تحية طيبة أخوتنا في الإسلام
أما بعد, فأنا شاب في العشرين من العمر, ولي صديق في مثل سني وطرحت عليه أمرا في وقت سابق
هذا الأمر يتمثل في رغبتي في العمرة إن شاء الله, وأريد أن أكون في بيت الله في أقرب وقت ممكن, ولما اقترحت الأمر على صديقي المذكور فيما إن كانت له رغبة مماثلة فأجابني أنه لا يستطيع العمرة إلا بعد أن يرسل والديه للعمرة.
شخصيا لم اتقبل الفكرة مضمونا, فالإنسان يجب ان يتقبل قدره, وان يؤمن ان لكل مسلم قسم الله له قسمته في الدنيا,وكتب أعظم أعماله التي سيقوم بها في الدنيا, فإذا لم تصح العمرة لوالديه في السابق وتوفرت له فيجب أن يتقبلها.
فصديقي يؤمن بفكرة أنه لا يستطيع أن يذهب هو ووالداه لم يعتمرا أو يحجا من قبل.
فقط أريد أن أعلم هل فكرة صديقي صحيحة؟؟ وما حكمها؟؟ وهل الله تعالى يرضى بموقف كهذا أم لا وبارك الله فيكم.
العمرة واجبة على الصحيح مرة في العمر، والأدلة على هذا كثيرة، منها ما رواه ابن خزيمة في حديث جبريل، وجاء فيه: (وتحج وتعتمر وتغتسل من الجنابة)، فجعل العمرة من حقيقة الإسلام.
وكذا جاء ما دل على وجوب العمرة في حديث أبي رزين قال لعمر: (إني رأيت الحج والعمرة مكتوبتين علي، فأهللت بهما)، فقال له عمر رضي الله عنه : (أصبتَ سنة نبيك صلى الله عليه وسلم).
وجاء في حديث عائشة رضي الله عنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: (هل على المرأة جهاد؟)، قال: (نعم، عليهن جهاد لا قتال فيه، الحج والعمرة)، فإذا وجبت العمرة في حق المرأة، فالرجل كذلك، لأن الأصل استواؤُهما في الأحكام.
إذا تبيَّن هذا، فالأصل أن المستطيع يجب عليه أن يعتمر، وهو مخاطَبٌ بخطاب الشرعِ بهذا الواجب، وكون والديه لم يعتمرا لا يكون مسوغا له في ترك الاعتمار.
فعليه أن يعتمر، فإذا فتح الله عليه، فليدفع أجرة الاعتمار لوالديه، وهذا من البر بهما.
والعلم عند الله تعالى,
الجواب
الحمد لله
من استطاع الحج ، وتوفرت فيه شروطه ، وجب عليه أن يحج في عامه ، ولا يجوز له تأخير الحج ، لأجل والديه أو غيرهما ؛ لأن الحج واجب على الفور في أصح قولي العلماء ، وفرض العين مقدم على بر الوالدين ؛ لقوله تعالى : ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين) آل عمران /97 ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( عجلوا الخروج إلى مكة ، فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له من مرض أو حاجة ) رواه أبو نعيم في الحلية ، والبيهقي في شعب الإيمان ، وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم (3990) .
وينظر جواب السؤال رقم (41702) .
لكن حج الوالدين في هذه الحالة صحيح ، وعلى هذا الابن أن يبادر بالحج عند الاستطاعة .
وقد سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء : هل يجوز للإنسان أن يرسل والديه إلى الحج قبل أن يذهب هو إلى الحج ؟
فأجابوا : الحج فريضة على كل مسلم حر عاقل بالغ مستطيع السبيل إلى أدائه، مرة في العمر. وبر الوالدين وإعانتهما على أداء الواجب أمر مشروع بقدر الطاقة ، إلا أن عليك أن تحج عن نفسك أولاً ، ثم تعين والديك إن لم يتيسر الجمع بين حج الجميع ، ولو قدمت والديك على نفسك صح حجهما ، وبالله التوفيق " انتهى .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (11/70)
والله أعلم .
المرجع:
موقع الإسلام سؤال وجواب
https://www.islam-qa.com/ar/ref/10159…AF%D9%8A%D9%87