تخطى إلى المحتوى

سبب ظهور الجماعت الإسلامية في الجزائر 2024.

مقتطفات من كتاب الجماعات الإسلامية في الجزائر تاريخ ودراسة

ـ سبب ظهور الجماعات الإسلامية:
إن الجزائر كغيرها من كثير من بلاد العالم، استُعمِرت من العدو الكافر، وبقِيَت تحت وطأة استعماره زهاء 132سنة ( 1830– 1962) فدَمَّر العقول والأبدان، وفجّر القرى والبلدان، ولماّ كان مقرّراً أنّ الأمور إذا تغيّرت لا تبقى على ما هي عليه، قرّر المجاهدون الأحرار، والأشاوس الأبطال، من أبناء بلدنا الحبيب أخذَ مشعلِ التَحَرُّر والجهاد في سبيل الله تعالى، فلاقَوا في سبيل ذلك ما لقَوا، وبذلوا أعزّ ما يملكون من غالٍ ورخيص ونفس ونفيس، حتّى جاءهم النصر العزيز من اللطيف الخبير، وعند الاستقلال أدرك العقلاء في هذه البلاد أنّ المستَعْمِرَ "المستدمر" قد دمّر كلّ الصفات التي كان يتمتّع بها الشعب الجزائري المسلم، لا علم، ولا لغة، ولا استقلال في اتخاذ القرارات، فالأمّية ضربت أطنابها، حتى مسّت معظم شرائح المجتمع ، واللغة اختلطت بغيرها، حتى أصبحنا من غير لغة تمثلنا إلاّ حروفا من هنا وهناك، عربية وعامية وقبائلية وفرنسية، اختلطت علينا اللغات واللهجات، حتى أصبح أشقاؤنا العرب لا يفهمون كلامنا إلاّ إذا سقناه باللغة الفُصْحَى الطليقة ومن هو الذي يحسنها؟ ووصل القادة الذين سُلّم لهم مشعل التحرر والجهاد في سبيل الله إلى الحكم ومكان صنع القرار، وكان في ظنّ العلماء، والسياسيين الخبراء، أنّ المبادئ التي ستُحكم بها البلاد هي المبادئ الواردة في بيان أوّل نوفمبر والذي جاء في بنده الأوّل:- ( إقامة الدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية ذات السيادة ضمن إطار المبادئ الإسلامية ) ذلك البيان الذي كتب بجماجم الشهداء وبدمائهم الزكيّة طوال قرون من الجهاد ضدّ الصليبية ومن انضوى تحت لوائها، ولكن وقع ما لم يكن في الحسبان، فالرجال الذين سُلّمت لهم مقاليد الحكم واتخاذ القرارات جاءونا بأفكار يسارية أو فرانكو شيوعية، لا تمتُّ للإسلام ولا لثقافتنا وتقاليدنا بصلة، فنهـض عندها شيـوخ الدعـوة والخيـر في الجزائر من بقايا جمعية العلماء المسلمين بقيادة الشيخ العلامة البشير الإبراهيمي رحمه الله الذي لم يصبر على هذه التغييرات التي حصلت، ولا على الأفكار الشيوعية التي دخلت، فقال معلنا صراحة في بيانه الشهير، الذي منه أدرك العقلاء بأنّ للشيخ رحمه الله فراسة ثاقبة، كيف لا وهو ينبئ أصحاب القرار في هذه البلاد بأنّ الجزائر لو لم ترجع إلى دينها ولغتها وثقافتها فهي لا محالة تتدحرج نحو حرب أهلية ضروس تدمّر كلّ شيء وهو ما حدث فعلا بعد ذلك بثلاثة عقود وقليل، وهذا نص البيان كما جاء، قال رحمه الله:

