نحن أبناء هذا الجيل، أمامنا فرصة تاريخية لكي نكون ممن يحقق الله على أيديهم الخلافة الموعودة إنه شرف وأي شرف، أن نكون ممن يعيد الله على يده مجد الأمة الضائع.
إنها فرصة تاريخية نستطيع اقتناصها- بعون الله- إذا ما وضعنا هذا الهدف أمامنا، وشمرنا في السعي إليه وبلوغه من خلال استكمال الشروط، واستيفاء الطلبات التي طلبها الله عز وجل.
وإخلاص العبد لله عز وجل يستوجب منه أن يقصد بعمله رضا ربه ويطمع في مثوبته، ويستوجب منه كذلك أن يستعين بالله في أداء العمل، فلا يستعين بالله في أداء العمل، فلا يستعين بنفسه ولا بإمكاناته أو خبراته، بل يستشعر دومًا أنه بالله لا بنفسه، وأنه لا حول ولا قوة إلا بربه.
والدليل العلمي على صدق هذا الحب هو المسارعة إلى طاعته- سبحانه، والتضحية من أجله، والشوق الدائم إليه، والأنس به، والتلذذ بذكره، والرضا بقضائه.
والتواضع حالة قلبية يعيشها العبد وتظهر في سلوكه وتعاملاته مع ربه، ومع نفسه، ومع الناس.
فمع ربه تراه دومًا متذللاً إليه، خاضعًا بين يديه، مظهرًا عظيم افتقاره وحاجته إليه، وأنه مهما أوتي من أشكال الصحة أو القوة أو الثراء أو الجاه.. فهو كما هو: عبد ذليل لرب جليل، وأن هذه الأشياء لم تغير من حقيقته شيئًا.
أما تواضعه مع نفسه فيكون باستصغاره لها، ورؤيتها بعين النقص، لذلك فهو يمشي على الأرض هونًا، ولا يتبختر أو يختال.
وأما تواضعه مع الناس فينطلق من رؤيته لهم بأنهم أفضل منه، مهما كانت أعماله ورتبته، فهو دائمًا ينظر إلى الجانب الإيجابي لكل من يتعامل معه، ويستشعر أفضليته عليه.
وفارق كبير بين خوف عارض يهز المشاعر، ويرسل العبرات، ثم يمضي إلى حال سبيله، وبين خوف دائم يملأ القلب ويجعله دائمًا في حالة من التذكر والانتباه.
إن الخوف المطلوب وجوده هو الخوف الذي يدفع للعمل، ويثمر التقوى والورع في كل الأقوال والأفعال، فيتحرى صاحبه الدقة في كلامه، ويترك الكثير من المباح مخافة الوقوع في الحرام.
وأخبرنا بصفة من يمكنهم في الأرض ﴿الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ﴾ (الحج: من الآية 41).
ولقد سار في هذا الطريق أصحاب الدعوات من قبلنا، فلما صبروا وتحملوا مشاقه وألوانه أكرمهم الله عز وجل بالنصر والتمكين ﴿وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ﴾ (الأنعام: من الآية 34).
لا بد من توحيد الصفوف، والتحرك الجماعي الذي يستفيد بجميع الطاقات، ويقوم بتوزيع المهام على كل الأفراد حتى يصل إلى الهدف المنشود، فإن لم يستطع المسلمون أن يتوحدوا تحت راية واحدة، وهم يسعون لاستكمال شروط النصر، واختلفوا فيما بينهم، فليكن اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد، بمعنى أن يكمل بعضهم بعضًا تحت ظلال المحبة في الله، وليكن شعار الجميع، نجتمع فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه.
إنه شرف وأي شرف، أن نكون ممن يعيد الله على يده مجد الأمة الضائع.
إنها فرصة تاريخية نستطيع اقتناصها- بعون الله-
نسأل الله تبارك وتعالى أن نكون أهلا لحمل أمانة هذا الدين، وأن نتحلى جميعا بهذه الصفات التي تؤهلنا لنصر الله وتأييده إنه ولي ذلك والقادر عليه
اللهم أعنا على شكرك و ذكرك و حسن عبادتك
بارك الله فيك اختي وشكرا لك
الجهاد الدائم في سبيل الله بمفهوم الجهاد الواسع، من بذلك الجهد والطاقة في جميع المجالات التي تسهم في بناء المشروع الإسلامي ﴿يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ﴾ (المائدة: من الآية 54). وبورك في الشيخ الفاضل
بارك الله فيك اختي سلمى تحياتي
بارك الله فيك اختي وشكرا لك
الجهاد الدائم في سبيل الله بمفهوم الجهاد الواسع، من بذلك الجهد والطاقة في جميع المجالات التي تسهم في بناء المشروع الإسلامي ﴿يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ﴾ (المائدة: من الآية 54). وبورك في الشيخ الفاضل |