السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتاب : سي الصادق بن الحاج
– الانتفاضة الكبرى –
عرض : الأخضر رحموني
ضمن سلسلة ( عظماء من بلادي ) صدر مؤخرا عن مؤسسة الإنجازات الفنية والجرافيكس بباتنة كتاب للدكتور عبد الرحمان تيبرمسين تناول فيه بالتفصيل حياة البطل الشيخ سي الصادق بن الحاج ومعاركه الحربية التي قادها في جبال أحمر خدّو بالأوراس ضد المحتل الفرنسي من سنة 1844 إلى غاية سنة 1859.
في كلمة الناشر اعتبر نائب رئيس جمعية ( شروق ) التي تكفلت بطبع الكتاب على نفقتها " أن المجاهد سي الصادق بن الحاج أحد الذين لم ينصف التاريخ أعمالهم ، ولازمهم التهميش طوال الحقبة الماضية بالرغم من كل المحفوظات الموثقة التي تدل على عظمة البطل وحنكته السياسية ، ناهيك عن الكمّ الهائل من الأراجيز الشعبية التي تمجد بطولاته ، و ما زالت تتلقفها الآذان بشغف كبير إلى يومنا هذا في مختلف مناطق الأوراس " .
وحسب المؤلف الذي اعتمد في بحثه على عدة مراجع تاريخية و مخطوطات منها: " حكمة المغانم في البلوى في جميع النعائم " و " بداية في علم الفريضة " لإبراهيم بن الصادق بن الحاج ، و كتابات المجاهد المرحوم محمود الواعي فإن الشيخ الصادق بن الحاج من مواليد سنة 1791م بالقصر موطن عرش أولاد أيوب ( سيدي مصمودي بلدية مزيرعة من ولاية بسكرة حاليا ) ، و قد أطلقت السلطات الفرنسية على أبناء و أحفاد الشيخ لقب تيبرمسين نسبة إلى قرية ثامرماست ، نشأ في بيئة جبلية قاسية وفي أحضان أسرة متدينة حيث حفظ القرآن الكريم في مسقط رأسه ، ثم ارتحل إلى زاوية علي بن عمر بطولقة لتلقي علوم الدين و الاستزادة في المعرفة … و بعد رجوعه إلى بلدته أسس أول زاوية في الأوراس وهي التي قصدها المريدون من التل و بقاع الصحراء والأوراس، و قد لعبت هذه الزاوية دورا بارزا في إلهاب الحماس لإشعال فتيل الثورة ضد الاستعمار الفرنسي ، فهي زاوية رافضة لتواجده ، و كان الشيخ سي الصادق منذ صغره يرفض الاتصال بالفرنسيين أو التعامل معهم ، كما أن والده سي إبراهيم قد ساعده على الدعاية لصالح أفكاره و مبادئه.. كما كان للزاوية دورها الثقافي المتميّز في نشر المعرفة و الوعي في أوساط الجماهير مع تأمين المأوى و الإطعام لكل الوافدين عليها بغية الحصول على العلم مجانا.
وقد برزت البذور الأولى لمقاومته المحتل بعد احتلال مدينة بسكرة في 04 مارس 1844 بقيادة الدوق دومال ، ولشعوره بخطر احتلال كل المنطقة فيما بعد أرسل ولده سي إبراهيم على رأس المقاومين للمشاركة في المعركة بقيادة الشيخ محمد الصغير بن عبد الرحمان خليفة الأمير عبد القادر على منطقة الزيبان ، و تمت مواجهة العدّو في مدينة مشونش يوم 15 مارس 1844 حتى أرغم على التقهقر و الرجوع إلى مركز بسكرة ، كما كان للشيخ دورا حاسما في رد قوات الاحتلال في محاولة السيطرة على منطقة جبال أحمر خذّو من 4 إلى 8 جوان سنة 1845 ، و عند اندلاع ثورة الزعاطشة بقيادة الشيخ بوزيان كان للشيخ سي الصادق اتصالات به لتنظيم الصفوف و تنسيق الجهود قصد العمل على تحرير بسكرة وواحة الزعاطشة كما كان لأتباعه دورهم المشهود يوم 17 سبتمبر 1849 في معركة سريانة قرب سيدي عقبة أين تم القضاء على القائد العسكري الفرنسي الرائد سان جرمان.
