تخطى إلى المحتوى

طفولة النبي صلى الله عليه وسلم 2024.

ولادته عليه الصلاة والسلام:
وكانت ولادته يوم الاثنين، في التاسع من شهر ربيع الأول عام الفيل، وقيل في الثاني عشر منه، حين طلوع الفجر.
ولم يترك له والده من المال إلا خمسة جمال، وبعض نعاج، وجارية.
ويروى أقل من ذلك.
وأرضعته حليمة السعدية، وذلك أنه كان من عادة العرب أن، يلتمسوا الرضعاء لأولادهم في البوادي ليكون أنجب للولد. فجاء نسوة من بني سعد بن بكر، يطلبن أطفالاً يُرضعنهم، فكان الرضيع المحمود صلى الله عليه وسلم من نصيب حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية واسم زوجها أبو كبشة، فدرت البركات على أهل ذلك البيت الذين أرضعوه مدة وجوده بينهم، وكانت تزيد على أربع سنين:
ورحم الله البوصيري إذ يقول:
وإذا سخّر الإله أناساً
لسعيد فإنهم سعداءُ
حادثة شق الصدر:
وحصل له وهو بينهم حادثة عظيمة، وهي شق صدره، وإخراج حظّ الشيطان منه. فأحدث ذلك عند حليمة خوفاً، فردته إلى أمه وحدثتها قائلة:
بينما هو وإخوته في بَهمٍ – أي خراف – لنا خلف بيوتنا إذ أتى أخوه – أي من الرضاع – يعدو، فقال لي ولأبيه:
ذاك أخي القرشي، قد أخذه رجلان عليهما ثياب بيض، فأضجعاه، فشقا بطنه، فهما يسوطانه – أي يحركانه بسوط – فخرجت أنا وأبوه – أي أبو كبشة – نحوه ، فوجدناه منتقعاً لونه – أي شبيهاً بالنقع وهو التراب – فالتزمته، والتزمه أبوه، فقلنا له:
مالك يا بني؟!
فقال: جاءني رجلان عليهما ثياب بيض، فقال أحدهما لصاحبه:
أهو هو؟
قال: نعم.
فأقبلا يبتدراني، فأضجعاني، فشقّا بطني، فالتمسا فيه شيئاً، فأخذاه وطرحاه، ولا أدري ما هو.
وفاة أمه:
وفي السنة السادسة من عمره، أخرجته أمه إلى أخواله بالمدينة، فتُوفيت بالأبواء – قرية بين مكة والمدينة – وهي إلى المدينة أقرب.
فحضنته أم أيمن، وكفله جده عبد المطلب، ورقّ له رقة لم تعهد له في ولده، لما كان يظهر عليه مما يدل على أن له شأناً عظيماً في المستقبل.
وفاة جده وكفالة عمه:
وبعد سنتين من كفالته توفي جده، فكفله عمه أبو طالب، وكان شهماً كريماً غير أنه كان من الفقر بحيث لا يملك كفاف أهله.
عناية الله تعالى بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم في طفولته:
نشأ عليه الصلاة والسلام – مع يُتمه – مَرعياً برعاية الله تعالى، مهذباً أحسن تهذيب، عفيفاً أديباً أميناً، حتى عُرف بين أهله وقومه بذلك، ونال إعجابهم وحبهم، فأكبروا أدبه وخلقه.
كان أبو طالب عم الرسول صلى الله عليه وسلم يقرّب إلى صبيانه صحفتهم – أي إناء طعامهم-، فيجلسون وينتهبون، ويكف رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينتهب معهم، فلما رأى ذلك عمه، عزل له طعامه على حدة.
