بني الظفر من الأنصار الأوسية
وإن أكثر المصادر التاريخية تشير أن هذة العشيرة أنصارية أوسية التي طوت عشرات السنين من ترحالها ونزولها .. ومن فروعهم : عشيرة البطون ، وعشيرة الصمدة ، ومن فروعهم : ( بنو حسين ، آل سعيد ، بنو خالد، آل كثير، آل طلوح، آل سويط، بني هتيم ، آل سلطان، آل مذعر، الحولة، البطاح، العفتان، الضويحي، الرسمي، و آل عدوان) .
أما ما ورد في نهاية الأرب للقلقشندي ص302 بأن بني ظفر من بني لام من عرب الحجاز من العرب العدنانية وهم بني ظفر أيضاً بن الحارث بن بهتة ويقال أن هؤلاء بنو ظفر من الانصار ، وقال أيضاً أن بنو ظفر بطن من بني نبيت من الأوس القحطانية وهم بنو ظفر بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الاوس ، ومنهم الصحابي الجليل قتادة بن النعمان الظفري الانصاري وهو قتادة بن النعمان بن عامر بن سواد بن ظفر بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الانصاري الأوسي ثم الظفري يكنى أبا عمرو وقيل أبو عبد الله ، وهو أخو أبي سعيد الخدري لأمه ، شهد العقبة وبدر وأحد والمشاهد كلها مع النبي (ص) وأصيبت عينه، يوم بدر، وقيل: يوم أحد ، وقيل : يوم الخندق.
وقال أبو عمر: أصح، والله أعلم ، إن عين قتادة أصيبت يوم أحد فردها رسول الله (ص) فكانت أحسن عينيه، ورأى جبريل مع النبي (ص) في صورة دحية الكلبي الصحابي.
وروى الأصمعي، عن أبي معشر المدني قال: وفد أبو بكر ابن محمد بن عمرو بن حزم بديون أهل المدينة إلى عُمر بن عبد العزيز رجلاً من ولد قتادة بن النعمان الظفري، فلما قدم عليه قال: ممن الرجل فقال: (الطويل)
أنا إبن الذي سالت على الخد عينه
فَردّت بكف المصطفى أحسن الردِّ
فعادت كما كانت لأول امــــرها
فيا حُسن ما عَين ويا حُسن ماردِّ
فقال عمر بن عبد العزيز: (البسيط)
تِلك الـمَكارمُ لآقَعْبَانُ مــن لبنٍ
شِـــيباً بمـــاءٍ فعَادَا بعدُ أبـوَالاً
وكان قتادة بن النعمان الظفري من فضلاء الصحابة، وكانت معه راية بني ظفر يوم الفتح.
و قتادة هذا هو جد عاصم بن عمرو بن قتادة المحدث النسابة، أكثر محمد بن اسحاق الرواية عنه، توفي قتادة بن النعمان الظفري سنة 23هـ ، وهو ابن خمسة وستين سنة صلّى عليه عمر بن الخطاب ونزله في قبره أبي سعيد الخدري ومحمد بن سلمة الأنصاري الاوسي.
ولقد ذكرهم ابن السائب الكلبي في كتابه نسب معد واليمن الكبير ص381 وكذلك في جمهرة انساب العرب لإبن حزم الأندلسي ص322 بأن (بنو ظفر) هم بنو عمرو بن مالك بن الاوس ، ولد عمرو بن مالك بن الأوس الخزرج وعامراً وولد الخزرج بن عمرو كعباً، وهو ظفر (بطن) ، فولد ظفر كعب بن الخزرج مراً، ومنهم قيس بن الخطيم بن عدي بن عمرو بن سواد بن ظفر شاعر الأوس ، ومنهم ثابت بن قيس بن الخطيم الاوسي صحابي شهد المشاهد كلها مع الرسول (ص) وجرح اثنا عشر جرحاً واستعمله الإمام علي (ع) على المدائن حيث عاش في خلافة معاوية ، والذي كان معاوية يتقي مكانته ، ومنهم برذع بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد الشاعر، ورفاعة بن زيد بن عامر بن سواد الذي سرق درعه أبيرق الظفري ، ومنهم قتادة بن النعمان بن زيد شهد بدراً والعقبة ، ومنهم عاصم بن عمرو بن قتادة بن النعمان الاوسي الانصاري، أبو عمر المدني ثقة عالم بالمغازي من الربعة مات بعد العشرين والمائة، ومنهم عبيد بن أوس بن مالك بن سواد الذي يدعى مقرناً لأنه كان يقرن الأسرى يوم بدر مع رسول الله (ص) وهو الذي أسّر العباس بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب، ومنهم يزيد بن قيس بن الخطيم قتل يوم الجسر، قتلته الأعاجم ، ومنهم خالد بن ثابت بن النعمان بن حارث بن عبد رزاح بن ظفر قتل يوم مؤتة مع جعفر بن أبي طالب (ع) ، ومنهم نصر بن عبد رزاح بن ظفر شهد بدراً ، ومنهم لبيد بن سهل بن الحارث بن عروة بن عبد رزاح وهو بدري فاضل وهو الذي أتهم بالدرع وهو بريء، ومنهم الحارث بن عمر بن حارثة بن هتيم بن ظفر وابنه بشر بن ابيرق الهتيمي الظفري الشاعر، ومنهم معتب بن عبيد بن سواد بن هتيم شهد بدراً، وعدي بن ثابت بن قيس بن الخطيم الذي يحدث عنه وهو ثقة من الرابعة مات سنة 126هـ.
