قال أبو سعيد الخدري: فأمطرت السماء تلك الليلة، وكان المسجدعلى عريش فوكف المسجد، قالَ أبو سعيدٍ : فأبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف وعلى جبهتِهِ وأنفِهِ أثرُ الماءِ والطِّينِ من صبيحةِ إِحدى وعِشرينَ.(متفق عليه).
" وَكَف المسجد " ، أي : قَطَر سقفه بالماء.
وفي رواية للبخاري:
اعتكَف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عشرَ الأُوَلِ من رمضانَ، واعتكفْنا معَه، فأتاه جبريلُ فقال : إن الذي تطلُبُ أمامَك، فاعتكَف العشرَ الأوسَطَ فاعتكَفْنا معَه، فأتاه جبريلُ فقال : إن الذي تطلُبُ أمامَك، قام النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خطيبًا، صبيحةَ عِشرينَ من رمضانَ، فقال : ((مَن كان اعتكَف معَ النبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- فليَرجِعْ، فإني أُريتُ ليلة_القدر وإني نُسِّيتُها وإنها في العشرِ الأواخِرِ، وفي وِترٍ، وإني رأيتُ كأني أسجدُ في طينٍ وماءٍ)).
وكان سقفُ المسجدِ جريدَ النخلِ، وما نرى في السماءِ شيئًا، فجاءتْ قزَعةٌ فأُمطِرْنا، فصلَّى بنا النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتى رأيتُ أثرَ الطينِ والماءِ على جبهةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأرنبتِه، تصديقَ رؤياه .
ولذلك كان آخر الأمر منه عليه الصلاة والسلام أنه يعتكف العشر الأواخر مِن رمضان حتى توفّاه الله . كما في حديث عائشة رضي الله عنها .