تقع الأخطاء من كل أحد ، فكل بني آدم عرضة لأن يقع في الأخطاء ، والأخطاء قد تكون بسيطة يمكن تدارك عواقبها و التخفيف من آثارها ، وقد تكون أخطاءً وخيمة تفتك بصاحبها وتجعله يعض أصابع الندم فيما بقي من حياته كلما تذكر تلك الأخطاء التي ارتكبها.
فمثلاً يقول بعضهم أن غلطة عمري كانت في اختيار تخصصي الجامعي ، ولو استقبلت من أمري ما استدبرت لكنت اخترت تخصص كذا الذي يناسب ميولي واهتماماتي ، وقد تكون غلطة أحدهم أنه أهمل في دراسته حتى تخرج بتقدير ضعيف لا يؤهله للاستمرار في مواصلة الدراسة ولا للمنافسة على فرص العمل.
وأحياناً تكون الأخطاء متعلقة بآخرين فتكون غلطة العمر في حق شريكة الحياة مما يؤدي للانفصال بين الزوجين ، أو تكون الغلطة من الزوجة فتهدم بيتها وتشتت أسرتها.
و من العجيب أن كثيرين لم يستفيدوا من تجارب غيرهم ، و يكررون أخطاءً قد وقع فيها آخرون قبلهم ، و عُرِفت عاقبتهم ومصيرهم ، و مما وقفت عليه في هذه الأيام أن معلماً قد أنعم الله عليه بالعلم والتعليم و وظيفة ذات دخل عال وأسرة مستقرة ، ثم أغواه الشيطان وخدعته النفس الأمارة بالسوء ربما طمعاً في لعاعة من الدنيا أو انقياداً وراء أصحاب السوء فقام ببيع المخدرات وترويجها ، ثم انكشف ستر الله عنه و قبض عليه و سُجن وفُصل من عمله ولما خرج من سجنه تخلى عنه أصحاب السوء ، ونبذه معارفه فأصبح لا يجد قوت يومه ولا يطمع في عودةٍ إلى عمله ، وذهبت عنه أحلام الطمع و قصور الأماني و أوهام الثراء فإذا هو وعائلته في حال من العوز و الفقر و الذلة ، وبعد أن كانوا مستغنين بنعمة الله فإذا بهم يتسولون عباد الله ، فلا تفارقه هموم الحاضر و لا ينفك يعض أصابع الندم على الماضي ، فهو بغلطته الذي جنى على نفسه وأهله ، وربما كانت تلك عقوبة من الله له على جنايته في حق من دمرهم بالمخدرات التي روجها.
وقرأنا في الأيام الماضية عن أناسٍ ارتكبوا جرائم قتل في لحظة غضب لأسباب تافهة ، ثم يفيقون فإذا هم خلف قضبان السجون ينتظرون الموت قصاصاً ، يدفعون عمرهم ثمناً لغلطة ما كان لهم أن يرتكبوها لو تحلوا بالحلم ، ولو أنهم تعلموا العلم وعرفوا حرمة دم المسلم و عرفوا الطرق الصحيحة لحل المشكلات.
و قد ينهض الإنسان من كبوته ويتدارك أمر غلطته بتوفيق الله له وتوبته عليه و هدايته لما يصلحه ، فيبدأ من جديد مستفيداً من أخطاء الماضي ، متعلماً من دروسه وعبره .
ولقد كتبت هذا المقال أيها الإخوة تنبيها لمن لم يغلط غلطة عمره إلى الآن لكي يحذر وينتبه أن تكون غلطته قاصمةً لظهره ، فاحذر أيها الأخ الكريم و الأخت الكريمة احذرا من غلطةٍ تذهب بنعم الله .
و إن من أفضل ما يعين الإنسان على تجنب غلطة العمر أن يتحلى بحلية التقوى ، فتقوى الله حصنٌ حصين تمنعك من اقتراف الكبائر التي تذهب بدينك وأخلاقك ، وتقوى الله نور مبين في القلب والفكر وبصيرة تضئ لك مسالك الحياة.
واحذر أن تكون خطيئتك في جنب الله فتشرك به ما لم ينزل به سلطاناً ، أو تخالف أمره فتترك ما افترض عليك من العمل و تجترئ على محارم الله.
وإن كان قد حدث منك شئ من ذلك فسارع بالاستغفار و التوبة ما دمت في مهلة الحياة ، و كن من الأوابين ، واصحب الصالحين الذين يذكرونك بالله فتخشع ، ولا تصحب البطالين الفارغين الذين يضيعون وقتك و يجلبون لك الملهيات و يجرونك للمعاصي والموبقات.
واحذر من أن تكون غلطة عمرك في حق والديك ، واحرص على برهما ، واحذر أن تكون غلطة عمرك في حق المحيطين بك من إخوة وزوجة وأبناء لهم عليك حق الرعاية والعناية أن تعطف عليهم وترشدهم ، توقر كبيرهم وترحم صغيرهم .
و خذ بيد المخطئ منهم لينهض من عثرته ، ولا تذكره بأخطائه ، و حاول رفع معنويته بتشجيعه وفتح أبواب الأمل له .
وتنبه لمن حولك من أحبتك تفقدهم بالنصح و إذا لاحظت على أحدهم علامات خلل فلا تبخل عليه بنصح و إرشاد ودعوة صالحة.
اللهم إنا نعوذ بك من نزغات الشيطان ، ومن النفس الأمارة بالسوء ، وفقنا يا ربنا لتقواك والعمل برضاك ، و وفقنا لغض البصر عما حرمت وارزقنا الهدى والتقى والعفاف والغنى ، و وفقنا للصبر في تعاملاتنا مع من حولنا ، واجعلنا هداة مهتدين .
ربي يجعلنا ممن يستمعون القول و يتبعون أحسنه
و يجعلنا من المسارعين في التوبة
اللهم آمين يا رب العالمين
بارك الله فيك أختاه وجعلها في ميزان حسناتك
ربي يجعلنا ممن يستمعون القول و يتبعون أحسنه و يجعلنا من المسارعين في التوبة اللهم آمين يا رب العالمين |
حبيبتي aazzou مرورك اثلج قلبي
لا فارقتك السكينة
اللهم اجعلنا ممن يسمعون القول و يتبعون احسنه
بارك الله فيك على التذكره
بارك الله فيك
بارك الله فيك و جزاك خيرا
بارك الله فيك شكراا علي الموضوع الرائع
بارك الله فيك
بارك الله فيك أختاه
بارك الله فيك
فعلا في بعض الأحيان يرتكب الانسان خطأ عمره
ربي يهيدينا للخير شكرا لك