ومنهم محمد بن محمد بن محمود ولد في بغداد في قنطرة الانصار، مات سنة 255هـ.ومنهم يونس بن محمد بن أنس بن فضالة الهتيمي الظفري وله صحبة، ومنهم ادريس بن محمد بن يونس الظفري أبو محمد الذي ترجع اليه سلالة عشيرة الدريسات الظفرية.
الاستنتاج:-
نستنتج مما ورد أعلاه عن ما قاله المؤرخون والنسابون في قبيلة بنو ظفر (الظفير) التي هي احدى بطون الأوس الكبرى منذ عصر الجاهلية بأنهم من بني ظفر أحدى بطون الأوس الكبرى وليس الظفير وأسمه كعب بن الخزرج بن عمرو ابن مالك بن الأوس، وهم بطن من بني النبّيت بن مالك بن زيد ابن كهلان بن سبأ من العرب القحطانية وأعلامهم في عصر الجاهلية و صدر الرسالة الإسلامية كثيرون ومنهم الصحابي الجليل قتادة بن النعمان الظفري، ومن مشاهير الشجعان ومن صحابة الرسول الأعظم (ص) وهو حامل راية بني ظفر يوم فتح مكة.
فبنو ظفر أو الظفير كما يدعي بعض النسابين هم بطن كبير من الأوس من القحطانية منازلهم بالشام والجزيرة العربية، وهذا ما جاء مغايراً لصحة ما جاء لبعض المؤرخين والنسابين بأن الظفير مزيج من عشائر تضافرت وتماسكت في قبيلة واحدة، وأن بعض النسابين ينسبهم الى بني سليم الذين سكنوا بلاد أفريقيا وأصبحوا من عرب الطبقة الرابعة أي العرب…….؟ كما جاء في كتاب ابن خلدون المجلد السادس ،فهم بطن كبير من الأوس متشعب القبائل ولهم لمحات تاريخية مضيئة في تاريخ البشرية فهم الذين تركوا بصمات ولائهم للرسول الأعظم (ص) وسطروا أعظم ملاحم البطولة والفداء للذود عن حياض الدين الاسلامي الحنيف ، فمنهم صحابة اجلاء وقادة عظام دخلوا العراق وجالوا البلاد الاسلامية بفتوحاتهم فمنهم من حدث في بغداد ومنهم من حكم الكوفة وواسط والمدائن ، ومنهم من ولي القضاء.
وأخيراً نقول بأن الاعتزاز بالعشيرة واحترام ضوابطها وجذورها التاريخية وعدم الإخلال بأعرافها يدفعه الى تجنب كل الامور التي من شأنها أن تخدش شرف وسمعة النسب ، ومن خطبة للرسول المصطفى (ص) بهذا المعنى ( خيركم المدافع عن عشيرته ما لم يؤثم ) …
ومن العشائر التي تعود الى بنو ظفر (الظفير) هي عشيرة الدريسات وعشيرة الحولة وعشيرة الضويحي وعشيرة آل بو صيبعة، وآل بو محمد والجورانيين.
المصادر:-
1- جمهرة أنساب العرب / ابن حزم الأندلسي / ص322.
2- نسب معد واليمن الكبير/ السائب الكلبي / ص381.
3- عشائر العراق / العزاوي /ج1 / ص295.
4- نهاية الأرب / القلقشندي / ص302.
5- الأنساب / السمعاني /ج4/ ص79.
6- الجامع / محمد عبد القادر با مطرف/ ج3/ ص202.
7- تاريخ الكوفة / البراقي/ ص378.
8- القبائل وانسابها / القزويني / ص181.
9- موسوعة العشائر العراقية / العامري/ج5/ ص155.
10- معجم قبائل العرب / عمر رضا كحالة /ج2/ ص695.
11- التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة / ج2/ ص200.
12- أسد الغابة في تمييز الصحابة / ابن أثير الجزري/ج4/ ص370.
13- تاريخ ابن خلدون / ابن خلدون.