تخطى إلى المحتوى

عن الدراسة مدة التكوين 2024.

إخواني أريد معرفة ماهية الدراسة في المدرسة للناجحين، فكأن الأمر حسب بعض المداخلات للزملاء يبدو صعباً جدا، و كأن المسألة فيها تمييز أو أن النظام صارم جدا إلى درجة ترصد أخطاء الطلبة أو زلاتهم لطردهم ، و كأن الأمر أشبه ما يكون بالعيش في زنزانة، -على أن الأمر في الوقت ذاته ليس للهو و العبث- أرجو من الإخوة الذين تفضلوا بطرح هذه الأفكار الإفصاح جيدا و التوضيح حتى نتمكن من معرفة أبجديات الدراسة داخل المدرسة طيلة 03 سنوات فالأمر حساس جدا، خصوصا بالنسبة لحالات الطرد المُشار إليها، ألهذه الدرجة تبدو الأمور معقدة أم أنها مجرد آراء شخصية أو تكهنات .
أرجو توضيحات. شكرا للجميع

لا حبس لمدة ثلاث سنوات و شيء آخر، اقرأ الأجابة الأنموذجية لامتحان الدخول إلى المدرسة واحكم بنفسك على المستوى الأكاديمي، بل أقول لك: حاسبهم أنت قبل أن يحاسبوك ؟ لا تخف من شيء فالعلم ليس حكرا على فئة و فئة أخرى تجهل، هل يرضيك أن تبقى، و أنت أهل، تنظر و من لا يعرف حتى معنى الالتزام يحرر إجابات أنمودجية ؟ لا يا أخي لا تخف.

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أود التوضيح لكم بخصوص ما يقال عن المدرسة و صرامة النظام و غيرها مما يبدو لكم مبالغا فيه.. رغم أنه مهما قلنا أو وصفنا الدراسة ها هناك لن نكون بالدقة التي تنبغي لإيصال الفكرة لكم..

و قبل ذلك أعرّف بنفسي لمن لا يعرفني فقد طال غيابي عن المنتدى و السبب طبعا الممدرسة و ما عانيانا فيها و ما نزال حتى بعد إنهاء الـ 03 سنوات بحلوها و مرها..

محدثتكم ها هنا من الدفعة 22 التي كان يفترض أن تكون الآن قاضية منهمكة في ملفاتها لكن… و لأسباب أجهلها و زملائي ما نزال في بيوتنا نترقب الافراج عن تاريخ اختيار مناصبنا بعد طول انتظار و لكم أن تتخيلوا حجم المعاناة التي نحن فيها بغض النظر عمّا عشناه في المدرسة مدة 03 سنوات في مواجهة كل أشكال الضغط و الاستفزاز و الظروف القاسية في غرف الإقامة و ضيق المساحة بها و سوء احوالها نتيجة الرطوبة و غيرها زيادة عن التوتر بين الطلبة القضاة فيما بينهم لاختلاف العقليات و الولايات …..ووووووو مع أني لا أحبذ الكلام عن هاته الأمور المادية لأن ما يهم هو فعلا كيفية التكوين و كيفية الصبر على استفزازات موظفي الإدارة و صرامة النظام الذي لا يسمح بأي خطأ مهما كان بسيطا و قد يؤدي بمرتكبه للطرد حتى!!

نعم هي هكذا الحياة في المدرسة العليا للقضاء و ليس هذا كل شيء… بل كما تفضل بعض الزملاء هنا فإن الفرق يكمن حتى في طريقة التدريس التي تختلف بين مجموعة و أخرى لاخلاف الاساتذة الذين يلقون المحاضرات هناك.. فمنهم من هو أستاذ بيداغوجي يحسب نفسه يدرس بكلية الحقوق .. و منهم المحامي الذي يدرس كأنه مع طلبة الكفاءة المهنية للمحاماة و منهم من هم قضاة يمدون كل ما لديهم من خبرة حتى لا يعيد الطلبة القضاة الأخطاء التي ارتكبوها هم قبلهم..

و بين هذا و ذاك.. تختلف طريقة التصحيح و الدرجة التي يتحصل عليها الطالب من استاذ لاستاذ لأن منهم من يريد أن تُرد اليه بضاعته و يساعد هذا الطلبة الذين يعتمدون على الحفظ…و يحصلون على اعلى النقاط الي قد تصل إلى 18/20…. و منهم من يفضل تعقيد الاسئلة فيحصل الجميع على نقاط اقل من 10/20 و قد تصل حتى الى 00.. و منهم من لا تتعدى اعلى نقاطه في التصحيح 14/20 و هكذا يحدث الاختلال و يفقد البعض حماسته التي دخل بها اول مرة الى ان نصل في السنة الأخير و هي سنة التخرج فيحصل على الترتيب الاولي اولائك الذين يعتمدون على الحفظ ليصطدموا بواقع العمل و المسؤولية و يفهمون حينها أن القضاء فهم و حنكة و مسؤولية و أخلاق و ورع قبل كل شيء… و يكون المواطن المسكين هو ضحية كل هذا في الأخير…

هذه صورة جدُّ مختصرة عن حياة الطالب القاضي إلى أن يصير قاضي … فيقضي على الناس بدل أن يقضيَ بينهم… الا من رحِم ربّي

سلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.