*صالونات التجميل النسائية ..الوجه الآخر
إن هذه الصالونات تجري بها أمور محرمة من بعض الجاهلات بالحكم الشرعي، أو المتساهلات فيه..
ومن ذلك : تساهل بعض النساء بخلع ثيابهن في هذه الصالونات ؛ ولا يجوز للمرأة أن تخلع ثيابها في غير بيتها، سواء في المدرسة، أو الصالونات،أو حمامات السباحة، أو الأندية الرياضية، أو … أو …
فمن خلعت ثوبها في غير بيتها فقد ارتكبت إثماً عظيماً، وتعدّت محارم الله، وحريُّ بأن يهتك الله سترها ويفضحها؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها، فقد هتكت ستر ما بينها وبين الله عز وجل"([1])0
ومن المحرمات- أيضاً-: ما تقوم به هذه الصالونات من نتف الحواجب أو ترقيقها، وهو المسمى "بالنمص"؛ وقد ورد فيه قوله صلى الله عليه وسلم: " لعن الله الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن المغيرات لخلق الله"([2])0
وأدهى من ذلك وأمرّ:
ما تقوم به بعض مرتادات صالونات التجميل من كشف عورتها لعاملة التجميل، فيما يطلق عليه اسم " تجهيز العرائس" !!..
وهذا حرام، ودليل قوي على قِلَّة الدين والحياء.. وقد قال صلى الله عليه وسلم : "لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة"([3])0
فلو تأمّل المنصف الذي يراقب الله فيما يقول ويفعل حال الصالونات، لوجد أنه قلَّما يوجد صالون تجميل يخلو من هذه الأمور، فإن لم يكن قد جمع بين الانحراف الأخلاقي والمحرمات الشرعية فلن يسلم من الثانية.
لذا، فالمطلوب من المسلم الواعي الذي يريد أن تكون عفته في سقاء موكوءٍ، ألاّ يرتاد هذه " الأوكار المادية "، التي تتاجر بدين الناس وأخلاقهم، وليعلم أنه بحضوره قد أعانهم على منكرهم ،وقد قال تعالى: ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) ؛ ولو هجر أهل الخير والمروءة هذه الأوكار لما وجد أصحابها سبيلاً لتسويق بضاعتهم ونشر فسادهم.
فإن اضطر الإنسان لوجود امرأة تجمل ابنته العروس – مثلا -، فأخف الضررين أن يحضر هذه المزينة إلى منزله ، ولو كان هناك زيادة في الثمن -والغالب في الناس أنه ليس فيهم بخل من دفع الزيادة ، ولكن هواية التجوال في المحلات- ومع حضور هذه المزينة للمنزل يجب مراعاة أمور عامة لا يجوز فعلها داخل المنزل ولا خارجه ؛ وهي:
أنه لا يجوز للمرأة أن تطلع على عورة المرأة ، كما تفعل بعض النساء من قلة الحياة المسمى بتجهيز العرائس ، فتطلع المزينة على أدق الأمور وتفاصيل الجسم .
ولا يجوز النمص المعروف " بنتف الحواجب ".
كما يجب أن يكون المكان آمناً ، مع نباهة المرأة وذويها ، فلا تغفل غفلة تكون سبباً في ضياع مستقبلها ودمار حياتها .
وهنا … فإني أذكر أصحاب الصالونات – سواء المالكين أو العاملين –أن يستعفوا ؛ ويبحثوا عن عمل مبارك يكثر فيه خيرهم دون إخلال بمحرمات الشرع ، لأن مالهم على الصورة التى ذكرت آنفاً يخلط فيه الحرام بالحلال ؛ فليتقوا الله ، ولا ينبتوا أجسادهم وأجساد أولادهم على الحرام ، قال صلى الله عليه وسلم :" كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به"([4]).
كما أذكر العاملات في هذه الصالونات من المسلمات ؛بضرورة البحث عن وظيفة تليق بالمسلمة العفيفة ؛ وإن كان ولا بدّ؛ فليتقين الله ، وليحافظن على أعراض أخواتهن ، وليعلمن أنهن مستأمنات عليهن ، ولايرتكبن الحرام أياً كان؛ بحجة "أكل العيش "، فإن الله هو المعطي المانع ، ولن يأتي الإنسان من هذه الدنيا إلا ما قدر له، قال صلى الله عليه وسلم : " إن روح القدس نفث في روعي : أن نفساً لن تموت حتى تستكمل أجلها ، وتستوعب رزقها ،فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ، ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله ، فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته"([5])0
كما أنه إذا عرف عن الصالون ارتكابه للمحرمات الشرعية؛أو الانحرافات الأخلاقية، فإنه لا ينبغي دعمه بأي وجه من الوجوه ، سواء في تأجير المحل له ، أو ارتياده ، أو الدعوة إليه ، أو حمايته ،لأن في ذلك إعانة له على منكره وباطله0
كما يجب على كل من علم عن أحد هذه الأوكار فساداً أو انحرافاً أن يحذر الناس من ارتيادها ؛ وأن يبلغ جهات الاختصاص لتقوم بردعه.
