قصة التابعي الجليل أويس بن عامر وعظم أجر بر الوالدين
إن من أهم الأسباب المعينة على بر الوالدين استشعار الأجر المترتب على ذلك ولا شك أن المتأمل في قصة أويس سيدرك عظم هذا الأجر
يصنف البعض من أهل العلم التابعي الجليل أويس القرني بأنه أفضل التابعين، هو وسعيد بن المسيب رحمهما الله وغيرهم.
لم يرى أويس الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن الرسول عليه الصلاة والسلام أخبر عنه وذكر بأن دعوته مستجابة، والعمل الوحيد الذي ذكره عنه صلى الله عليه وسلم هو أنه كان باراً بأمه فما أعظم فضل بر الوالدين.
قبل ذكر قصة أويس لنتأمل الحديثين التاليين في فضل بر الوالدين:
عن أبي عبدالرحمن عبدالله بن مسعود قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله؟ قال: { الصلاة على وقتها }. قلت: ثم أي؟ قال: { بر الوالدين }. قلت: ثم أي؟ قال: { الجهاد في سبيل الله } [متفق عليه].
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { رغم أنفه، رغم أنفه، رغم أنفه }، قيل: من يا رسول الله؟ قال: { من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة } [رواه مسلم والترمذي].
أما قصة أويس
ففي صحيح مسلم عن أسير بن جابر قال: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم: أفيكم أويس بن عامر حتى أتى على أويس رضي الله عنه، فقال له: أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم. قال: من مراد ثم من قرن؟ قال: نعم. قال: فكان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم؟ قال: نعم. قال: لك والدة؟ قال: نعم.قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل، فاستغفر لي، فاستغفر له، فقال له عمر: أين تريد؟ قال: الكوفة. قال: ألا أكتب لك إلى عاملها؟ قال: أكون في غبراء الناس أحب إلي، فلما كان من العام المقبل حج رجل من أشرافهم فوافق عمر فسأله عن أويس، فقال: تركته رث البيت قليل المتاع. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد من أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل، فأتى أويسا فقال: استغفر لي. قال: أنت أحدث عهداً بسفر صالح فاستغفر لي قال لي: لقيت عمر؟ قال: نعم، فاستغفر له، ففطن له الناس فانطلق على وجهه. رواه مسلم.
فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول لعمر بن الخطاب ومن هو عمر؟ من أصحاب رسول الله ،بل أفضل الصحابة ومن تبعهم بعد أبي بكر، أحد العشرة المبشرين بالجنة، أعز الله به الإسلام، يقول له النبي صلى الله عليه وسلم إذا استطعت أن يستغفر لك أويس فافعل.
حري بنا بعد سماع هذه الأحاديث الدالة على عظم فضل البر وأنه أحد أسباب دخول الجنة وإجابة الدعوة أن نبذل الغالي والنفيس في سبيل بر الوالدين واستشعار الأجر العظيم المترتب على ذلك
أما من مات أحد والديه أو كلاهما فالبر لا ينقطع بالموت فبالإمكان برهما بالدعاء لهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما وإكرام صديقهما
اللهم اغفر لنا ولوالدينا، اللهم اجعلنا لهم من البارين واجعلهم عنا راضين واجمعنا بهم في الفردوس الأعلى يارب العالمين برحمتك ياأرحم الراحمين