان المائة دينار وانتهى الأمر.
لا، المسألة فوق الأسباب؛ رماها في البحر -كما علمتم- ولذلك تجاهل ما فعل، وسلم مائة دينار للدائن.
الدائن كالمدين، كلاهما أتقياء، وكما قيل: إن الطيور على أشكالها تقع، الرجل قعد يفكر -فيما يبدو-: إن أنا قبضت مائة دينار بطريق البحر، والآن بقبض مائة دينار بطريق المدين؛ فحكاله القصة: إنه أنا خرجت للقائك واستقبالك، فما جئت؛ فوجدت خشبة؛ وأخذتها وكسرتها وإذا فيها مائة دينار؛ قال له: والله! القصة كذا وكذا، أنا لما وجدت نفسي لا أستطيع أن أعود إلى البلد وأسلمك مائة دينار؛ فعلت كذا وكذا؛ فقال الدائن: بارك الله لك في مالك، خذ المائة دينار التي أعطيتني إياها، ووصلني حقي بطريق ايش؟ البحر[6].
لو وقعت هذه القصة مثلها اليوم ووصلت إلى إنسان مائة دينار بطريق لا يعلمها أحد إلا الله -تبارك وتعالى-. مين بيرد هذه الأموال إذا جاء إنسان بيقول له: إنه أنا أرسلتلك بطريقة غريبة شوي وصلك؟ لا، ما وصلني، لو أنكر ما فيه عليه شهود، والمدعي ما يستطيع أن يثبت؛ لكن الإيمان يأتي بالعجائب.
وهذه من العجائب القصة بين الدائن والمدين عجيبتان، يجب نحن أن نعتبر بذلك؛ حتى نتِّقي الله -عزَّ وجلَّ-.

الحديث الثاني وبه ننهي الجلسة؛ لنقوم نصلِّي -إن شاء الله- هنا صلاة العشاء؛ قال عليه الصَّلاة والسَّلام قبل هذا الحديث الأول في صحيح البخاري[7]، والحديث الثاني في صحيح مسلم[8].
قال عليه الصلاة والسلام: ((بينما رجل ممن قبلكم يمشي في فلاة من الأرض؛ إذ سمع صوتًا من السَّحاب يقول: اسق أرض فلان)) صوت من السَّحاب كما يتكلم البشر على وجه الأرض، هناك شخص يتكلم بلغة البشر؛ لكن في السحاب! "يـا سحاب! اسقي أرض فلان بن فلان".
كان يمشي -مثلاً- شرقًا صار ايش؟ جنوبًا!
مشي الرجل للأرض مع السحاب؛ وإذا به يرى السحاب يُفرِغ مشحونه من المطر في حديقة؛ يطلُّ عليها وإذا به يرى رجلاً يعمل فيها؛ في أرضه، في حديقته؛ فيأتي إليه، ويُسلِّم عليه؛ ينظر إليه صاحب الحديقة؛ فيراه رجلاً غريبًا، ليس من أهل تلك القرية.
وبتعرفوا القرى قديمًا ما كانت بهذه السعة، وبعدد النفوس اللي ممكن الإنسان يتعرف على أقاربه؛ لكثرة العدد؛ فضلاً عن أبعاده، فكانت القرية معددوة العدد الوجوه معروفة فلما رأى الرجل؛ فقال له: كأنك أنت رجلٌ غريب، قال له: نعم، فما الذي جاء بك؟ قال له: أنا كنت أمشي فسمعت صوتًا من السحاب؛ يقول للسحاب: اسق أرض فلان؛ فجيت والسحاب؛ وإذا بالسحاب يُفرغ مشحونه من المطر في أرضك؛ فبما نلت ذلك من ربك؟ هاي شأن الصالحين! ما في عندهم العنجهوية، وهذا الكبرياء؟
يقول: والله! أنا لا أدري، أنا رجل عادي؛ لكن عندي هذه الأرض فأزرعها وبخدمها؛ ثم أحصدها؛ فأجعل حصيدها ثلاث أثلاث: ثلثٌ أعيده إلى الأرض، وثلث أنفقه على نفسي وأهلي، وثلثٌ أتصدَّقُ به على الفقراء والمساكين؛ فقال له الرجل: هو هذا[9].
شو بدك أحسن من هذا؟!
فانظروا الآن كيف أن ربَّ السَّماء سخَّر البحر للرجل الأول، ثمَّ ربَّ البحر سخَّر السَّماء للرجل الآخر، ما هو الجامع في هذا التَّسخير؟
﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ[10].
ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يجعلنا من المتقين العاملين بالكتاب والسنة.
3صلاة الشَّيخ العشاء بالحاضرين. (00:43:21).