قال أصحاب السير: عاش صلى الله عليه وسلم، ولم يكن له مؤدب ظاهر يعتني بتـثقيفه، أو مربّ معروف يتولى تهذيبه، إلا سلامة الفطرة، وسموّ الغريزة، وطهارة العقيدة، والاعتصام بالفضيلة… ولم يكن صلى الله عليه وسلم في نشأته جارياً على المألوف في الصبيان، من تأثر عقولهم ونفوسهم بما يرون ويسمعون ويحسون في بيئتهم، ولو جرى الأمر على ذلك. لشارك قومه في تعظيم الأصنام وعبادتها ولانغمس في ضلالات الوثنية وأوهامها، ولكن عناية الله قد تكفلت بتربيته، فنشأ على أكمل ما تتحلى به النفوس من جميل الصفات، وحميد الخصال، ولم يسجد لصنم من الأصنام، ولم يشارك قومه في عيد من أعيادهم، ولم يذق لحوم قرابينهم، ولا عجب فقد حدّث عن نفسه فقال:
[أدبني ربي فأحسن تأديبي]. (قال ابن تيمية عن هذا الحديث معناه صحيح ولكن ليس له إسناد ثابت).
قال الحافظ ابن كثير في كتابه "البداية والنهاية".
قال محمد بن إسحاق: شبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلؤه الله ويحفظه ويحوطه من أدناس الجاهلية، لما يريد من كرامته ورسالته: حتى بلغ أن كان رجلاً أفضل قومه مروءة، وأحسنهم خلقاً، وأكرمهم حسباً، وأحسنهم جواراً، وأعظمهم حلماً، وأصدقهم حديثاً، وأعظمهم أمانة، وأبعدهم عن الفحش والأخلاق التي تدنس الرجال، تنـزّهاً وتكرماً، حتى ما سُمي في قومه إلا "الأمين" لما جمع الله تعالى فيه من الأمور الصالحة.
وكان صلى الله عليه وسلم يحدّث عما كان الله يحفظه به في صغره من أمر الجاهلية فيقول:
[لقد رأيتني في غلمان من قريش، ننقل الحجارة لبعض ما يلعب الغلمان، كلنا قد تعرى، وأخذ إزاره، وجعله على رقبته، يحمل عليه الحجارة، فإني لأقبل معهم كذلك وأدُبر، إذ لكمني لاكم – ما أراه – لكمة وجيعة، ثم قال: شد عليك إزارك].
قال: [فأخذته فشددته عليّ، ثم جعلت أحمل الحجارة على رقبتي، وإزاري عليّ من بين أصحابي].
ولما شب صلى الله عليه وسلم، وبُنيت الكعبة، ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل الحجارة مع أشراف قريش لبنائها.
فقال العباس لرسول الله صلى الله عليه وسلم: اجعل إزارك على عاتقك من الحجارة.
ففعل، فخرّ إلى الأرض، وطمحت عيناه إلى السماء، ثم قام فقال : [إزاري] فشدَّ عليه إزاره وقال : [إني نُهيت أن أمشي عُرياناً] . رواه البخاري ومسلم .
وكان صلى الله عليه وسلم يقول أيضاً: [ما هممت بشيء مما يهم به أهل الجاهلية إلا مرتين، عصمني الله فيهما]:
قلت ليلة لفتىً من قريش: [أبصر لي غنمي حتى أسمر هذه الليلة بمكة كما تسمر الفتيان].
قال: نعم.
قال: [فدخلت حتى جئت أول دار من دور مكة، فسمعت غناءً وعزفاً وصوت دفوف ومزامير، فقلت: ما هذا؟]
فقالوا: فلان تزوج فلانة.
فجلست لذلك، فضرب الله على أذني فنمت، فما أيقظني إلا مسُ الشمس، فرجعت إلى صاحبي.
ثم فعلت ليلة أخرى مثل ذلك، فنمت. [فوالله ما هممت بعدهما بشيء من ذلك حتى أكرمني الله بنبوته]. ذكره الذهبي والسيوطي .

الجيريا

بورك فيك على المرور والرد

مشكورة

صلى الله عليه وسلم

الله يكرمك اخي على الموضوع المؤثر
شيئا ما
وجزاك الله خيرا
الجيريا

بارك الله فيك

الجيريا

بارك الله فيك


الجيريا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.