عرّبها محمد بدارنه
سلوى طفلة صغيرة وفنّانة. تحبُّ الرّسم بقلم الرّصاص. ترسم به ما تشاء، البحر والشّمس، النّجوم والقمر، الطّيور والحيوانات.
في المساء نسيت سلوى قلمها على الطاولة.
مرَّ الفأر الصّغير فرفور أمام الطَّاولة، رأى قلم الرّصاص فأُعجب به. مدَّ فرفور يده اليسرى وأمسك بقلم الرّصاص، يريد أن يأكله.
قالَ قلمُ الرَّصَاص: أتْرُكني أيُّها الفأر الصَّغير، فأنا مصنوعٌ من الخَشَبِ. لم يسمعْ فرفور كلامَ القَلَم، وَراحَ يَعُضُّه بِأسنانه.
تألّم قلم الرَّصاص وبكى، وقال لفرفور: لا تأكلني! أرجوك. إسمح لي أن أرسم لك رسمة واحدة قبل أن تأكلني.
قال فرفور لقلم الرّصاص: حسناً حسناً. لن آكلك الآن. أُرسم ما تريد, لكن سآكلك بعد ذلك وسأُقطعك إلى قطع صغيرة.
فكّر قلم الرّصاص بحيلة ذكيّة، ينجو بها من فرفور.
رسم القلم دائرة واحدة, فسأله فرفور: ماذا رسمت؟ هل هذه قطعة من الجبن؟
أنا أحبّ الجبن كثيراً.
رسم قلم الرّصاص ثلاث دوائر أخرى، في داخل الدّائرة الكبيرة. ففرح فرفور وقال: أنا متأكّد، هذه قطعة من الجبن.
رسم قلم الرّصاص دائرة أخرى. فقال فرفور، هذه تفّاحة لذيذة؟
قال قلم الرّصاص: لا أدري، ورسم خطوطاً أخرى، شكلها يشبه البيضة.
قال فرفور: ما ألذّها، إنها قطعُ من النّقانق، وانا أحب النّقانق.
قال قلم الرّصاص: مهلاً مهلاً يا فرفور وأكمل في الرّسم، فرسم مثلّثات صغيرة.
نظر فرفور إلى الرّسم وبدأ يتمتم: ما هذا! ؟ ق ق ق قطُّ! كفى، لا ترسم قطاً! فانا أخاف من القطط كثيراً.
وبسرعة كبيرة رسم قلم الرصاص شوارب كبيرة للقطّ، فصرخ فرفور: ويو وييييييييييو!
النّجدة! النّجدة ! وهرب فرفور بعيداً بعيداً!
هذه كانت حيلة ذكيّة. إنّها من أفكار قلم الرّصاص، الذي نجا من فرفور، ولم يأكله الفأر.
فرح قلم الرّصاص لكنّه قُصَرَ كثيراً وصارَ قصيراً. وظلّ فوق الطّاولة نائماً ينتظر صديقته سلوى، حتى تفيق من نومها في الصّباح، وتحمله معها إلى المدرسة.
حقا رائعة……
أين المعلمين وتلاميذتهم