بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الحمد لله رب العلمين والصلات والسلام على المبعوث رحمة للثقلين
أما بعد(عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء)سؤال يتبادر لذهن ما المقصود بالغرباء في هذا الحديث هل هم غرباء الأهل والأوطان ,فيوضح ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم بل كونهم غرباء وسط الضلال والتضليل والبدع والشهوات والمنكرات التي تحيط بنا من كل جانب فأينما تولي وجهك ترى أو تسمع شيئا من ذلك بل أصبحت حتى في البيوت مما يسوقه لنا الإعلام من برامج ساقطة مثل أصحابها إن لم أقل كلمة أكبر منها فحيث ما وجدت فثم ما يغضب الله ورسوله
فهي حرب دعوية إلى الانحلال الخلقي والهدف منها الابتعاد عن القيم الإسلامية قدر الإمكان وتنسيننا لعاداتنا وتقاليدنا والتي هي مستمدة أصلا من تعاليم الإسلام تلك العادات التي ورثناها عن آبائنا وأجدادنا حيث كان الصغير يحترم الكبير وتلك الحشمة والحياء كان الواحد منا لا يرفع رأسه أمام الآباء بالدرجة الأولى ومن يكبروننا سنا كلنا حشمة ووقارا وأخلاقا ثم شيئا فشيئا جاء التحضر والتمدن كما يقولون حتى أصبحت الفتاة تخرج من بيت والديها عارية مفتضحة دون حشمة ولا حياء .والأبناء صاروا يرسمون ويتفننون في تشكيل شعر رؤوسهم أما اللباس فحدث ولا حرج, ماذا أقول عفوا لا أملك إلا أن أقول مثل ما قال صلى الله عليه وسلم اللهم أهدهم فإنهم لا يعلمون اللهم ردهم إلى دينك ردا جميلا
نعم أصبح الدين غريبا وصار المسلم غريبا في وطنه فكل من على العهد متمسكا بدينه فهو غريب أما الرسالة التي أحث بها نفسي وإخواني أن احرصوا على أن تكونوا ممن شملهم هذا الحديث النبوي الشريف وأن يستشعر كل واحد منا أنه على ثغرة من ثغرات الإسلام فالرباط الرباط لا تستسلموا وكونوا لأهاليكم ومجتمعاتكم ناصحون صالحون معلمون لا يضركم من خذلكم ولا من خالفكم فأنتم النجوم المضيئة في هذا الظلام واليكن دين الله عندكم أعلى من متاع الدنيا
وغيروا ما تستطيعون تغييره بأي طريقة شرعية فأنتم قلب الأمة النابض فبكم إن شاء الله سنستمد قوتنا وهيبتنا وعزتنا فلا تذلوا أنفسكم لغير الله قال تعالى {فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ}(35 )سورة محمد وقال{وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وإلى لقاء آخر إن شاء الله {وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}