تخطى إلى المحتوى

شبح العنوسة يطارد الصحافيات الجزائريات 2024.

جريدة القبس

الجــزائـــر – نـــســيــم لـــكــحـــل:
يعيب الكثير من الملاحظين على قطاع الإعلام أنه يقوم فقط بمعالجة الظواهر الاجتماعية والقضايا المختلفة في المجتمع وفي مختلف القطاعات، في الوقت الذي يبقى مجتمع الإعلاميين أنفسهم محاطا بالسرية بالنسبة للرأي العام الذي لا يعرف عن قطاع الإعلام إلا ما يقرأه من مواضيع في الصحف أو يستمع إليه ويشاهده في القنوات الإذاعية والتلفزيونية. لعله يوجد هناك من يطرح أسئلة كثيرة عما يحدث داخل هذا المجتمع الغامض، هل هو مجتمع مثالي أم أنه كغيره من القطاعات يعج بمختلف القضايا والظواهر التي تنتشر في قطاعات أخرى.
«القبس» تحاول من خلال هذا التحقيق نفض الغبار عن أحد الجوانب المظلمة التي يتميز بها قطاع الإعلام في الجزائر على الأقل، وتطلع الرأي العام على حقيقة ما تعانيه الصحافيات الجزائريات اللواتي لسن في منأى، مثل غيرهن في باقي القطاعات وفي المجتمع ككل، عن ظاهرة العنوسة التي تضرب بأطنابها في المجتمع الجزائري ككل. لم تنجح «حلاوة» العمل الصحفي في الجزائر في إخفاء مرارة شبح رهيب يطارد الصحافيات كما في البلدان العربية الأخرى بل في كل العالم. إنه شبح العنوسة.. عينات كثيرة من صحافيات جزائريات وقعن في فخ هذا الكابوس، أو يتوجسن خيفة من الوقوع فيه، فيما لا تولي أخريات أهمية لهذا الأمر بتاتا. ولكل من هذه الفئات أسبابها في تبرير تعاملها مع هذا الموضوع.
«القبس» نقلت القضية إلى قاعات تحرير بعض الصحف الجزائرية وفاتحت صحافيين وصحافيات في القطاع، وتحدثت إلى محللين لتعرف حقيقة هذه الظاهرة في الوسط الصحفي الجزائري، لتكون بذلك أول وسيلة إعلامية عربية تفتح هذا الملف، الذي يبقى احدى الطابوقات التي لا يراد لها أن تتكسر.
ليس هناك إحصاءات رسمية أو حتى شبه رسمية عن ظاهرة العنوسة بين الصحافيات الجزائريات، كون هذا الملف يبقى ملفا مسكوتا عنه، لكن هذا لا يخفي حقيقة الظاهرة. المتواجدون داخل قطاع الإعلام أو أولئك الذين يتعاملون معه يدركون، ولو بالعين المجردة فقط، أن أغلبية الصحافيات الجزائريات غير متزوجات والقليلات منهن محظوظات وفئة أخرى من «الحائرات».. ولكل ذلك أسباب وظروف.

