تخطى إلى المحتوى

سي الحواس كان لا يشفق على مثيري الفتنة 2024.

المجاهد محمد نويبات لـ"الشروق":

سي الحواس كان لا يشفق على مثيري الفتنة والجهوية بين الجنود

اغتيال العقيد شعباني جريمة لا تغتفر

أكد الضابط في جيش التحرير الوطني محمد نويبات، من بوسعادة ولاية المسيلة، أن الشهيد سي الحواس كان معروفا بصرامته إزاء كل من يحاولون زعزعة صفوف جنود جيش التحرير الوطني من خلال إثارة الحساسيات الجهوية أو حب الزعامة، وأنه كان يحرص حرصا شديدا على التأكيد على أن الجميع سواسية.
وأضاف المجاهد نويبات المعروف بنضاله المستميت ضد الاستعمار الفرنسي بالولاية السادسة، حيث كان ينشط تحت مسؤولية سي الحواس قائلا: يقال إنه كان لا يملك شفقة في قلبه تجاه من يخطئ، خاصة فيما يتعلق بأمور الجهوية والتفرقة، ويروى أن جنديا شكا إليه أحدَ الرفقاء في الجهاد والذي قلل من مكانته ووزنه، فأمر سي الحواس بإعدامه، فقد كان الرجلُ يردد دائما "كلنا جزائريون ولا أحد أفضل من الآخر"، كما كان يحثنا على الجهاد إلى آخر نبض في عروقنا قائلا: "كانت تعليماته واضحة، كان يوصينا بالجهاد إلى آخر قطرة دم".
وتحدث المجاهد نويبات مطولا عن سي الحواس الذي كان مسؤولا للولاية التاريخية السادسة، مشيرا إلى أنه كان يتفقد ويراقب كل شيء بنفسه، حيث كان يتفقد الكتائب، ويخصص أسبوعاً لكل كتيبة من الكتائب التي تنشط تحت تعليماته في الولاية التاريخية السادسة.
وذكر محمد نويبات الذي انخرط في صفوف جيش التحرير منذ 1956 إلى غاية استقلال الجزائر أن سي الحواس لم يكن يتنقل لوحده، بل كان يرافقه 12 جندياً في تحركاته وتنقلاته، وهي المجموعة التي استشهدت معه في معركة جبل "ثامر" رفقة الشهيد عميروش، مشيرا إلى أن الغموض مازال يخيّم على طريقة استشهاد الرجلين والجنود الذين كانوا معهما، فمنهم من يقول بأن الرجلين تعرضا لخيانة، ومنهم من يقول بأنه وشي بهم من خارج البلد، ويروّج بعض الذين عايشوا المرحلة أن الحركة التي قام بها جندي، بينما كانوا بجبل ثامر نبّهت عساكر العدو الفرنسي إلى تواجدهم بالمنقطة، فقاموا بمحاصرتهم".
وتابع محمد نويبات قائلا: "عندما استشهد سي الحواس وعميروش، اعتقدت فرنسا بأنها قضت على الثورة في تلك المنطقة، ولكن رجال الولاية السادسة كانوا أكفاء فواصلوا على خطى ودرب سي الحواس، مشيرا إلى أنه وبعد استشهاد سي الحواس تم تعيين نائبه نور الدين مناني مسؤولا على المنطقة، ثم استقدموا مجاهدا آخر يدعى الطيب الجيلالي وبعدها سعيد مسعود، ولأنهم لم يتفقوا حول تنصيبه كمسؤول عن المنطقة، قاموا بتنصيب العقيد شعباني.
ولم يفوّت المجاهد فرصة لقائه بنا ليُدلي برأيه في قضية اغتيال العقيد شعبني: "اغتيال شعباني جريمة لا تغتفر، العقيد شعباني كان يلقب بذئب الصحراء، طهر المنطقة في من الاستعمار، وعجز الاستعمار عن الإطاحة به، ولكن إخوانه قضوا عليه بعد الاستقلال للأسف".
وأضاف المجاهد محمد نويبات متحدثا عن انخراطه في صفوف جيش التحرير الوطني، حيث فضّل الالتحاق بمعاقل الثورة بدل التجنّد في الجيش الفرنسي، وتوجّه إلى الجبل بعد أن أحضر قطعتيْ سلاح وبعض المؤونة للمجاهدين، ورغم أنهم رفضوا انضمامه إلى الثورة بسبب صغر سنه، إلا أنه أصرّ وقال لهم: "إذا عدت فستأخذني العساكر الفرنسية، وأنا أفضِّل الموت معكم على أن انخرط في صفوف الجيش الفرنسي"، فتركوه لثلاثة أيام أملاً في أن يعدل عن قراره، وعندما لاحظوا إصراره قبلوا طلبه، وهنا بدأت مسيرة كفاح الشاب نويبات الذي كان قد مكث في السجن الفرنسي قبل تلك الفترة.
وختم المجاهد نويبات الذي التحق بجبهة الكفاح بمنطقة بوسعادة حديثه بقوله: "في وقتنا لم نكن نسعى لا إلى المال ولا إلى المناصب ولا إلى أي شيء آخر، كان هدفنا الوحيد هو الاستقلال وفقط، ولا شيء آخر، لا نسعى إلى أيّ شيء والجزائر هي هدفنا والمهم أن نعيش في أمن واستقرار"، والآن في ظل الحقد الذي تكيده لنا العديد من الدول في مقدمتها فرنسا، قائلا: "سمومها مازالت في جسدنا وهي ماتزال حاقدة علينا".

شكرررررررررررررررررررررررررررا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.