تخطى إلى المحتوى

في حكم التحدث باللغة العربية 2024.

السـؤال:
نحن في البيت غالبُ محادثاتِنا تقع باللغة الفرنسية، ولا نتكلم بالعربية إلاّ نادرًا، فهل التكلُّم بغير العربية حرام؟

الجـواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فالأصلُ عدمُ جوازِ التشبُّهِ باليهود والنصارى والأعاجم، ووجوبُ مخالفتِهم للنصوص الكثيرة الواردةِ في هذا الشأن، ومن آحادها التحدُّثُ بلغتهم وتقليدُهم في نبراتهم وحركاتهم حالَ التحدُّث بها، فإنَّ ذلك مُشعِرٌ بمودَّتهم ومَيْلِ القلبِ إليهم؛ لأنّ الظاهرَ يُعطي نسبًا وتشاكُلاً بما يحصل في الباطن، كما قرَّره شيخُ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-.
غير أنّه -استثناءً من هذا الأصل- يجوز التكلُّم بها للحاجة كما يجوز تعلُّم لغةِ الأعاجم وكتابتِهم والاستفادةِ من علومهم، ونقلها إلى اللغة العربية لأَمْنِ مَكْرِهِمْ وشرِّهم، لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم لزيدٍ بنٍ ثابت رضي الله عنه: «تَعَلَّمْ كِتَابَ اليَهُودِ، فَإِنِّي لاَ آمَنُهُمْ عَلَى كِتَابِنَا»(<a href="https://javascript:AppendPopup(this,'pjdefOutline_1')” target=”_blank” rel=”nofollow”>١- أخرجه البيهقي (12557)، من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه. وصحَّحه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (1/364) رقم (187)).
هذا، ويجدر التنبيهُ إلى أنَّ تعلمَ لغةِ الأعاجمِ إنّما تكون للعِلَّة السابقة، أمّا أن تجعل نمطَ حياةِ المسلمين في خِطاباتهم ومراسلاتهم في سائر شؤون الحياة فلا يجوز ذلك البَـتَّةَ، واستبدالُ العربيةِ بالأعجمية استبدالُ الأدنى بالذي هو خيرٌ، وهو نوعٌ من الولاء لأهل الكفر مذمومٌ شَرْعًا على ما نَصَّتْ عليه النصوصُ القرآنيةُ في شأن الولاء والبراء، وهما أوثقُ عُرَى الإسلام.
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.

الجيريا

الجيريا

الجيريا

الجيريا

الجيريا

رمضًــــآن كــَريـــمَ *_* (( ^_^ ))

الحمد لله رب العالمين ، ويكفي انها لغة أهل الجنة ، ولي قصة مع شاب جزائري بعد غياب اسبوع ولما كلمته بالعربية قال لي اسبوع لم اتكلم كلمة عربية واحدة وانت تذكرني بالعربية …

السلام عليكم
بارك الله فيك على الإفادة و أعاننا الله على تغيير أنماط حياتنا لأنها صارت متجدرة في حياتنا اليومية

بيان حكم التحدث بالعامية وترك اللغة العربية
بسم الله الرحمان الرحيم

لقد واجهت اللغة العربية هجمات شرسة – قديما وحديثا – ؛ ولم يقف أهل العلم مكتوفي الأيدي أمام هذه الهجمات ؛ بل ألفوا الكتب في بيان فضل اللغة العربية ، وأهميتها ، ووجوب تعلمها – وبخاصة على طلاب العلم – ؛ وردوا على أولئك الهاجمين بكتب جليلة قوية ؛ فعلى طالب العلم أن يتطلبها ويدرسها .

ومنذ أسابيع قلائل مضت سمعت أحد الإعلاميين !! يقول : الناس اليوم لا يفهمون اللغة العربية الفصيحة ، ولا تتمشى معهم !! بعكس اللهجة الدارجة ! فأنا مثلا – والكلام للإعلامي – أكرر في اليوم الواحد كلمة ( ok ) ستين سبيعن مرة ؛ فتأتي وتقول لي : أترك هذه الكلمة !! انتهى كلام ذلكم الإعلامي !! بمعناه .

