منقول عن جريدة الخبر اليومي لتأميم الفائدة:
من المحافظة على الصّلاة والإقامة لها، المداومةُ والمواظبة على فعلها في الجماعة، وذلك لأنّ الصّلاة في الجماعة تفضُل على صلاته وحده بسبع وعشرين درجة، كما ورد في الحديث الصحيح، فمَن تساهل بهذا الرّبح الديني الأخروي الّذي لا تعب في تحصيله ولا مشقّة في نيله، فقد عظمَت عن مصالح الدِّين وغفلته، وقلَّت في أمر الآخرة رغبته، لا سيما وهو يعلم من نفسه كثرة ما يتحمّله من التّعب ويقاسى من المشاق في طلب ربح الدنيا اليسير الحقير، وإذا حصل له منه شيء تافهٌ بتعب كثير نسي تعبه، وعَدَّ ما ناله من ربح الدنيا الفانية غُنمًا جسيمًا، أفلا يخشى من يعرف من نفسه هذه الأوصاف أن يكون عند الله من المنافقين، وفيما وعد الله به من المشكّكين ولم يبلغنا في جملة ما بلغنا عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أنّه صلّى منفردًا ولا صلاةً واحدة، وقال ابن مسعود رضي الله عنه: لقد رأيتُنا وما يتخلّف عنها -يعني صلاة الجماعة- إلاّ منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يُهادى بين الرجلين من الكِبَر حتّى يُقام في الصف” رواه مسلم من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
الإمام عبد الله بن علوي الحدّاد الحسني