تخطى إلى المحتوى

شرح حديث أُنزل القرآن على سبعة أحرف لفضيلة الشيخ أبو سعيد بلعيد بن أحمد الجزائري 2024.

  • بواسطة

https://www.abusaid.net/index.php/fat…-07-28-49.html
السؤال:
ثبت أن القرآن نزل بسبعة أحرف، ثم جمع عثمان رضي الله عنه القرآن على حرف واحد.
فما المقصود هنا بالحرف؟ وهل ضاعت الحروف الأخرى؟ وهل قراءتا حفص وورش على حرف واحد رغم الاختلاف في المخارج؟
الجواب:
عن أبي بن كعب، وحذيفة بن اليمان، رضي الله عنهما عن النبي قال: {أنزل القرآن على سبعة أحرف}رواه أحمد، والترمذي وغيرهما، وهو حديث صحيح، كما في صحيح الجامع الصغير للألباني (1495).
ومعنى سبعة أحرف:
سَبْع لغات من لغات العرب من القبائل العربية (قريش، وهذيل، وتميم، والأزد، وربيعة، وهوازن، وسعد بن بكر)، مختلفة في اللفظ ولكن معناها واحد مِثل قولهم لشخص يطلبون منه المجيء، فبعض القبائل العربية تقول له: أَقْبِلْ، وبعضها تقول له: تَعَالَ، وبعضها تقول له: هَلُمَّ، وبعضها تقول له: عَجِّلْ، وبعضها تقول له: أسرعْ.
روى الطبري، وأبو يعلي، والبزار بالسند عن الأعمش قال: قرأ أَنَس هذه الآية: {إن ناشئة الليل هي أشد وَطْأ وأصوب قيلا} [المزمل:6]، فقال بعض القوم: يا أبا حمزة، إنما هي (أقوم)، فقال أنس: (أقوم) و (أصوب) و (أهيأ) واحد.
ماذا فعل الخليفة الراشد عثمان رضي الله عنه:
لَمّا توسعت الفتوحات الإسلامية، ودخل في الإسلام كثير من الأعاجم، بدأ بعضهم يختلف في تلك الأحرف السبعة، فبعضهم يفضّل حرفا وقراءة، ويُخَطِّئُ القراءة الأخرى، فخشي عثمان رضي الله عنه من اختلاف الأمّة، فاستشار الصحابة رضي الله عنهم فتوافقوا على الابقاء على حرف واحد وهو لغة قريش وإلغاء الحروف (أي القراءات) الستة، لمنع الاختلاف في القرآن الكريم، وسدًّا لباب الفتنة، وإجماعهم حُجّة، وقد قال رسول الله[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Administrateur/Local%20Settings/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image002.gif[/IMG]{إن الله تعالى لا يجمع أمتي على ضلالة، ويَد الله مع الجماعة} رواه الترمذي وغيره، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1848).
إذن فالمراد بالأحرف السبعة كلمات مختلفة الألفاظ لكنها بمعنى واحد، وليس معنى الأحرف السبعة أن بعضها تُحلِّل شيئا والأخرى تحرمه، أو أنَّ بعضها تذكر أن رجلا اسمه نوح كان رسولا، وفي قراءة أخرى أنه ليس برسول، ونحو ذلك، فهذا لا يوجد. ثم إن القراءة بالأحرف السبعة ليس بواجب وإنما أنزلها الله تعالى توسعة على الأُمّة، فلمّا دار الأمرُ بين المستحب والوقوع في الاختلاف والفتنة تُرِكَ المستحب، بل إن الشريعة الإسلامية تأمرنا بترك بعض الواجبات للمحافظة على الألفة بين المسلمين، ولعدم الوقوع في مفسدة، فقد نهى النبي[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Administrateur/Local%20Settings/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image002.gif[/IMG]الصحابة عن ضرب واستفزاز الرجل الأعرابي الذي بال في المسجد (مع أن النهي عن المنكر واجب)، محافظة على مصالح كثيرة.
معنى القراءات السبع الموجودة اليوم: وهي:
1. قراءة أبي عمرو بن العلاء.
2. قراءة عبد الله بن كثير المكي.
3. قراءة نافع المدني ـ وروى عنه قالون وورش ـ.
4. قراءة ابن عامر الشامي.
5. وقراءة عاصم الكوفي ـ وروى عنه شعبة وحفص ـ.
6. قراءة حمزة الكوفي.
فهؤلاء علماء يقرأون على حرف واحد أي على قراءة واحدة (وهي التي جمع عثمان عليها الأمة)، وإنما يختلف هؤلاء العلماء في كيفية النطق والأداء بالكلمة من تفخيم وترقيق (فعند ورش: يُفَخّم اللام في كلمة الصلاّة، وعند حفص يُرقّق)، وفي قراءة تُقرأ (إن شاء الله)، وفي قراءة بالإمالة (إن شيء الله)، وهكذا. وكقراءة من يقرأ (إبراهيم)، وهناك من يقرأ (أَبْرَاهام)، وكقراءة من يقرأ (فانظر ماذا تَّرَى) [الصافات:102]، وهناك من يقرأها (فانظر ماذا تَرِي) [الصافات:102]، إلخ…
ولمزيد من التفصيل أنظر مباحث في علوم القرآن تأليف منّاع القطّان (ص156-197)، ومنه نقلتُ أكثر هذا المبحث، والله الموفق والهادي إلى الصراط المستقيم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.