وكان كلامه هذا ضمن ندوة بخصوص الإعلامي ولغته في مخاطبة الناس !! أو نحو من ذلك ؛ لأن الكلام كان دائرا حول هذه النقطة ؛ ولم تطق نفسي الاستمرار في سماع كلامهم – عفوا باطلهم – .

والغريب جدا أنك لما تنطق ببعض العبارات – ولا أقول : تتكلم دائما بالعربية الفصحى – تجد الإنكار ، والاستهزاء من جميع السامعين – إلا من رحم ربك – .

وفي الوقت نفسه نرى ونسمع من يأتي بكلمات من لغة أجنبية أخرى : كالإنجليزية ، أو الفرنسية ، أو الإيطالية ولا معقب ! بل يفرِحُ ويطرِبُ ذلكم السامعين !!

بل أصبح الإتيان بكلمات أجنبية ضمن الكلام من موضة العصر !!

ووما يجدر ذكره – هنا – أن كثيرا من الناس – إن لم نقل : أكثرهم – يحرصون على تعلم اللغات الأجنبية المشهورة !! ويأخذون في ذلك الدورة تلو الأخرى !! وهم يتحرجون أشد التحرج أن يتلكموا بلغتهم العربية ؛ لغة القرآن !

بل تجد بعضهم لما يأتي إلى جابنك يبدأ يتلكم بالفصحى ! – استهزاء وتنقصا –

ونسي – أو تناسى – هذا الجاهل أن هذه هي لغة قرآنه ؛ ولا حول ولا قوة إلا بالله .

وهذا شيء معروف مشهور .

وبعد هذا كله يزداد استغرابك ، ويشتدد أملك ، ويرتفع ضغط الدم عندك ، وتصيبك الحمى !! ؛ لما يأتيك واحد ممن يقال عنه : إنه سلفي – بل طالب علم – ويقول لك : إن تعلم اللغة العربية ليس شيئا مهما !!

وهذه قيلت لي ؛ وسمعتها من القائل نفسه – هداه الله لرشده – .

ومما يزيدك حسرة وألما = أنك لما تجالس بعض الشباب وتتكلم بكلام عربي تجد النظرات من هنا وهنالك !! بل بعضهم لا يصبر ؛ فيبوح لك عما في صدره ! قائلا : …. …. . لا حاجة لذكر قوله !!

بل إن بعض إخواننا طلبة العلم ! ممن لهم تأليفات ! وتحقيقات !! بعثت إليه برسالة أنبهه فيها على الأخطاء التي جاءت في إحدى رسائله ؛ فبداية شكر و … و .. ثم قال – وليته ما قال – : إن تتبع الأخطاء ، وتنقص أهل السنة بسبب لحنهم هي طريقة أهل البدع !!

مع أني بعثت إليه بالرسالة – والله – سرا ! ولكن ماذا أقول ؟!!

وعندي من الأمثلة – التي وقعت معي – غيرها !! والله المستعان .

أسأل الله أن يبصر إخواننا ، وأن يكفوا عن إخوانهم .

ولا أريد أن أطيل – وقد أطلت – .

ومن باب الخير أحببت أن أشارك إخواني ؛ ولو بشيء قليل . فأقول : هناك كلام للشاطبي – رحمه الله – يجدر بي أن أنقله إليكم قال – رحمه الله – : إن الشريعة عربية ، وإذا كانت عربية ؛ فلا يفهمها حق الفهم إلا من فهم اللغة العربية حق الفهم ؛ لأنهما سيان في النمط ما عدا وجوه الإعجاز، فإذا فرضنا مبتدئًا في فهم العربية فهو مبتدئ في فهم الشريعة ، أو متوسطا ؛ فهو متوسط في فهم الشريعة والمتوسط لم يبلغ درجة النهاية ، فإن انتهى إلى درجة الغاية في العربية كان كذلك في الشريعة ؛ فكان فهمه فيها حجة كما كان فهم الصحابة وغيرهم من الفصحاء الذين فهموا القرآن حجة، فمن لم يبلغ شأوهم؛ فقد نقصه من فهم الشريعة بمقدار التقصير عنهم، وكل من قصر فهمه لم يعد حجة، ولا كان قوله فيها مقبولا .

