بسم والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
أما بعد:فالسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
إخواني إني حتى الآن لم أجد التفسير المناسب والمقنع لظاهرة الإنتحار ،خاصة ذالك الإنتحار عن طريق الحرق ،والذي إنتشر بكثرة في الوطن العربي وعلى رأسهم الجزائر التي تتصدر المجموعة بالمرتبة الأولى،الكثير ممن يحرقون أنفسهم يظنون أنهم سينتقلون من حياة البؤس والشقاء إلى جنات النعيم، كلا والله بل إنهم قتلوا أنفسهم وبذالك فمأواهم جهنم وبئس المصير.ينتقلون من نار إلى نار .نسأل الله العفو والعافية،يقول الله تعالى{ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً}وهناك الكثير من الأحكام سواءاً من الكتاب أو من السنة في تحريم قتل النفس .
النفس أمانة أودها الله لكل واحد منا ويجب علينا الحفاظ عليها.ولا يكون الحفاظ عليها إلا باتباع أوامر الله واجتناب نواهيه.
هذا هو حال الدنيا هناك شقي وهناك سعيد،فإن لم تحظى اليوم ببيت فغداً إن شاء الله،وإن لم تحظى به غداً فبعد غد وهكذا إلى أن يشاء الله.فكيف لشخص ما إنتحر لغرض شيء تافه من أشياء الدنيا،أن يقف بين يدي ربه؟وما عساه يقول للمولى حين يسأله لمل قتل نفسه؟
ومن هنا يجب على الإنسان أن يحافظ على نفسه التي أودعها الله أمانة في يده وأن يصبر فالدنيا صبر،وكل أمر المسلم خير،إن أصابته سراء شكر وإن أصابته ضراء صبر، كما قال سيد البشرعليه أفضل الصلوات والتسليم
يقول الإمام الشافعي رحمة الله عليه:
دع الأيام تفعل ما تشاء وطب نفساً إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي فما لحوادث الدنيا بقــــــاء
وفي الأخير تقبلوا مني أجمل الإحترام والتقدير.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
أخوكم صحبونe="7"][/size]
و الذين يسرقون اموال الامة ما حكم الشرع فيهم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ياأخي ماحكم السارق؟ طبعاً قطع اليد .وأنت بنفسك قلت أنهم سرقوا دولة وحسابهم على الله عسير.صدقني ياأخي هم يحاسبون في دنياهم قبل آخرتهم ،رغم أنهم يسكنون القصور العالية ويأكلون المأكولات المتنوعة،ويشربون أنواع المشروبات ،ويلبسون أجمل الثياب ويركبون أفخم السيارات،إلا أنهم تنقصهم أهم الأشياء راحة البال والطمأنينة والستروالشرف.فمن فقد هاته الأشياء فكبرعليه أربعاً لوفاته.وأظن أنك ياأخي ممن أنعم الله عليهم بهاته الأشياء.
كل الناس يدركون ان الإنتحار حادث مروّع للنفس وظاهرة سلبية في المجتمع وكل الأفراد المتدينون منهم وغير المتدينين متفقون على أن الإنتحار شذوذ عن الطبيعة بما فيهم الشخص المنتحرنفسه باختصار لان العقل يدرك قبح هذا الفعل وشناعته بالبداهة ولايحتاج الأمر الى فتوى من هؤلاء الفقهاءحتى يفهم الناس ذلك…وكمسلمين لا ينبغي ان نتشفى في صاحب هذا الفعل ..كما لايجوز ان نجزم انه في النار لان ذلك يقتصر على المذكورين في القرآن كفرعون وهامان وأبو لهب…هذا من جهة.