غرور.. ونجومية من سراب
كثيرات هن الصحافيات في الجزائر اللواتي تجاوزن سن الثلاثين من العمر، وأغلبهن يجتمعن على رأي واحد هو «حلاوة العمل الصحفي جعلتنا نتناسى الزواج». بل إن لسان حال بعضهن يقول: «لقد أوصلتنا غمرة العمل الصحفي إلى رفض كل الذين تقدموا لخطبتنا».
غير أن الظاهرة تساهم فيها احيانا الصحافيات أنفسهن، واللواتي يرفضن عروض الزواج لعدة أسباب، مثلما فعلت حياة، التي بلغت الثانية والثلاثين من العمر، ولم تتزوج بعد. حياة جاءت من ولاية قسنطينة في شرق البلاد، لتؤجر بيتا مع زميلات لها في العاصمة. تقول: «رفضت كل من تقدم لخطبتي، سواء من بلدتي أو من أقاربي، لأنني كنت أرى في الزواج تقييدا لي ولعملي.. الزواج في مدينتي معناه الابتعاد عن الصحافة التي أحبها.. ولكنني الآن نادمة وأبحث عن زوج مناسب يتفهم عملي، حتى لو كان أكبر مني سنا».
وتضيف حياة أنها مقتنعة الآن بأن الإنسان يجب عليه أن يختار مستقبله العائلي قبل مستقبله المهني «فالأول يبقى والثاني يفنى، خاصة بالنسبة للمرأة».
لكن هذه النصيحة لم تصل بعد إلى آذان منال، وهي صحافية في الثامنة والعشرين. تحدثنا قائلة: «لقد رفضت من تقدم لي لأنهم طلبوا مني التوقف عن العمل بالصحافة واختيار مهنة أخرى، اقترحوا علي جميعا التعليم كمهنة، وهو ما رفضته دوما، ورغم إصرار أهلي على تزويجي فإني أرفض الأمر دوما ولن أختار مهنة غير الصحافة».. تركناها مع منطقها هذا وقلنا لها نتمنى أن نلقاك بعد سنتين أو ثلاث وأنت ما زلت ثابتة على رأيك.
المهم أن يكون متفهما
هناك فئة أخرى تشكل بدورها رقما في معادلة ظاهرة العنوسة في الوسط الصحفي، إنها فئة الصحافيات القادمات من المناطق والمدن الداخلية في الجزائر. والحديث إلى بعضهن كشف عن وجه آخر للقصة، فهؤلاء فضلن الزواج بعد أن أرهقهن العمل ومستلزمات العيش في العاصمة.
إنهن الأكثر إقبالا على الزواج بحثا عن الاستقرار، فحياتهن لم تعرف الاستقرار، فهن إما يقمن بطرق غير شرعية في الإقامات الجامعية، أو أنهن يستأجرن بيوتا صغيرة في قلب العاصمة وهو ما يكلفهن مبالغ باهضة، وأعباء تجعلهن يفكرن في الارتباط لعدم قدرتهن على مواجهة تكاليف الحياة، وعندها يصبح شكل العريس ومستواه ليسا من الأهمية بما كان بقدر ما يهم أن يكون موظفا أو عاملا. لكن هناك شرطا واحدا يبقى قائما وهو أن يبقين في الصحافة، ومن أجل ذلك لم تعر تلكم الصحافيات أهمية لشخصية الزوج ومستواه التعليمي أو الاجتماعي، المهم أن يتفهم ظروف مهنتهن، ووفقا لهذه الشروط فإن هؤلاء الصحافيات قبلن بالزواج من زملاء في المهنة على اعتبار أنهم أعرف بظروف العمل وسيلتمسون لهن أعذارا.
لا نثق في بنات «الصحافة»؟!
لكن يبقى هناك رأي «نشاز» في معادلة العنوسة في الوسط الصحفي تمثله البعض. فهؤلاء، ولاعتبارات الإقامة في العاصمة والتمسك بالمهنة وحصولهن على أجور محترمة، يقلن بأنهن لا يفكرن في الزواج الآن، بل إن منهن من تقول بأن تأخرها في الزواج لا يضيرها في شيء.
لكن هذا الواقع لا ينفي وجود أمثلة عن صحافيات تزوجن من خارج المهنة وبقين في مواقع عملهن، منهن أمهات زاد حجم مسؤولياتهن العائلية لكنهن لم يتركن الصحافة. كما لا ينفي ذلك الواقع وجود رجال متدينين ومحافظين، ارتبطوا بصحافيات ملتزمات أيضا وتركوهن يواصلن مهنتهن.