فلا بد من أن يبلغ في العربية مبلغ الأئمة فيها ؛ كالخليل ، وسيبويه ، والأخفش ، والجرمي ، والمازني ومن سواهم ، وقد قال الجرمي: " أنا منذ ثلاثين سنة أفتي الناس في الفقه من كتاب سيبويه " .

وفسروا ذلك بعد الاعتراف به بأنه كان صاحب حديث، وكتاب سيبويه يتعلم منه النظر والتفتيش ، والمراد بذلك أن سيبويه وإن تكلم في النحو، فقد نبه في كلامه على مقاصد العرب ، وأنحاء تصرفاتها في ألفاظها ومعانيها ، ولم يقتصر فيه على بيان أن الفاعل مرفوع والمفعول منصوب ونحو ذلك، بل هو يبين في كل باب ما يليق به ، حتى إنه احتوى على علم المعاني والبيان ووجوه تصرفات الألفاظ والمعاني ، ومن هنالك كان الجرمي على ما قال ، وهو كلام يروى عنه في صدر " كتاب سيبويه " من غير إنكار .

ولا يقال : إن الأصوليين قد نفوا هذه المبالغة في فهم العربية ؛ فقالوا : ليس على الأصولي أن يبلغ في العربية مبلغ الخليل وسيبويه وأبي عبيدة والأصمعي ، الباحثين عن دقائق الإعراب ومشكلات اللغة ، وإنما يكفيه أن يحصل منها ما تتيسر به معرفة ما يتعلق بالأحكام بالكتاب والسنة .

لأنا نقول: هذا غير ما تقدم(1) تقريره، وقد قال الغزالي في هذا الشرط : " إنه القدر الذي يفهم به خطاب العرب وعادتهم في الاستعمال ، حتى يميز بين صريح الكلام وظاهره ومجمله ، وحقيقته ومجازه ، وعامه وخاصه ، ومحكمه ومتشابهه ، ومطلقه ، ونصه وفحواه ولحنه ومفهمومه " .

وهذا الذي اشترط لا يحصل إلا لمن بلغ في اللغة العربية درجة الاجتهاد ، ثم قال: " والتخفيف فيه أنه لا يشترط أن يبلغ مبلغ الخليل والمبرد ، وأن يعلم جميع اللغة ويتعمق في النحو " .

وهذا أيضًا صحيح ، فالذي نفي اللزوم فيه ليس هو المقصود في الاشتراط ، وإنما المقصود تحرير الفهم حتى يضاهي العربي في ذلك المقدار ، وليس من شرط العربي أن يعرف جميع اللغة ولا أن يستعمل الدقائق ، فكذلك المجتهد في العربية (2) ، وربما يفهم بعض الناس أنه لا يشترط أن يبلغ مبلغ الخليل وسيبويه في الاجتهاد في العربية ، فيبني في العربية على التقليد المحض، فيأتي في الكلام على مسائل الشرعية بما السكوت أولى به منه ، وإن كان ممن تعقد عليه الخناصر جلالة في الدين ، وعلما في الأئمة المهتدين .

وقد أشار الشافعي في " رسالته " إلى هذا المعنى ، وأن الله خاطب العرب بكتابه بلسانها على ما تعرف من معانيها ، ثم ذكر مما يعرف من معانيها اتساع لسانها وأن تخاطب بالعام مرادًا به ظاهره ، وبالعام يراد به العام ويدخله الخصوص ، ويستدل على ذلك ببعض ما يدخله في الكلام ، وبالعام يراد به الخاص، ويعرف بالسياق ، وبالكلام ينبئ أوله عن آخره ، وآخره عن أوله ، وأن تتكلم بالشيء تعرفه بالمعنى دون اللفظ كما تعرف بالإشارة وتسمي الشيء الواحد بالأسماء الكثيرة ، والمعاني الكثيرة بالاسم الواحد .

ثم قال (3) : من جهل هذا من لسانها – وبلسانها نزل الكتاب وجاءت به السنة ؛ فتكلف القول في علمها تكلف ما يجهل بعضه ، ومن تكلف ما جهل وما لم تثبته معرفته ؛ كانت موافقته للصواب وإن وافقه من حيث لا يعرف غير محمودة ، وكان بخطئه غير معذور، إذا نطق فيما لا يحيط علمه بالفرق بين الصواب والخطأ فيه " .