كتب الله لي أن أعيش حتى استقلال الجزائر ويومئذ كنت أستطيع أن أواجه المنيّة مرتاح الضمير، إذ تراءى لي أني سلمت مشعل الجهاد في سبيل الدفاع عن الإسلام الحق والنهوض باللغة- ذلك الجهاد الذي كنت أعيش من أجله – إلى الذين أخذوا زمام الحكم في الوطن ولذلك قررت أن ألتزم الصمت، غير أني أشعر أمام خطورة الساعة وفي هذا اليوم الذي يصادف الذكرى الرابعة والعشرين لوفاة الشيخ عبد الحميد بن باديس –رحمه الله – أنّه يجب عليّ أن أقطع الصمت، إن وطننا يتدحرج نحو حرب أهلية طاحنة ويتخبط في أزمة روحية لا نظير لها ويواجه مشاكل اقتصادية عسيرة الحل، ولكنّ المسؤولين فيما يبدو لا يدركون أن شعبنا يطمح قبل كل شيء إلى الوحدة والسلام والرفاهية وأن الأسس النظرية التي يقيمون عليها أعمالهم يجب أن تُبعث من صميم جذورنا العربية والإسلامية لا من مذاهب أجنبيّة، لقد أَنَّ للمسؤولين أن يضربوا المثل في النزاهة وألاّ يقيموا وزنا إلا للتضحية والكفاءة وأن تكون المصلحة العامة هي أساس الاعتبار عندهم، وقد أَنَّ أَنْ يُرجع إلى كلمة الأخوة التي ابتذلت –معناها الحق– وأن نعود إلى الشورى التي حرص عليها النبيّ ، وقد أنّ أن يحتشد أبناء الجزائر كي يشيّدوا جميعا مدينة تسودها العدالة والحرية، مدينة تقوم على تقوى من الله ورضوان.
الجزائر في 16 أبريل – نيسان 1964.توقيع: محمّد البشير الإبراهيمي رئيس جمعية العلماء الجزائريين
وقال الشيخ الإمام عمر العرباوي رحمه الله « من الأشياء التي حار فيها المفكرون والعقلاء، واندهش لها الجميع هو انحراف بعض الشباب الجزائري من بعد الاستقلال عن مبادئ الإسلام.
كان الشعب متمسكا به ومعتمدا عليه في حرب التحرير، فبرزت الخصائص الإسلامية فيه سليمة لم تتأثّر بما لابسها من سيطرة الاستعمار طيلة قرن وربع، فكان الإيمان بالله يحذوا المجاهدين إلى ساحة القتال فظهرت الشجاعة النادرة والبطولة الخالدة والوحدة الشاملة وكلّ المميزات الإسلامية التي كانت لأسلافهم الأمجاد من إقدام وتضحية في سبيل الله، وثبات ورحمة بالضعفاء أدى فيها كلّ مواطن واجبه الديني وهو الذي كان سببا في نصرته على الاستعمار…