كثير من الرجال الذين تحدثنا إليهم من داخل المهنة وخارجها، كان لسانهم حالهم يقول بأنه «من الأفضل الابتعاد عن الارتباط بالصحافيات سواء في الجزائر أو غيرها».
يمثل هذا الرأي كريم الذي يقول «كثرة اختلاطهن واحتكاكهن بالرجال تجعلني لا أثق فيهن.. أنا لست ألقي كلامي عليهن كلهن ولكن الملاحظة التي يرسمها الجميع عنهن هي هذه التي قلتها وسيقولها لكم غيري».
ولعل ما اكتشفناه خلال مراحل انجاز هذا التحقيق هو أن الرجال العاملين داخل الحقل الاعلامي لديهم نظرة أكثر قسوة على غيرهم الذين يوجدون خارج القطاع، حيث يقول مسعود (لا يزال يبحث عن شريكة حياته) إن تجربته التي تعدت السبع سنوات في العمل بين الصحافة المكتوبة والإذاعة ثم التلفزة جعلته يأخذ صورة كاملة عن «الزوجة الصحافية». ويضيف : «لا يمكنها أن تكون زوجة فيما يجمع الزوجين من هموم وواجبات وحقوق أخرى».
زواج مصلحة
وإذا كان رأي الصحافيين يستمد خلفيته من نظرية «ليس من رأى كمن سمع»، بحكم معايشتهم لواقع هذه المهنة، فإن «الصحافية مشروع الزوجة» في نظر الرجال من خارج المهنة يختلف تماما، حيث يبقى قطاع الاعلام يحاط بالكثير من المثالية الزائفة لدى عموم الناس، الذين لا يزالون ينظرون إلى الصحافيين والصحافيات على أنهم من الطبقة الراقية في المجتمع وأنهم من علية القوم. وهكذا من الأحكام المسبقة، ولعل هذه الفئة هي التي تتسابق على الظفر بشريكة العمر الصحافية التي يراها مسبقا تلك المرأة القوية المثقفة ذات العلاقات الواسعة مع المسؤولين في الوزارات والحكومة والرئاسة وربما حتى الجيش. وهكذا يفكر كثيرون ممن يرون في الزواج المصالح المادية لا الاستقرار النفسي والجنسي.
يقول المحلل نصر الدين جابي، وهو دكتور في علم الاجتماع في جامعة الجزائر، إن الاعتزاز بالنفس بسبب المستوى التعليمي العالي والمستوى المهني المرموق الذي تصل إليه الصحفيات كان وراء وقوعهن في دائرة العنوسة. ويضيف: «الظاهر أنهن لم يتمكن من التوفيق بين مهنتهن والنجاح الذي وصلن إليه وبين مهمة إنشاء بيت وتكوين أسرة من زوج وأبناء». ومن ناحية أخرى ينظر الدكتور جابي للعلاقة بين هؤلاء الصحافيات والرجال داخل المجتمع على أنها علاقة «عقاب»، ويقول «يبدو أن المجتمع الرجالي الجزائري عاقب هؤلاء النسوة بالعنوسة حيث أعرض عن الزواج منهن لأنه يرى فيهن ندا له بسبب مستواهن التعليمي والمهني، وهذه المراتب المتميزة التي وصلن لها يرى فيها المجتمع الرجالي خطرا يهدد كيانه ووجوده»

ليست الصحفيات وحدهن من يعانين شبح العنوسة فأغلب فتياتنا قابعات في بيوت أبائهن أو خرجن للبحث عن رجل يأتي لخطبتهتن
في وقت قلت فيه ذات الدين و كثرت الكاسيات العاريات والله المستعان

العنوسة تبع في كل الفتيات راهم دكتورات وبلى زواج الزواج صعب الجال بلى خدمة والنساء بلا زواج

موضوع قيم شكرا لك

ياودي العنوسة سببها بطالة الشباب

و عمل النساء المُيسر جدا

و غلاء الاسعار و خصوصا الذهب

و المبالغة في المهر و التقاليد المُكلفة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.