والمعروف أيضا ان أسباب هذه الظاهرة تختلف من مجتمع لآخر,امّا تفشيها في مجتمع ذو طبيعة محافظة كمجتمعنا فهو يعبر عن أزمات حادة : سياسية ) انعدام الثقة بين الحاكم والمحكوم.وعدم احترام حقوق الإنسان وما ادراك ما حقوق الإنسان.وعدم توفر ارادة سياسية جادة لإصلاح الأوضاع..(اقتصادية ) أزمة البطالة وقضايا الفساد وسوء توزيع الثروة ونتائجها…( اجتماعية) أزمة سكن و نتائجها….( ثقافية )أزمات فكرية ودينية لم يحسمها علماؤنا بتوجهاتهم المختلفة الى يومنا هذا…مسألة الثابث والمتغير , مسالة النص والواقع أو العقل والنقل وغيرها…( كل هذا وغيره يجري تحت ما يسمى بالعولمة وافرازاتها ) تشجيع النمط الإستهلاكي في التفكير وقتل العقل المتسائل و الفكر النقدي(.. أدى هذا الى انسداد الأفق وحدوث اختلال كبير في قيم المجتمع ومعاييره الأخلاقيةوالإنسانية-..وهو ما يؤثر سلبا على تماسك مؤسساته التقليدية (الأسرة ,المدرسة ,المسجد….) أما مؤسساته الحديثة (الجمعيات ,النقابات ,البرلمان ,الجامعة). فهي لم تنضج بعد لتؤدي الدور المطلوب منها ..لعدة أسباب لا يمكن تفصيلها في هذا المقام,وهو ما يقتل التفاؤل في نفوس الأفراد ويضعف من قوة غريزة حب البقاء في الكثير منهم وهنا تاتي الحلول الإنتحارية بدءا بالمخدرات , الى الحرقة الى الإحتراق …
لذلك قلت لماذا يتجاهل هؤلاء الفقهاء كل هذا ويركزون فقط على ادانة الضحية ..؟لماذا ينكرون المنكر عندما يتعلق بالحلقة الضعيفة ويسكتون تماما عن ذلك اذا تعلق بفضح صاحب السلطة ؟اليس في ذلك ازدواجية تنم عن سذاجة في الرّأي و جبن في الموقف؟ هل من الإسلام ان ننكر منكرا عندما لا يتعارض مع مصالحنا ونسكت عن آخر لأنه يهددها؟
من الجانب الآخر يأتي التطرّف الديني كرد فعل دفاعي اتجاه هذه الأوضاع حيث يتفق ضحياه تماما مع أولائك المنتحرين على تعفنها لدرجة لاتطاق لكن بالنسبة لهؤلاء هذا مجرّد ابتلاء من الله وهم مأجورين على ذلك ان صبروا عليها وهذا انطلاقا من اعتقادهم بالإنفصال التام بين شؤون الدين وشؤون الدنيا فالمؤمن الحقيقي بالنسبة لهؤلاء هو الذي لا تعنيه شؤون الدنيا او هي على الأكثر ليست من اولوياته وهو الذي يركز على الجانب التعبدي أملا في تحقيق نفس المطالب الدنيوية لكن خالصة من كل ما يعكرها وبكمية لا متناهية في دار الجنة (وهذا يذكرنا بما درسناه عن التاريخ الإستعماري الفرنسي للجزائر حيث قام في تلك الفترة جمع من الأئمة والفقهاء يخطبون في الناّس أن هذا الإستعمار قضاء وقدر ابتلانا الله به ولا راد لقضاء الله فعلى المؤمنين تقبل ذلك بلصّبر والرّضا وهم مأجورين عليه انشاء الله… )
لذلك تجد فقههم متضخما في شؤون العبادات ظامرا في الشؤون التي تهتم بالشؤون العامة كالسياسة والإقتصاد … وهو تيار ديني تعمل الأنظمة المستبدة على نشر أفكاره لانه يخدم مصالحها بطريقة مجانية في مجتمعات متخلفة لها القابلية لتتشرب مثل هذه الأفكار. وفاتهم ان الإنسان جسد وروح وهو خليفة الله في الأرض و أن الدين جاء أصلا لخدمة مصالح الإنسان في هذه الدنيا قبل الآخرة والرقي به وبمجتعه الى حياة عادلة تليق بكرامته( ولاتنسى نصيبك من الدنيا.) (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كانك تموت غدا) وبالتالي يجب مراعات هذه الحقوق الدنيوية التي هي من صلب الطبيعة الإنسانية والشذوذ كل الشذوذ ان نحن حاولنا انكارها او تهميشها .بخلاف كل ذلك نجد الفقهاء الذين أنجبتهم الأمة الإسلامية في أوج حضارتها كابن سينا وابن رشد والفرابي وابي حيان التوحيدي ..