ولمّا تمّ الانتصار على العدوّ وطُرِدَ من البلاد، أخذ الجزائريون زمام الحكم بأيديهم، ولكن سرعان ما تنكّر بعض الشباب للدّين ولعوائده وأخلاقه، وقطعوا صلتهم به، لعبت المادّة والشهوات بعقولهم فراجت موجة ناتجة من الإلحاد كادت أن تعمّ طبقات الشعب، وأصبح الإسلام يُتَّهَمُ بالرجعية والتأخّر واختلط الذكور بالإناث في العمل والدراسة، وفُتحت على مصراعيها للأفكار الهدامة والإباحية المطلقة، فتحوّل المجتمع إلى مجتمع غربي في عوائده ولغته وأخلاقه، وأصبحنا في كلّ يوم نرى تدهور الشباب نحو الرذيلة والفساد، لأنه لا يريد إلاّ الهوى المضلل، وإطلاق العنان لشهواته العارمة التي لا تعرف الحدود.. وترك الأخلاق الفاضلة التي كانت لأجدادهم وأسلافهم والتي حفظت المجتمع الجزائري منذ فجر التاريخ إلى الثورة المظفرة الكبرى، فبهذه الأخلاق الحميدة برز المجاهدون الأبرار ورأينا قانون الإسلام هو السائد على البلاد كلّها…»
وقال الشيخ أحمد سحنون رحمه الله « وثورة نوفمبر 1954 كانت إسلامية في روحها وفي هدفها النهائي حين أعْلَنَت أنّ الاستقلال يعني بناء دولة ديمقراطية اجتماعية في إطار المبادئ الإسلامية ضمن بيان الفاتح من نوفمبر 1954. ليس عبثا أن سمي القتيل من الثوار شهيدا والمقاتل مجاهــداً، وأنّ أذان بدأ المعركة كان " الله أكبر " ولما حقق الشعب النصر المبين وجاء الاستقلال وعادت السيادة وقع العمل على إبعاد الإسلام من أن يكون مصدر إلهام للذين تحملوا وزر صياغة معالم مستقبل الجزائر المسلمة التي دفعت قوافل الشهداء لتبقى مسلمة، وترتبت عن إبعاد الإسلام النتائج التالية:
ا – التغريب في الثقافة حيث يرى كلّ ملاحظ منصف أنّ ما انتشر من العناصر الثقافية الاستعمارية بعد الاستقلال لم يَتَأَتَّ للاستعمار يوم كان يباشر العملية بنفسه رغم إمكاناته الكبيرة التي سخّرها.
ب – تهميش الطاقة الشعبية والعناصر المخلصة وأصبح مصير الشعب يُقرّر دون أن يكون له رأي أو مساهمة فعلية حرّة في صنع حاضره والتخطيط لمستقبله وهذا ما فوّت تلك الفرصة التاريخية على الشعب للانطلاقة الحضارية التي توفرت لها الشروط اللازمة من العناصر البشرية على الموارد المالية المعتبرة على العقيدة الجامعة المحفزة.
ج – اتباع المنهج الاستبدادي في تسيير شؤون البلاد وهو ما جعل النظام يحرم الوطن من كفاءات معتبرة لأبنائه المخلصين، كما اضطرته هذه السياسة إلى رفض كلّ صوت ناقد يتجاهله أحيانا ويسكته بالقوة أحيانا.
د – وإبعاد الإسلام عَزَلَ النظام عن الإرادة الشعبية التي كان ينبغي أن يستمد منها الشرعية التي يمنحها الشعب عن الاختيار الحر، لا المصادقة على ما يقرّر في غيابه، وعندما يفقد النظام الدعم الشعبي يلجأ إلى البطش تارة وإلى الإنتفاعيين تارة أخرى»