الحضور: جزاك الله خيرًا.
– صـلاة الشَّـيخ العـشاء بالحـاضرين-
الشيخ: استوا وتراصوا، تحاذوا بالمناكب والأقدام، لا تدعوا الفرجات للشيطان، الله أكـبر.

[1][الطلاق: 2-3].

[2][الطلاق: 2-3].

[3]عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، لاَ يُبَالِي المَرْءُ بِمَا أَخَذَ المَالَ، أَمِنْ حَلاَلٍ أَمْ مِنْ حَرَامٍ».

[4][الطلاق: 2].

[5]حدث انقطاع؛ ثمَّ عاد الصوت مرة أخرى ليبدأ بقول الشَّيخ -رحمه الله-: "انظروا ماذا فعل ..".

[6]جَاء في صحيح البخاريّ -رحمه الله- كِتَابُ: "الْحَوَالَاتِ"، بَابُ: "الْكَفَالَةِ فِي الْقَرْضِ وَالدُّيُونِ بِالْأَبْدَانِ وَغَيْرِهَا"؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنَّهُ ذَكَرَ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، سَأَلَ بَعْضَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُسْلِفَهُ أَلْفَ دِينَارٍ؛ فَقَالَ: ائْتِنِي بِالشُّهَدَاءِ أُشْهِدُهُمْ؛ فَقَالَ: كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا؛ قَالَ: فَأْتِنِي بِالْكَفِيلِ؛ قَالَ: كَفَى بِاللَّهِ كَفِيلًا؛ قَالَ: صَدَقْتَ؛ فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى؛ فَخَرَجَ فِي الْبَحْرِ؛ فَقَضَى حَاجَتَهُ؛ ثُمَّ الْتَمَسَ مَرْكَبًا يَرْكَبُهَا يَقْدَمُ عَلَيْهِ لِلْأَجَلِ الَّذِي أَجَّلَهُ؛ فَلَمْ يَجِدْ مَرْكَبًا؛ فَأَخَذَ خَشَبَةً فَنَقَرَهَا فَأَدْخَلَ فِيهَا أَلْفَ دِينَارٍ وَصَحِيفَةً مِنْهُ إِلَى صَاحِبِهِ؛ ثُمَّ زَجَّجَ مَوْضِعَهَا؛ ثُمَّ أَتَى بِهَا إِلَى الْبَحْرِ؛ فَقَالَ: اللَّهُمَّ! إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ تَسَلَّفْتُ فُلَانًا أَلْفَ دِينَارٍ فَسَأَلَنِي كَفِيلَا؛ فَقُلْتُ: كَفَى بِاللَّهِ كَفِيلًا؛ فَرَضِيَ بِكَ. وَسَأَلَنِي شَهِيدًا؛ فَقُلْتُ: كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا؛ فَرَضِيَ بِكَ، وَأَنِّي جَهَدْتُ أَنْ أَجِدَ مَرْكَبًا أَبْعَثُ إِلَيْهِ الَّذِي لَهُ فَلَمْ أَقْدِرْ، وَإِنِّي أَسْتَوْدِعُكَهَا؛ فَرَمَى بِهَا فِي الْبَحْرِ حَتَّى وَلَجَتْ فِيهِ ثُمَّ انْصَرَفَ وَهُوَ فِي ذَلِكَ يَلْتَمِسُ مَرْكَبًا يَخْرُجُ إِلَى بَلَدِهِ. فَخَرَجَ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ أَسْلَفَهُ يَنْظُرُ لَعَلَّ مَرْكَبًا قَدْ جَاءَ بِمَالِهِ؛ فَإِذَا بِالْخَشَبَةِ الَّتِي فِيهَا الْمَالُ فَأَخَذَهَا لِأَهْلِهِ حَطَبًا؛ فَلَمَّا نَشَرَهَا وَجَدَ الْمَالَ وَالصَّحِيفَةَ؛ ثُمَّ قَدِمَ الَّذِي كَانَ أَسْلَفَهُ فَأَتَى بِالْأَلْفِ دِينَارٍ؛ فَقَالَ: وَاللَّهِ! مَا زِلْتُ جَاهِدًا فِي طَلَبِ مَرْكَبٍ لِآتِيَكَ بِمَالِكَ فَمَا وَجَدْتُ مَرْكَبًا قَبْلَ الَّذِي أَتَيْتُ فِيهِ؛ قَالَ: هَلْ كُنْتَ بَعَثْتَ إِلَيَّ بِشَيْءٍ؟ قَالَ: أُخْبِرُكَ أَنِّي لَمْ أَجِدْ مَرْكَبًا قَبْلَ الَّذِي جِئْتُ فِيهِ؛ قَالَ: فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَدَّى عَنْكَ الَّذِي بَعَثْتَ فِي الْخَشَبَةِ؛ فَانْصَرِفْ بِالْأَلْفِ الدِّينَارِ رَاشِدًا".

