تخطى إلى المحتوى

فزيولوجية السمو الروحي 2024.

موضوع وددت أن أنقله لتعم الفائدة للجميع …. وهو يتحدث عن إكتشاف عظيم جدير بالقراءة….

يقول كاتب الموضوع :
تطرأ على الدماغ في حالات العبادة وما ينتج عنها من خشوع وارتقاء روحي , وينتج عن ذلك علم يسمى بـ " علم فسيولوجية الأعصاب في الدين والروحانيات " (neurobiology of religion and spirituality ) وقد خطا هذا العالم خطوات إيجابية بفضل الجهاز الذي يسمى SECT
(single photon emission computed tomography )

منذ زمن طويل وعلماء الأعصاب والدماغ (neuro scientists) يحاولون دراسة التأثيرات الفسيولوجية التي يعمل (SPECT) على تتبع سير الدم في الدماغ , بعد حقن مادة مشعة في الدم , وبذلك يمكن للباحثين دراسة النشاط العصبي في الدماغ , حيث سير الدم يتوافق مع النشاط العصبي.

واصبح هدف العلماء والباحثين تحديد المناطق التي تضيء ( تنشط وتحث ) و المناطق التي تنطفى (تصبح خاملة)عندما يعيش الإنسان لحظات من السمو الروحي واستشعار وجود الخالق وقد كان هذا هو الموضوع الرئيسي لمجلة النيوزويك(NEWSWEEK ) في عددها الصادر في 7/5/2017م ولا يسعني في حيز هذا المقال التبحر في نتائج هذه الدراسات ولكني سأورد أهم نتائجها فقد وجد الباحثون أثناء دراستهم لظاهره السمو الروحي و الخشوع أن المنطقة الاماميه من الدماغ قد أضاءت (كما هو متوقع ) فهذه هي منطقه التركيز ولكن الشي غير المتوقع هو ما حدث للمناطق الأخرى في الدماغ من هدوء و انعدام تام للنشاط العصبي بل وان هناك منطقه في الدماغ تسمى الفص الجداري العلوي ) SUPERIOR PARIATAL LOBE) قد انطفأت تماما و هذه المنطقة هي المسؤولة عن قدره الإنسان على أدراك و معرفة الوقت والزمن و تحديد اتجاه الجسد في الفضاء وهي المسؤولة عن الشعور بأبعاد الجسد (أين يبدا وأين ينتهي ) وعلاقته بما حوله من ماديات و أشياء و بالتحديد فان الجزء الأيسر من هذه المنطقة في الدماغ هو المسؤول عن تحديد ابعاد الجسد البشري أما الجزء الأيمن فهو المسؤول عن خلق الاحساس بالأشياء التي تحيط بالإنسان و أي خلل أو أصابه في هذا الجزء من الدماغ تفقد الإنسان قدرته على التحرك و تحديد المسافات بينه وبين ما حوله وهذا ما يحدث للإنسان أثناء لحظات الخشوع و السمو الروحي من فقدان للشعور بالزمن و المكان وهذه اللحظات هي التي يصفها البعض بأنها اللحظات التي يستشعر الإنسان فيها ربه ويحس بوجوده (FIND GOD ).

ويعتقد الباحثون أن هذه اللحظات تنشأ من حدوث ما يشبه التيار الكهربائي في منطقه من الدماغ تسمى الفص الصدغي( TEMPORAL LOBE ) , وقد ينشأ هذا التيار نتيجه ضغط عصبي أو نفسي أو حدوث كارثة شخصيه أو إنهاك جسدي , وهذا يفسر ما يشعر به بعض الناس من قربهم لربهم أثناء الضغوط الجسدية أو النفسية أو العصبية أو حدوث الكوارث الشخصية …….[وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه ] [وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما ]

ويعتقد الباحثون أن التركيز العقلي و العاطفي أثناء العبادة ,سواء كانت صلاه أو تسبيحا أو دعاء أو تأملا وتفكر ا
يقوم بدفع الدماغ إلى نشاط عصبي (كهربائي ) متزايد,تماما كما يفعل الخوف و الكوارث , و عندما يحدث ذلك يقوم جزء من الدماغ و وهو المسؤول عن أعاده التوازن في الدماغ , يسمى "هيبوكامبس
(HIPPOCAMPUS ) بكبح جماح النشاطات العصبية (تماما كما تفعل فرامل السيارة) فالهيبوكامبس هو المسؤول عن حركه مرور الانشطه العصبية لاجزاء الدماغ المختلفة , وقد اتضح انه يقوم في هذه الحالات بمنع وصول الأ شارت العصبية لمناطق في الدماغ , مثل المنطقه المذكورة سابقا و المسؤولة عن القدرة على تحديد المكان و الزمان ولذلك يشعر الإنسان في حالات الخشوع والسمو الروحي أن الحدود والحواجز المادية التي تحيط به قد سقطت وأصبحت روحه طليقة تجوب الفضاء الواسع بحريه وتستشعر عظمه خالقها عز وجل وتذوب في وحدانية الكون .

بل وقد وجد الباحثون أن المنطقة المضاءة والمستثارة أثناء لحظات الخشوع (الفص الصدغي TEMPORAL LOBE ) ,هي في المنطقة المسؤولة عن أدراك الكلام ( SPEECH PERCEPTION ) , وهذا يفسر دور قراءة أو سماع كلام الله أثناء الصلاة وتأثيره في أدراك السمو الروحي والخشوع 0بل أننا عندما نتأمل ما يحدث أثناء الصلاة التي كتبت علينا كمسلمين , وللبشريه جمعاء, وننظر إلى طريقه عمل الدماغ كما نعرفه اليوم بعلمنا المتواضع , فأننا نجد توافقا لا نجده في غيرها من العبادات حيث تعمل قراءة أو سماع كلمات الله أثناء الصلاة على استثارة وتنشيط المنطقة المفترض فيها أن تكون نشطه لإحداث وإدراك الخشوع والسمو الروحي ,في حين تحرم مناطق أخرى في الدماغ من أي نشاط عصبي كما شرحنا سابقا ,

مثل المنطقة المسؤولة عن تحديد المكان والزمان , فتنكسر الحواجز المادية ويتلاشى عامل الزمن وترتقي النفس لخالقها وتسبح في ملكوته, بل أن الدراسات الحديثة التي يقوم بها الغرب لتكشف لنا وجها أخر في حكمة اختيار الله للمعجزة الخالدة لتكون كلاما يسمع ويقرا (القران الكريم ) ,[أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم أن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون ]
[الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين
جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله] وقد أدرك صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم معنى الصلاة فارتقت بهم مدارج السالكين ,وكانوا يخرجون من هذه الدنيا فور دخولهم في الصلاة ,فلا يحدهم مكان ولا زمان خمس مرات في اليوم .
قال الخليفة عمر بن عبد العزيز يوما لابن أبى مليكه صف لنا عبد الله بن الزبير فقال "والله ما رأيت نفسا ركبت بين جنبين مثل نفسه ,ولقد كان يدخل في الصلاة فيخرج من كل شيء إليها وكان يركع أو يسجد ,فتقف العصافير فوق ظهره وكاهله لا تحسبه من طول ركوعه أو سجوده إلا جدار أو ثوبا مطروحا,ولقد مرت قطعه صغيرة من منجنيق بين لحيته وصدره وهو يصلي , فوالله ما أحس بها ولا اهتز لها ولا قطع من اجلها قراءته ولا تعجل ركوعه ".
_________________
د. وليد فتيحي

نقلاً من أحد المنتديات العربية المتميزة………

اين الردود؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.