هذا قوله ، وهو الحق الذي لا محيص عنه ، وغالب ما صنف في أصول الفقه من الفنون إنما هو المطالب العربية التي تكفل المجتهد فيها بالجواب عنها ، وما سواها من المقدمات ؛ فقد يكفي فيه التقليد، كالكلام في الأحكام تصورًا وتصديقًا ؛ كأحكام النسخ ، وأحكام الحديث ، وما أشبه ذلك .

فالحصل أنه لا غنى للمجتهد في الشريعة عن بلوغ درجة الاجتهاد في كلام العرب ، بحيث يصير فهم خطابها له وصفا غير متكلف ولا متوقف فيه في الغلب إلا بمقدار توقف الفطن لكلام اللبيب . انتهى كلامه – رحمه الله – من (( الموافقات )) (5/53-57) ( طبعة دار ابن عفان ) .

الحواشي :

(1) جاء في الحاشية من تعليق الشيخ دراز : من أن من لم يبلغ شاو العرب والصحابة في فهم اللغة لم يكن قوله حجة .
(2) تكرر في المطبوع جملة ( فكذلك المجتهد في العربية ) .
(3) أي الشافعي .

وانظر كلاما جميلا للشوكاني – رحمه الله – في كتابه ( أدب الطلب ومنتهى الأرب ) ص (179-185) من طبعة ( دار اليمامة ) أو (190-195) من طبعة ( دار ابن حزم )

وهذه بعض الكتب – التي لها علاقة بموضوعنا – وجدتها في مكتبتي :

1 – ( روضة الإعلام بمنزلة العربية من علوم الإسلام ) لأبي عبدالله محمد بن علي بن الأزرق الحميري الأصبحي الغرناطي تقديم وتحقيق الأستاذة سعيدة العلمي / كلية الدعوة الإسلامية . في مجلدين !!

2 – ( الأحاديث والآثار الواردة في فضل اللغة العربية وذم اللحن رواية ودراية ) للدكتور أحمد بن عبد الله الباتلي / دار إشبيليا .

3 – ( خصائص اللغة العربية ولماذا يجب تعلمها ؟ ) لمحمد نعمام الدين الندوي (دار ابن كثير) .

4 – ( الصعقة الغضبية في الرد على منكري العربية ) للطوفي ؛ وله طبعتان – فيما أعلم – الأولى بتحقيق إبراهيم الأدكاوي طبعة مصر ؛ وفيها تحريفات كثيرة غريبة جدا ! نبه عليها- أو على بعضها – الأستاذ محمد الفاضل في طبعته للكتاب وهي الطبعة الثانية للصعقة ؛ طبعت عن مكتبة العبيكان .

5 – ( تنبيه الألباب على فضائل الإعراب ) لابن السراج الشنتريني ؛ وله طبعتان إحداهما– وهي التي عندي – بتحقيق الدكتور عبد الفتاح الحموز وطبعت عن دار عمار . والأخرى بتحقيق معيض العوفي وطبعت عن دار المدني بمصر .

6 – ( النبذة المفيدة في إيضاح الصلة بين العربية والعقيدة ) للدكتور يوسف العيساوي ؛ تقديم الشيخ علي الحلبي / طبعة الدار الأثرية / عمان .

وهناك كتاب للشيخ محمد رسلان – حفظه الله – كنت قد قرأته قديما بعنوان ( فضل العربية ووجوب تعلمها على المسلمين ) طبعة دار الحرمين / مصر .

ويا للأسف الشديد !! أني أعطيت هذا الكتاب لأحد الإخوة ؛ ولم يأت به منذ سنين !! وأنسيت لمن أعطيته ؛ لأني لم أدون – ذلك – في سجلي الخاص بذلك !

فلا الأخ رده ؛ ولا أنا أذكر من هو الذي أخذه !

اللهم علمنا ما ينفعنا ؛ وارزقنا الإخلاص في القول والعمل .

وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .

مـــــــنــــــــــــــــــــــقــــــــــــــــــ ــــــــول

اذهب الى ولاية باتنة صار جل كلامهم فصحى الله يبارك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.