[7]يُنظر الهامش السابق.

[8]يُنظر الهامش التالي.

[9]جاء في صحيح مسلِمٍ، كِتَابُ: "الزُّهْدِ وَالرَّقَائِقِ"، بَابُ: "الصَّدَقَةِ فِي الْمَسَاكِينِ"، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "بَيْنَا رَجُلٌ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ، فَسَمِعَ صَوْتًا فِي سَحَابَةٍ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ، فَتَنَحَّى ذَلِكَ السَّحَابُ، فَأَفْرَغَ مَاءَهُ فِي حَرَّةٍ، فَإِذَا شَرْجَةٌ مِنْ تِلْكَ الشِّرَاجِ قَدِ اسْتَوْعَبَتْ ذَلِكَ الْمَاءَ كُلَّهُ، فَتَتَبَّعَ الْمَاءَ، فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ فِي حَدِيقَتِهِ يُحَوِّلُ الْمَاءَ بِمِسْحَاتِهِ؛ فَقَالَ لَهُ: يَا عَبْدَ اللهِ! مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: فُلَانٌ -لِلِاسْمِ الَّذِي سَمِعَ فِي السَّحَابَةِ- فَقَالَ لَهُ: يَا عَبْدَ اللهِ! لِمَ تَسْأَلُنِي عَنِ اسْمِي؟ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ صَوْتًا فِي السَّحَابِ الَّذِي هَذَا مَاؤُهُ يَقُولُ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ، لِاسْمِكَ، فَمَا تَصْنَعُ فِيهَا؟ قَالَ: أَمَّا إِذْ قُلْتَ هَذَا، فَإِنِّي أَنْظُرُ إِلَى مَا يَخْرُجُ مِنْهَا، فَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثِهِ، وَآكُلُ أَنَا وَعِيَالِي ثُلُثًا، وَأَرُدُّ فِيهَا ثُلُثَهُ".

[10] [الطلاق: 2-3].

الشريط الرابع والثلاثون بعد المائة الثالثة من سلسلة الهدى والنور
للشيخ العلامة الألباني رحمه الله تعالى(00الجيريا56)(00:43:21).

رحم الله الشيخ الألباني ناصر السنة

جزااكم الله خيرا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همسة فرح الجيريا
جزااكم الله خيرا

بارك الله فيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.