وأقول للمرأة العفيفة التي ترتاد هذه الصالونات :
بعد ما علمت حال هذه الصالونات كيف تأمنين على عرضك بين يدي قوم يتاجرون بالأعراض ؟!!.
أيها الرجال الكرماء..
لا يضع الإنسان نساءه في موضع الريبة فيرجو لهن نجاة ؛ فالمرأة ضعيفة، وقد تكون بادئ أمرها عفيفة ، فتقع بين يدي هؤلاء النسوة المسترزقات ؛فيحرفنها عن سلوكها ، ويوقعنها في الرذيلة طمعاً في مال ؛أو غيرة منها وحسداً لعفتها.
قال يحيى بن عامر التيمي :
خرج رجل من الحي حاجاً فورد بعض المياه ليلاً ؛ فإذا هو بامرأة ناشرة شعرها؛ فأعرض عنها 0 فقالت: هلمّ أليّ فَلِمَ تعرض عني؟
فقال: إني أخاف الله رب العالمين.
فتجلببت ؛ ثم قالت : هبت والله مُهاباً ، إن أولى من شركك في الهيبة لمن أراد أن يُشركك في المعصية ؛ ثم ولّت فتبعها؛ فدخلت بعض خيام الأعراب.
قال: فلما أصبحْتُ رأيت رجلاً من القوم فسألته عنها، وقلت: فتاةٌ من صفتها كذا وكذا ؛ فقال: هي والله ابنتي ؛ فقلت: هل أنت مزوّجي بها؟؟
فما رمت حتى تزوجتها، ودخلت بها ثم قلت: جهزوها إلى قدومي من الحج.
فلما قدمنا حملتها إلى الكوفة، وها هي ذي ولي منها بنون وبنات.
قال: فقلت لها: ويحك، ما تعرضك لي حينئذ؟!.
فقالت: يا هذا ليس للنساء خير من الأزواج ، فلا تعجبن من امرأة تقول هويـت، فوالله لو كان عند بعض السودان ما تريده من هواها لكان هو هواها"([6]) اهـ .
هذا هو حال المرأة، فقد تدافع عمراً، وأنت تدفعها إلى السوء ؛ فتوقعها أنت بما كانت تفرّ منه، فتقتل نفسك بيدك.
إن من الحمق أن نضع فلذات أكبادنا في بحر متلاطمٍ من الفتن ، ونرجو بعد ذلك نجاتهم؛"قيل لامرأة شريفة من أشراف العرب: ما حملك على الزنى؟ قالت: "قرب الوساد وطول السواد"تعني: قرب وسادة الرجل من وسادتي،وطول السواد يننا"([7])0
قالت إحدى النساء: "ويل للمجتمع من المرأة العصرية التي أنشأها ضعف الرجل، إن الشيطان لو خيّر في غير شكله لما اختار إلا أنيكون امرأة حرةً، متعلمة خيالية كاسدة ؛ لا تجد الزوج. لقد امتلأت الأرض من هذه القنابل ، ولكن ما من امرأة تفرط في فضيلتها إلا وهي ذنب رجل أهمل في واجبه"([8])0
"إن أساس الفضيلة في الأنوثة الحياء ، فيجب أن تعلم الفتاة أن الأنثى متى خرجت من حيائها، وتوقحت وتبذّلت ، استوى عندها أن تذهب يميناً أو أن تذهب شمالاً،والمرأة التي لا يحميها الشرف لا يحميها شيء.وكل شريفة تعرف أن لها حياتين:إحداهما العفة ؛وكما تدافع عن حياتها الهلاك تدافع عن حياتها السقوط"([9])0
([1]) رواه أحمد، وابن ماجه، وهو في " صحيح الترغيب والترغيب" للألباني رقم : (165).
([2])رواه مسلم (5538) 0
([3]) ر واه مسلم (766) 0
([4]) رواه الطبراني ، وصححه الألباني في: صحيح الجامع الصغير (4519).
([5])رواه أبو نعيم في "الحلية" ، وصححه الألباني في : " صحيح الجامع الصغير للألباني (2085).
([6])روضة المحبين لابن القيم ص: (385)0
([7])الجواب الكافي لابن القيم ص: (352)0
([8])وحي القلم للرافعي (1/182)0
([9])وحي القلم للرافعي (1/293)0
بارك الله فيك
لن أعطي رأيي
ممكن يكون خاطئ
شكرا موضوع مميز ننتظر المزيد
لن أعطي رأيي
ممكن يكون خاطئ شكرا موضوع مميز ننتظر المزيد |
لن يكون خاطئا…بإذن الله كما تعودنا عليك……..أنا أنتظر الرد منذقليل
fبارك الله فيك
اللهم آمين وجميع المسلمات والمسلمين
كنت خير خلف لخير سلف وجزاك الله أحسن الجزاء في وقت غاب فيه الحياء
|
استغفر الله…اللهم لا تؤاخذهم بما يقولون واجعلني خيرا مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون..فالحق والحق أقول لست ذلك الموصوف ..وإنما أنا طويلب علم من عامة المسلمين….جزاك الله خيرا