السلام عليكم اخوانى الاساتذة جميعا.
انا العبد الضعيف انتمى الى فئة الاساتذة المعروفة ب " الايلة للزوال " وان هذه التسمية المشؤومة والتى يشمئز لها القلب اطلقتها علينا وزارة التربية الوطنية ( سامحها الله ) كجزاء وشكورا لما قدمناه للمدرسة الجزائرية لاكثر من عقدين من الزمن. وفعلا وجدنا انفسنا اليوم فى طريق الزوال وهى احالة الكثير منا على التقاعد قريبا. والا كيف نفسر هذا التجاهل والاهمال الكلى من طرف هذه الوزارة الوصية الحقارة والعمل بسياسة السكوت واترك الكلب ينبح كما يقول المثل الفرنسى ( Le chien aboie, la caravane passe ) عن مطالبنا المشروعة والتى نادينا بها فى العديد من المناسبات. وما زلنا ننادى بها ولا نسكت عنها حتى تتحقق ان شاء الله وليس ببعيد والتى تتمثل فى تصنيفنا تصنيفا عادلا ومنطقيا يليق بنا مثل بقية الاساتذة الاخرين اعتمادا فى ذلك على الاقدمية والمؤهلات. ولن نصمت عنها ما دمنا موجودين فى هذا القطاع الناكر لنا حتى اخر قطرة دم فى عروقنا. ان الاخوة وخاصة المظلومين منهم لاحظوا ما جاء به هذا القانون الاساسى المعدل وهذه التفرقة الموجودة التى افتعلتها وزارة التربية الوطنية بين الاخوة الاساتذة لضرب بعضهم بعضا وهو اسلوب مقصود لاضعافنا مستقبلا و للانتقام منا وهذا جاء كرد فعل لاننا نمثل الاغلبية التى كانت تحرك بقية الفئات للمطالبة بحقوقها فى كل الاحتجاجات السابقة. وظهر هذا الظلم جليا عندما صنفت كل الاساتذة فى الاطوار الثلاثة تقريبا وحتى الجدد منهم وقد استفادوا من الادماج الى اصناف عليا واهملتنا نحن الفئة القديمة المعروفة ب" الايلة للزوال ". فمن اخواننا الاساتذة من استفاد ب 2 الى 4 درجات ( رب ازدهم والحسود لا يسود ) والغريب فى الامر ان هذه الوزارة لم تراع فى هذا التصنيف فى غالب الاحيان لا الاقدمية ولا حتى المؤهلات مثل الشهادات وقد طلبتها من الفئة الوحيدة فى قطاع التربية ان لم لقل فى الوظيف العمومى الى وهى فئة " الايلة للزوال " المسكينة للادماج من الصنف 11 الى الصنف 12 رغم ان الكثير منا يحضر نفسه للاحالة على التقاعد ان شاء الله. واصبحنا نجد مثلا فى الميدان استاذين يحملان نفس الشهادة ولهم نفس الخبرة والاقدمية واحد يعمل فى التعليم الابتدائى فى الصنف 11 والاخر فى التعليم المتوسط فى الصنف 12 والثالث فى التعليم الثانوى فى الصنف 13 الى 16 ( لا حول ولا قوة الا بالله ). بالله على هذه الوزارة الظالمة اهلها ( قال رسول الله صل الله عليه وسلم الظلم ظلمات يوم القيامة ) قولى لنا الحقيقة. هل بامكانها ان توضح لنا وتقنعنا كيف توصلت الى هذا القانون الغير العادل والى هذا التصنيف الغير منطقى والمجحف !!! اذا كانت الوزارة قد صنفت الاستاذ على اساس الشهادة فهذا واضح وضوح الشمس ولا نعارض هذا ولا بد من تطبيقه على الجميع و كان عليها ان تضعهم اى حاملى نفس الشهادة فى نفس الصنف اوالرتبة. اذن لماذا هذا الظلم الظاهر والمتعمد ؟ اما اذا كانت تراعى غير ذلك باعتمادها شىء اخر فلتبين لنا هذا وتقنعنا لاننا نرى انفسنا مظلومين لوحدنا فى هذا القطاع و نتاسف لهذا القانون الجائر الذى نرى فيه الظلم بعينيه ولم نباركه منذ ظهوره. كيف بالله عليكم ان يصنف الاستاذ فى التعليم الابتدائى اقل من اخوانه وهو اكثرهم عملا وتعبا بحيث يشغل اسبوعيا 30 ساعة و يقوم بتدريس جميع المواد حوالى 10 مواد ( الادبية والعلمية ) وفى بعض الاحيان فى المناطق النائية يقوم بتدريس حتى اللغة الفرنسية بالاظافة الى القيام بالحصص الترفيهية كالاشغال اليدوية والتربية البدنية ظف الى ذلك الحراسة فى الساحة ( دور المساعد التربوى فى المتوسط والثانوى ) والتكليف بالمطعم وغير ذلك من الانشطة الداخلية الاخرى المختلفة ويمكن ان نطلق عليه اسم ( معلم متعدد الخدمات او enseignant polyvalent ). هل هذا معقول يا وزارة التربية الوطنية وزارة العار والغبن والحقرة ؟ هذا من جهة ومن جهة اخرى هل لهذه الوزارة ان تقنعنا ايضا كيف تم تصنيف الاخوة المدراء فى التعليم الابتدائى من الصنف 11 الى الصنف 14 والذين لا يتعدى المستوى الدراسى لدى الاغلبية منهم السنة الرابعة متوسط و تصنيف بعض المدراء فى التعليم المتوسط من الصنف 13 الى الصنف 15 وبعض المدراء فى التعليم الثانوى فى الصنف 16والذين لا يتعدى المستوى عند البعض منهم كذلك السنة الثالثة ثانوى ولا يحملون اية شهادة عليا وبحوزتهم سوى شهادة الميلاد !!! ونعرفهم تمام المعرفة.
فى الاخير ومع كل احتراماتى لاخوانى الاساتذة والمدراء وبعيدا عن الحسد كما ذكرت سابقا ارتايت ان اناقش الموضوع مع اخوانى من باب المنطق والموضوعية بدون تجريح ولا قذف. واطلب منهم ان لا يغضبوا عن كلامى وان يتقبلوا رايى وصرخة اخوانهم الاساتذة " الايلين للزوال " المحقورين امامهم. واترككم مع ضمائركم لتقارنوا الحالة التى نحن فيها والادماج الذى حضيت به هذه الفئة بتصنيفهم من الصنف 11 الى 12 بعد نقاش ماراطونى بين النقابات والوزارة مقارنة بزملائنا الاخرين الذين استفادوا بدون عناء علما بان هذا القانون الجائر منعنا حتى من التاهيل والترقية الى رتب عليا. ادخلوا اخوانى " الايلين للزوال " وافرغوا ما فى قلوبكم وعبروا عن ارائكم لنصل الرسالة الى الجهات المعنية ولانه " ما ضاع حق وراءه طالب ". شكرا والسلام عليكم.