-أ-بعد موت الرسول-عليه السلام،التقى الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان بشاب وقد أظهر عزيمة قوية،وإيمانا كبيرا،فقال لحذيفة: أكنتم تقعدون وتتكلمون مع الرسول عليه السلام؟ قال حذيفة :نعم. قـال الشاب:ما كنتم تعملون ؟ قال حذيفة: كنا نجتهد. قال الشاب: لوكنا نحن ما تركناه يمشي على الأرض ولحملناه على الأكتف، قال حذيفة حسبك، لو رأيتنا يوم الخندق لما قلت هذا،وتلا قوله تعالى) هنالك أبتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا) ثم بدأ يقص عليه ماوقع، كانت الليلة باردة، والريح عاصفة تقتلع الخيم، فقال الرسول عليه السلام لأصحابه: من يذهب فيأتي بخبرالقوم، فسكت الصحابة جميعا، فقال عليه السلام: من يذهب فيأتي بخبر القـوم، وأضمن له العودة، فسكت الصحابة ،فقال عليه السلام: من يذهب فيأتي بخبرالقوم وأضمن له العودة وهو رفيقي في الجنة. فسكت الصحابة. فقال عليه السلام: قم ياحذيفة ، ولا تحدث فيهم أمرا. فقال حذيفة: فلم أجد منها بدا ولماخرجت شعرت بالحرالشديد،رغم أن الجو كان باردا،وقطعت الخندق، ووصلت إلى جيش العدو ورأيت أبا سفيان،وأردت قتله بالنبل فتذكرت قول النبي عليه السلام: لا تحدث فيهم أمرا،فمتنعت.وجمع أبو سفيان الجيش وقال : نخاف أن يسمع محمد أخبارنا، فليتعرف كل واحد على من بجواره ، فقال حذيفة مبادرا: من بيميني ؟ فقال:عمرو بن العاص- وكان لا يزال كافرا-ثم قال حذيفة من بيساري؟ فقال عكرمة بن أبي جهل،ومن حسن حظه أنه لم يسأله أحد عن اسمه،ثم أمرأبوسفيان جيشه بالانصراف، لأن البرد كان شديدا، فرجع حذيفة بالخبر ودخل فوجد الرسول عليه الصلاة السلام يصلي،فلما أكمل أدخله عليه السلام تحت عباءته وراح يركع و يسجد معه يدعو له،ولقبه بأمين الأمة.ويقال أن عمرو بن العاص بعدماأسلم،كان يضحك على نفسه كلما تذكرالحادثة .
ب :كان الصحابي عمرو بن الجموح أعرج، فأراد أن يخرج إلى الجهاد فمنعه أولاده، فأتى الرسول عليه السلام و أشتكى له من أولاده، واستأذنه بالخروج معه،وأظهررغبته الشديدة للجهاد،فأذن الرسول عليه السلام له،وطلب من أولاده السماح له بالخروج،فخرج وشارك في المعركة،وراح يقول: والله إني لأرجو أن أطـأ بعرجتي هذه الجنة،واه لريح الجنة،اللهم لاترجعني إلى المدينة،وبقي يقاتل حتى أستشهد في المعركة،فرحمه الله وأدخله جنته.
ج-أبو دجانة صحابي جليل،اشترك مع الرسول عليه السلام في غزوة من الغزوات،وطلب من الرسول عليـه الصلاةوالسلام أثناء المعركة أن يطأطىء رأسه حتى لا يصاب بالنبل، فانحنى عليه الصلاة والسلام،فإذا بـأبي دجانة ينحني فوقـه ويغطي جسم الرسول عليه السلام،وذلك ليحميه من النبال،وفجأة بدأت النبال تتساقط فـوق جسم أبي دجانة،حتى امتلأ كامل جسمه بالنبل،وصبر على هذا حتى نهاية المعركة،وقد قال عنه عمررضي الله عنه بعد المعركة:كأنه قنفذ. هذه مواقف الصحابة مع رسول الله وهى تعكس حبهم له، فما موقفـك أيهاالطالب المسلم اتجاهه صلى الله عليه وسلم. وبخاصة بعد الحملة التي شنها أعداء الإسلام عليه في الدانمرك أوغيرها.