تخطى إلى المحتوى

ـأمل هذه القصيدة 2024.

النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت *** أن السعادة فيها ترك ما فيها

لا دارٌ للمرءِ بعد الموت يسكُنهـا***إلا التي كانَ قبل الموتِ بانيها

فإن بناها بخير طاب مسكنُـه *** وإن بناها بشر خاب بانيها

أموالنا لذوي الميراث نجمعُها ***ودورنا لخراب الدهر نبنيها

أين الملوك التي كانت مسلطــنةً***حتى سقاها بكأس الموت ساقيها

فكم مدائنٍ في الآفاق قـــد بنيت***أمست خرابا وأفنى الموتُ أهليها

لا تركِنَنَّ إلى الدنيا وما فيهـا ***فالموت لا شك يُفنينا ويُفنيها

لكل نفس وان كانت على وجــلٍ***من المَنِيَّةِ آمـــالٌ تقويهـــا

المرء يبسطها والدهر يقبضُهــا ***والنفس تنشرها والموت يطويها

إنما المكارم أخلاقٌ مطهـرةٌ ***الـدين أولها والعقل ثانيها

والعلم ثالثها والحلم رابعهــــا *** والجود خامسها والفضل سادسها

والبر سابعها والشكر ثامنها ***والصبر تاسعها واللين باقيها

والنفس تعلم أنى لا أصادقها ***ولست ارشدُ إلا حين اعصيها

واعمل لدار ٍغداً رضوانُ خازنها ***والجــار احمد والرحمن ناشيها

قصورها ذهب والمسك طينتها***والزعفـران حشيشٌ نابتٌ فيها

أنهارها لبنٌ محضٌ ومن عسـل ***والخمر يجري رحيقاً في مجاريها

والطيرتجري على الأغصان عاكفةً***تسبـحُ الله جهراً في مغانيها

من يشتري الدار في الفردوس يعمرها***بركعةٍ في ظــلام الليـل يحييها

علي بن ابي طالب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.