وغيرهم من العلماء الذين أبرزوا للعالم بأسره الوجه المشرق للفكر الإسلامي ذلك أنهم كانوا من المفكرين الموسوعيين الملمّين بجميع علوم عصرهم كالفلسفة والطب وعلم الفلك علم الحركة والكيمياء وغيرها بالإضافة الى تمكنهم من علوم اللغة وعلوم الدين حيث كانوا ينظرون الى الإنسان ككل متكامل لا ينبغي أن نهمل أي جزء من أجزائه , فاين هم فقهاء اليوم من علوم العصر كعلم النفس وعلم الإجتماع وعلوم اللسانيات والأنثروبولوجيا…وغيرها من العلوم التي لايمكن فهم الإنسان والمجتمعات الإنسانية الا من خلالها..ان أراءهم وفتواهم الفقهية العجيبة تبين لناأنهم يعيشون خارج عصرهم وان الأحداث والظواهر المستجدة قد تجاوزت فكرهم التقليدي الجامد الذي لا يحسن الا ترديد أجوبة فقهية بطريقة آلية وسريعة يجدها كل من يبحث عنها في الكتب الصفراء ,بذون مراعاة لمتغيرات العصر…أو اجتهاد ينم على جهد فكري في كيفية اسقاط النصوص الدينية على الواقع…
وللخروج من هذا المشكل لابدّ من العمل على تكوين واعادة تكوين هؤلاء الفقهاء بطريقة تمزج فيها العلوم القديمة والمعروفة مع العلوم الإنسانية المعاصرة كما دعا الى ذلك الكثير من المفكرين بداية من الشيخ محمد عبده في بداية عصر النهضة الى يومنا هذا من طرف الكثير من المفكرين الإسلاميين المعاصرين
ياأخي مالنا ولهذه الفلسفة المتعمقة الطويلة التي لاتغني ولاتسمن من جوع،ياأخي كن واقعياً وانظر إلى الحياة نظرة رجل عاقل متفهم .
طبعاً أنا لا أتكلم بلغة الفلسفة العصرية التي لا طائل منها وإنما أتكلم بلغة الفلسفة الشرعية.
روي عن أبو هريرة في صحيح مسلم :
من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن شرب سما فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا.
حدثنا جندب بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : ( كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح ، فجزع ، فأخذ سكينا فحزّ بها يده ، فما رقأ الدم حتى مات ، قال الله تعالى : بادرني عبدي بنفسه ؛ حرّمت عليه الجنة ) رواه البخاري .
معاني المفردات
فجزع : أي فلم يصبر عن ألم الجرح.
حزّ بها يده : قطع بها يده.
رقأ الدم : انقطع الدم.
بادرني بنفسه : كناية عن استعجال الموت.
تفاصيل القصّة
إذا استؤمن رجلٌ على أمانة ، وأُمر بأن يحافظ عليها ، ويتعاهدها بالرّعاية والعناية ، ثم رأيناه يبادر إلى إتلافها وإفسادها ، لكان جديراً بأن يُقال فيه : إنه مضيّعٌ لتلك الأمانة ، ومستوجبٌ للعقوبة ، ومستحقٌّ للوم والتوبيخ ، والذمّ والتقريع .
إذا كان هذا هو الحال في الواقع ، فينبغي أن نعلم أن حياة الإنسان وروحه وديعة إلهيّة ، ومنحة ربّانيّة ، لا يحقّ لصاحبها أن يضيّعها أو يفرّط فيها ، ولا يجوز له مهما كانت الأسباب والدوافع أن يزهقها ويتخلّص منها .
ولحرص النبي – صلى الله عليه وسلم – على معالجة هذه الظاهرة السلوكيّة المنحرفة ، لم يدخر جهداً في التحذير منها ، ولم يترك فرصة في التوعية بخطر الإقدام على مثل هذه التصرّفات الطائشة وغير المسؤولة ، وما الحديث الذي بين يدينا إلا بيان لخطر هذه الجريمة وحرمتها.
ويدور الحديث حول رجلٍ ممن كان قبلنا ، استعجل الموت والخلاص ، عندما وهنت قواه عن تحمّل ألمٍ أصابه .
ولعلّ الرّجل أُصيب في معركة ما ، أو جُرح في أحد أسفاره ، ونحن لا نعلم ذلك على وجه التحديد ، والمهمّ أنّه لم يُطق صبراً على نزف آلامه ، حتى ضعفت نفسه فسوّلت له أن يقطع يده بسكّين ، لينهي حياته .