ثم توقف المؤلف عند الأسباب الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية لثورة الصادق بن الحاج ، و نشر نص الرسالة المؤرخة في 13 أكتوبر 1858 التي أرسل بها إليه القائد العام للقوات الفرنسية في ناحية باتنة الجنرال ديزفو من أجل استمالته و الانضمام إلى صفه و التخلي عن المقاومة مع ذكر نماذج من الخونة لعله يقتدي بهم ، وهم في مستواه الديني. ويوعز المؤلف السبب الرئيسي في التعجيل بانفجار ثورة سي الصادق إلى اكتشاف استعداداته للثورة و الجهاد بعد شعوره بتسرب المعلومات إلى المحتل من طرف القايد ابن شنوف ، و التفاف الشعب حوله مع استعداد المحيطين به للجهاد وإصرارهم على المقاومة ، و ذلك لانشغال فرنسا بالحرب في بلاد القبائل سنة 1857 ، و التي سبقتها عملية الكرّ و الفر لمدة شهور ، و قد بدأت المعركة يوم 13 جانفي سنة 1859 بمشاركة الشيخ سي الصادق نفسه مع بعض من أولاده بجانب المقاومين ، و لعدم تكافؤ القوتين في العتاد و السلاح الناري المتقدم فضل الانسحاب من المعركة ليلا ، والاتجاه إلى تونس ، غير أن القوات الفرنسية تابعته و ألقت القبض عليه وعلى أفراد عائلته وأتباعه الذين بلغ عددهم 88 شخصا يوم 20 جانفي سنة 1859 ، بالإضافة إلى تدمير قرية القصر و تهديم مقر الزاوية ، و قدّم الجميع أمام المحكمة العسكرية بقسنطينة يوم 26 أوت 1859 ، و بعد المحاكمة نقلوا عن طريق البحر من ميناء سكيكدة إلى الجزائر العاصمة ، وسجنوا بالحراش ، و نفي ابنه سي إبراهيم إلى كورسيكا ، أما ابنه
سي الطاهر فقد نقل إلى سجن معسكر ومنه إلى المغرب ، كما نفي ابنه الغزالي إلى مدينة شرشال و بها توفي سنة 1248 هـ .
وبسبب مرض ألم به داخل السجن توفي الشيخ سي الصادق بن الحاج في سنة 1860 م و نقلت جنازته من الجزائر العاصمة ليدفن جثمانه في مقبرة أسلافه بالقصر.. وبعد 16 سنة ما بين سجن و نفي أستأنف أبناؤه النشاط العلمي بالزاوية حتى استرجعت مكانتها الروحية و الثقافية بفضل تعاطف الشعب معهم ، حتى أن قادة ثورة أول نوفمبر 1954 المجيدة كان أباؤهم من إخوان الصادق بن الحاج من أمثال الشهداء : مصطفى بن بولعيد، العقيد سي الحواس و أفراد عائلة عزوي ، و لا تزال الروابط الروحية و الصداقة قائمة إلى اليوم ، و حتى تحافظ الزاوية على إشعاعها السابق و تقوم بدورها التنويري ، يجب إعادة الاعتبار إليها بالترميم و الصيانة و فتح أبوابها لطلبة العلم و المعرفة .
للإشارة فإن الدكتور عبد الرحمان تيبرمسين أستاذ الأدب الحديث بجامعة محمد خيضر ببسكرة ، وله من المؤلفات المطبوعة :
1) العروض و إيقاع الشعر العربي ، صادر عن دار الفجر بمصر .
2) البنية الإيقاعية للقصيدة المعاصرة في الجزائر – صادر عن دار الفجر بمصر .
3) سيميائية العقد في رواية ( النظر إلى أسفل ) لمحمد جبريل – صادر عن أصوات معاصرة بمصر .
4) العلامة عبد الرحمان الخضري : حياته و آثاره – تحت الطبع.
الف شكررررررررررررررررررررررررر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك أخي الأستاذ الاخضر على هذا العرض
للإشارة فان الشيخ الصادق أولحاج تتلمذ في الزاوية الرحمانية على يد الشيخ محمد بن عزوز البرجي المتوفى1818م وكان عمره آن ذاك 27 سنة تقريبا
ثم تتلمذ على أكبر تلامذة شيخه وهوالشيخ عبد الحفيظ الخنقي المتوفى 1850م
ورافقه في الدرب العلمي والجهادي الشيخ عبد الحفيظ الخنقي ولاشك في ذلك وعليه فانه لا يمكن الفصل بينهما فيما يخص مقاومتهما للإحتلال
إقتباس ""و كان الشيخ سي الصادق منذ صغره يرفض الاتصال بالفرنسيين أو التعامل معهم""
إذا كان الشيخ من مواليد 1791م فان عند دخول المحتل الفرنسي 1930 كان لديه 40 سنة وعند دخوله الى بسكرة كان عمره54سنة
والله الموفق الصواب.
الف شكررررررررررررررررررررررررررررررر
شكرا ……يعطيك الصحة…..