تخطى إلى المحتوى

قصة العزير 2024.

قصة العزير

{أَوْ كَالَّذِي مَرَّ‌ عَلَىٰ قَرْ‌يَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُ‌وشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَـٰذِهِ اللَّـهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ فَأَمَاتَهُ اللَّـهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ۖ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ ۖ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۖ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ‌ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَ‌ابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ۖ وَانظُرْ‌ إِلَىٰ حِمَارِ‌كَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ ۖ وَانظُرْ‌ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا ۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ‌ ﴿259﴾} البقرة

كان العزير رجل صالح يعيش فى قرية قريبة من بيت المقدس

وكان يملك أرضا يزرعها ويعيش من حصاها

وبينما هو خارج إلى أرضه أصابه الحر الشديد فوجد أرضا خربه من خرائب واطلال بيت المقدس فدخل يستظل بظل أحد جدرانها

وأخذ ينظر إلى سقف تلك البيوت الخربة وهى خاوية على عروشها وقد هلك أهلها ولم يبقى منهم أحدا

ورأى عظاما باليه فتعجب وقال : كيف يحيى الله هذه القرية بعد موتها .

ولم يقلك هذا وهو يشك فى قدرة الله

فأرسل الله إليه ملك الموت فى التو واللحظة فأماته الله مائة عام .

وفى هذه الفترة حدثت أشياء كثيرة فمات أُناس وخُلِق أُناس وتغيرت معالم الكون .

وبعد مرور المائة عام أرسل الله إلى عُزير ملكاً فخلق قلبه وعينيه ليعقل وينظر بهما ويرى كيف يحيى الله الموتى .

فرأى عزير كيف تم تركيب خلقه وهو ينظر
وكيف كسا اللحم عظاما ، ثم كسا اللحم الجلد والشعر ثم نفخ فيه الروح .
كل هذا يحدث وهو ينظر ولا يكاد يصدق ما يحدث له .
فقد أماته الله مائة عام وهو لا يدرى ، بل ظن أنه كان نائما .

ولذلك لما استوى جالسا سأله الملك كم لبثت ؟

قال :لبثت يوما أو بعض يوم .

لانه نام فى الظهيرة وبعث فى آخر النهار

وأخبره الملك بالمفاجأة التى كادت أن تذهب عقله

قال له الملك : بل لبثت مائة عام وإذا أردت أن تتأكد فأنظر إلى طعامك وشرابك فإنه لم يتغير

وما زال عزير يظن أنه كان نائما ولذلك لم يتغير طعامه وشرابه

فقال له الملك : إن كنت لا تصدق فأنظر إلى حمارك

فنظر عزير إلى حماره فوجده ميتا وقد تهشمت عظامه

وبينما عزير ينظر إلى حماره

وإذا بالملك ينادى على عظام الحمار

فأجابت وأقبلت من كل ناحية حتى أخذ الملك يركبها على بعضها ثم كساها باللحم وانبت عليها الجلد والشعر

ثم نفخ فيه ، فقام الحمار وهو رافعا رأسه وأذنيه إلى السماء وهو ينهق .

فقال عزير : أعلم أن الله على كل شىء قدير .

وبعد هذا الموقف قام عزير وانطلق عائدا إلى قريته وهو لا يدرى ما الذى حدث فيها خلال المائة عام التي مضت .
فلما وصل إلى القرية لم يعرفه أحدا من الناس
وهو لم يعرف احدا
بل ولم يعرف شوارع القرية فقد تغير كل شىء .

أخذ عزير يبحث عن بيته حتى وجده بعد جهد ومشقة .
وطرق على الباب وهو ينتظر أن يري ابنه الذى تركة منذ مائة عام
وكان قد ترك أَمَة له تبلغ من العمر عشرين سنة .

فطرق الباب وإذا بامرأة كبيرة فى السن قد عمى بصرها تفتح الباب وتقول من على الباب ؟

فقال لها عزير . ياهذا أهذا منزل عزير ؟

قالت : نعم . وبكت وقالت ما رأيت أحداً من كذا وكذا يذكر عزيراً ، وقد نسيه الناس .

قال : فإنى أنا عزير .

قالت : سبحان الله ! فإن عزيراً قد فقدناه منذ مائة عام فلم نسمع له بذكر !

قال : فإنى أنا عزير قد أماتنى الله مائة عام ثم بعثنى .

قالت : فإن عزيراً كان رجلت مستجاب الدعوة ، يدعو للمريض ولصاحب البلاء بالعافيه والشفاء

فادع الله أن يرد على بصرى حتى أراك فإن كنت عزير عرفتك .

فدعا ربه ومسح يده على عينيها ففتحتهما وأخذ بيدها وقال قومى بإذن الله ،فأطلق الله رجليها فقامت صحيحة
فنظرت إليه وقالت :أشهد أنك عزير.

فانطلقت معه إلى المجلس الذى يجتمع فيه أهل القرية .

فإذا بعزير يرى ابنه الذى قد تركه منذ مائة عام وهو ابن عشرين .

يراه الآن وقد بلغ من العمر مائة وعشرين سنة .

وعزير ما زال فى سن الأربعين فأصبح ابنه أكبر منه بثمانين سنة !!

فقالت لهم المرأة : هذا عزير قد جاءكم .

فكذبها الناس وقالوا : كيف هذا وقد حدثنا آباؤنا أن عزيراً قد مات منذ مائة سنة بأرض بابل .

فقالت : أنا مولاتكم فلانة دعا لى ربه فرد على بصري وزعم أن الله كان أماته مائة سنة ،ثم بعثه.
فنهض الناس فأقبلوا إليه

فنظر إليه ابنه وقال : كانت لأبى شامة سوداء بين كتفيه ! فكشف عن كتفيه ،فإذا هو عزير !

ففرح الناس من بنى إسرائيل فرحا شديداً ، لأن عزيراً هو الوحيد الذى كان يحفظ التوراة كاملة .

وعندما غاب مائة سنة عنهم قام ( بختنصر ) وحرق لهم التوراة فلم يبقى منها أى شيء إلا بعض الرجال.

وهنا قام الناس ورحبوا بعزير وطلبوا منه أن يكتب لهم التوراة كاملة .

فقال لهم . انتظروا فإن أبى قد دفن التوراة أيام ( بختنصر) فى مكان لا يعرفه إلا أنا فتعالوا بنا لنذهب إلى هناك ونحضر التوراة .

وانطلقوا جميعا حتى وصلوا إلى ذلك المكان بصعوبة بعد أن تغيرت معالم القرية

فحفروا حتى استخرجوا التوراة فوجدوا أوراقها قد تعفنت وتغيرت معالمها فحزنوا حزنا شديداً .

فما كان منهم إلا أن طلبوا من عزير أن يكتب لهم التوراة من جديد

فجلس عزير تحت ظل شجرة وجلس بنو إسرائيل حوله

فكتب لهم التوراة من جديد وعاش مع قومه فى خير وسعادة إلى أن مات ورحل عن هذه الدنيا .

الدروس المستفادة

1 أن المسلم لابد أن يكون له عمل شريف يعمله ليأكل من كسب يده لقمة من حلال.

2 أن الله على كل شىء قدير وأنه لا يعجزه أى شىء فهو الذي يحيى ويميت ويرزق ويملك مقادير الكون كله.

3 فى هذه القصة دلالة واضحة على ثبوت البعث يوم القيامة .

4 أن الله يتولى عبده المؤمن ويحفظه ويحميه .

ووينكم………..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.