تصرّفٌ يسير ظنّ فيه راحته من عناءٍ مؤقّت ، ولم يدرِ أنه بداية لسلسلة طويلة من العذاب الحقيقي ، بدءاً بحياة البرزخ ، وما فيها من أهوال وشدائد ، ومروراً بعرصات يوم القيامة ، مكلّلا بذلّ المعصية ، وانتهاء بدار العذاب والقرار ، بعد أن صدر في حقّه الحكم الإلهيّ : ( بادرني عبدي بنفسه ، حرمت عليه الجنة ) .
وقفات مع القصّة
يعدّ الانتحار كبيرة في نظر الشرع ، وجريمة في حقّ النفس ، لكونه تضييعاً للفرصة في اغتنام الحياة ، والاستزادة من الصالحات ، والفوز بالعتق من النار ، لذلك اشتدّ الوعيد الإلهي على من يُقدم على مثل هذا الفعل في آيات كثيرة وأحاديث مشتهرة ، يأتي في مقدّمها قول الله تعالى : { ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما* ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا } ( النساء : 29-30 ) ، وقوله تعالى : { ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة } ( البقرة : 195 ) ، كما أنّ حرمة قتل النفس تدخل دخولاً أوّليّاً في النهي المذكور في قوله تعالى : { ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق } ( الأنعام : 151 ) .
وجاءت السنّة لتبيّن عظم هذه الجريمة ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: ( من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجّأ بها في بطنه – أي يطعن بها بطنه – في نار جهنم خالدا مخلّداً فيها أبدا ، ومن شرب سماً فقتل نفسه فهو يتحسّاه – أي يشربه – في نار جهنم خالدا مخلّداً فيها أبداً ، ومن تردّى من جبل فقتل نفسه فهو يتردّى في نار جهنم خالدا مخلّداً فيها أبداً ) رواه مسلم .
ومما يتّصل بفقه هذه الجريمة ، أن لولي الأمر الامتناع عن الصلاة على من قتل نفسه ؛ تحذيراً للناس أن يحذوا حذوه ويقتدوا بفعله ، كما دلّ على ذلك حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أُخبر أن رجلاً قتل نفسه ، فقال : ( إذاً لا أصلي عليه ) رواه الإمام أحمد و أبو داود .
وإذا كان بعض ضعاف النفوس قد يقدمون على هذا الفعل الشنيع هروباً من الواقع ، وما يواجهونه من ضغوطٍ نفسيّة ، وصعوباتٍ اجتماعيّة ، أو غير ذلك من أسباب ، فإنّ المؤمن الحقّ يلجأ إلى ربّه في الشدائد ، ويدعوه في الملمّات ، ويواجه المصاعب بثبات ، ويتوكّل عليه في أمره كلّه ، لأنّه يعلم أنه يلجأ إلى الركن الركين ، والحصن الحصين ، وهو يعلم علم اليقين أنه سبحانه هو الذي : { يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء } ( النمل : 62 ) ، فحاله بين الشكر والصبر ، كما قال – صلى الله عليه وسلم – : ( عجباً لأمر المؤمن ، إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ) رواه مسلم .
ومما يجدر التنبيه عليه أن الوعيد الوارد في حقّ قاتل نفسه ، من التخليد في النار ، لا يعني الحكم بكفره ، بل هو مسلم عاصٍ ، وأمره إلى الله تعالى ، إن شاء تجاوز عن سيّء فعله ، وإن شاء عاقبه وعذّبه ، وبيان ذلك في قوله عزّ وجل : { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } ( النساء : 48 ) ، وقد جاء في السنّة صراحةً ما يدلّ على ذلك ، فقد أخبر الطفيل بن عمرو الدوسي رضي الله عنه أن أحد الصحابة قطع يده فمات ، فرآه الطفيل رضي الله عنه في منامه وهيئته حسنة ، ورآه مغطيا يديه ، فقال له : " ما صنع بك ربك ؟ " فقال : " غفر لي بهجرتي إلى نبيه – صلى الله عليه وسلم – " ، ودعا له النبي عليه الصلاة والسلام بقوله : ( اللهم وليديه فاغفر ) رواه مسلم .
نحن نعرف هذا و لا ننكره .نريد فتاوي من أكلوا اللحم و أذابوا الشحم و أنقوا العظم