ـ الجماعات الإسلامية في الجزائر :
إن التيّار الإسلامي في الجزائر بعد الاستقلال كان مُمَثَّلًا في بقايا «جمعية العلماء المسلمين» التي كان على رأسها الشيخ العلامة البشير الإبراهيمي رحمه الله و«جمعية القيّم الإسلامية» التي أُسست بعدما غادرت فرنسا تراب الجزائر والتي كان يَرأسُها الشيخ التيجاني الهاشمي رحمه الله، والجزائر سياسيا كانت ممثلة بحزب ( جبهة التحرير الوطني) هذا الحزب الذي كان مسيطرا على الدولة ومؤسساتها، وكانت كل السلطات تحت يديه، وكان هذا الحزب يضمّ بين ظهرانيه خليطا من اليساريين والفرانكفونيين الذين عمدوا منذ الاستقلال على استئصال الجزائر من الدائرة العربية والإسلامية وفرضوا توجهاتهم الفرانكوشيوعية على الإعلام ومناهج التعليم وقاموا بإلغاء التعريب ومعاهد التعليم الأصلي، وفي هذه الأثناء بدأت شرارة المعارضة تظهر للعيان حيث أصدر الشيخ البشير الإبراهيمي رحمه الله بيانه الشهير سنة 1964 والذي اعتبر فيه أنّ ابتعاد الدولة الجزائرية عن روح ثورة نوفمبر الإسلامية سيدخل الجزائر في حرب أهلية ضروس وهو ما حدث بعد ذلك بثلاثة عقود ونيف، وممّا جاء في هذا البيان قوله « إن وطننا يتدحرج نحو حرب أهلية طاحنة ويتخبط في أزمة روحية لا نظير لها ويواجه مشاكل اقتصادية عسيرة الحل، ولكنّ المسؤولين فيما يبدو لا يدركون أن شعبنا يطمح قبل كل شيء إلى الوحدة والسلام والرفاهية وأن الأسس النظرية التي يقيمون عليها أعمالهم يجب أن تبعث من صميم جذورنا العربية والإسلامية لا من مذاهب أجنبيّة». وبعد إصدار الشيخ لهذا البيان ألقي عليه القبض ووضع تحت الإقامة الجبرية بتهمة «جريمة رأي » «وقطع عنه الراتب الشهري وبقيّ كذلك بدون راتب وتحت الإقامة الجبرية إلى أن وافته المنية » وبعد وفاته رحمه الله تَوَلىَّ الشيخ عبد اللطيف سلطاني رحمه الله قيادة الاتجاه الإسلامي المعارض لتوجهات الدولة ولاقى في سبيل ذلك ما لاقى من سجن واضطهاد.
ثمّ بعد هذه المرحلة توسع نشاط الحركة الإسلامية إلى الدفاع عن الإسلام في الجبهة السياسية والثقافية والإعلامية والأكاديمية وكان أهمّ ما ميّزها أنّها كانت حركة واحدة غير متفرقة ولا منقسمة على نفسها، ولم تكن هناك عناوين متباينة ومختلفة لدعاة المشروع الإسلامي، بل كثيرا ما كانت اجتماعات الإسلاميين في المساجد والجامعات تشهد وجود كلّ من الشيخ أحمد سحنون رحمه الله تعالى والشيخ عباسي مدني والشيـخ محفوظ
نحنـاح رحمه الله والشيـخ علـي بن حاج والشيخ عبـد الله جاب الله
والشيخ محمد السعيد رحمه الله وغيرهم، فقد كان الجميع ينتمي إلى العنوان الإسلامي العام أو بالأحرى يستوي في ذلك الإخواني كمحفوظ نحناح ممثّل تنظيم «الإخوان المسلمين العالمي» وعبد الله جاب الله ممثل «الإخوان المسلمين المحلي أو الإقليمي» والسلفي كعلي بن حاج، والفكري الحضاري كعباسي مدني ومحمد السعيد، ولم تكن المنطلقات الفكرية تفرّق بين رجالات الحركة الإسلامية الجزائرية والتي كانت ذات إطار واحد.
وفي هذا الوقت تحديدا كانت الحركة الإسلامية الجزائرية من أقوى المعادلات السياسية، وقد ساعدها على قوتها التربة الإسلامية في الجزائر، وإخفاق الحكومات المتعاقبة في مشاريعها التنموية والنهضوية بالإضافة إلى البطالة التي مسّت أغلب شرائح المجتمع وخاصّة منهم الشباب ( البطالة ما يقارب 2 مليون، أزمة سكن ضربت الرقم القياسي، عدم تمكّن الشباب من الزواج، أزمة اقتصادية خانقة) بالإضافة إلى ذلك فإنّ الأُحادية السياسية والبيروقراطية التي ميّزت الجزائر بعد الاستقلال دفعت بالناس إلى التعاطف مع من يدافع عنهم وعن حريتهم المسلوبة وثروتهم المغتصبة وإسلامهم المستباح وهذه العناوين كلها كانت الحركة الإسلامية الجزائرية تطالب بها.
هذا… وقد وقع وأن انطلقت مبادرات كثيرة من الشيوخ في السعي لجمع الحركات والجماعات وتنظيمها تحت تنظيم واحد، وكانت لهم أنشطة دعوية وأحداث وتجمعات عُدّت إرهاصات لقيام جماعات وحركات إسلامية يجدر بنا التنبيه عليها.

الجيريا

الجيريا

الجيريا

الجيريا

الجيريا

ி ιllιl رمضًــــآن كــَريـــمَ (( ^_^ ))

الجيريا

شكرا جزيلا ياأخخخخخخخخخخخخخخي

جزاك الله خيرا

اللهم افرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين

آميـــــــــــــــــــــــــــــــن اللهم إنا نسألك حسن الختام

اللهم انصر الاسلام و المسلمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.