و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال :
هل ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه قال فيما معناه:
(بأن اختلاف العلماء والأئمة رحمة)
أفتونا في ذلك؟
الجواب :
لم يأت هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم، إنما هذا من كلام بعض السلف، الاختلاف في الصحابة رحمة
والصواب أن الاختلاف ابتلاء وامتحان، والرحمة في الجماعة والاتفاق، ولكن الله سبحانه يبتلي عباده بالخلاف
حتى يتبين الراغب في الحق والحريص على التفقه في الدين ومعرفة الدليل
قال جل وعلا: ..وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ.. (118-119) سورة هود
فجعل الرحمة للمجتمعين
قال تعالى: وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ.. (103) سورة آل عمران
فالاختلاف ابتلاء وامتحان والتعاون على البر والتقوى من الرحمة
وفق الله الجميع.
المصدر :موقع الشيخ ابن باز رحمه الله
السؤال :
يقول السائل : هل الخلاف رحمة كما نسمع ؟
الجواب:
من قال أنه رحمة ؟ الله جلّ وعلا يقول :
(( وَلا يَزَالون مُختلفين ــ إلاّ من رّحم ربّك )) استثنى (( إلاّ من رّحم ربّك )) من المختلفين
فدّل على أنّ الرحمة في الإتفاق ، الرحمة في الإجتماع وليست في الخلاف
(( ولا يزالون مُختلفين ــ إلاّ من رّحم ربّك )) . [ هود الآية 118 ـ 119 ] .
نعم .
المصدر :
شرح السنّة للإمام البربهاري رحمه الله
لفضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله
ما صحة حديث اختلاف أمتي رحمة
سؤال : بلغني عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أنه قال :
( اختلاف أمتي رحمة) فهل هذا صحيح ؟
الجواب :
ليس بصحيح، ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هو من كلام بعض التابعين، والنبي صلى الله عليه ولم يقل هذا
بعض التابعين قال: ما أرى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اختلفوا إلا رحمةً من الله، يعني حتى يضبط المجتهد
ويتأمل الدليل فالاختلاف بين العلماء فيه مصالح للمسلمين وإن كان الاجتماع أفضل وأحسن، الاجتماع فيه الرحمة والخير
كما قال الله جل وعلا: ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك.
فالرحمة مع الجماع، ولكن إذا وجدت المسألة التي فيها اختلاف بين العلماء فعلّ العالم أن ينظر في الدليل وأن يجتهد في
ترجيح ما قام عليه الدليل، وليس له أن يتساهل في هذا الشيء، ولا يتبع هواه، بل ينظر في الأدلة الشرعية وما رجح عنده في
الدليل أنه هو المراد في الشرع عمل به، سواء كان المسألة فيها قولان أو ثلاثة أو أربعة يتحرى الأدلة الشرعية من الآيات
والأحاديث وينظر بعين البصيرة، وبالتجرد عن الهوى والتعصب فمتى رجح عنده أحد القولين أو الثلاثة أخذ به.
للشيخ ابن باز رحمه الله تعالى
رد العلامة الألباني على شبهة الاستدلال بمقولة
((اختلاف أمتي رحمة))
ونسبتها للنبي صلى الله عليه وسلم
حيث قال رحمه الله :
(( 1- قال بعضهم : لا شك أن الرجوع إلى هدي نبينا صلى الله عليه وسلم في شؤون ديننا أمر واجب ، لا سيما فيما كان منها
عبادة محضة لا مجال للرأي والاجتهاد فيها ؛ لأنها توقيفية ؛ كالصلاة مثلاً ، ولكننا لا نكاد نسمع أحداً من المشايخ
المقلدين يأمر بذلك ، بل نجدهم يُقرِّون الاختلاف ، ويزعمون أنه توسعة على الأمة ، ويحتجون على ذلك بحديث – طالما
كرروه في مثل هذه المناسبة رادين به على أنصار السنة – : (( اختلاف أمتي رحمة )) ، فيبدو لنا أن هذا الحديث يخالف
المنهج الذي تدعو إليه ، وألفت كتابك هذا وغيره عليه
فما قولك في هذا الحديث ؟
الجواب من وجهين :
الأول : أن هذا الحديث لا يصح ، بل هو باطل لا أصل له ؛ قال العلامة السبكي : (( لم أقف له على سند صحيح
ولا ضعيف ، ولا موضوع )) .
قلت : وإنما روي بلفظ : (( … اختلاف أصحابي لكم رحمة )) .
و (( أصحابي كالنجوم ؛ فبأيهم اقتديتم اهتديتم )) .
وكلاهما لا يصح : الأول واه جدًّا ، والآخر موضوع
وقد حققت القول في ذلك كله في (( سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة )) ( رقم 58 و 59 و 61 ) .
الثاني : أن الحديث مع ضعفه مخالف للقرآن الكريم ، فإن الآيات الواردة فيه – في النهي عن الاختلاف في الدين ، والأمر
في الاتفاق فيه – أشهر من أن تذكر ، ولكن لا بأس من أن نسوق بعضها على سبيل المثال
قال الله تعالى : (( وَلا تَنازَعُوا فَتَفشَلُوا وَتَذهَبَ رِيحُكُم ))
وقال : (( وَلا تَكُونوا مِنَ المُشرِكينَ * مِنَ الذينَ فَرَّقوا دينَهُم وَكانوا شِيَعاً كُلُّ حِزبٍ بِما لَديهم فَرِحون ))
وقال : (( وَلا يَزالُونَ مُختَلِفينَ * إلا مَن رَحِمَ رَبُّكَ ))
فإذا كان من رحم ربك لا يختلفون ، وإنما يختلف أهل الباطل
فكيف يعقل أن يكون الاختلاف رحمة ؟1
فثبت أن هذا الحديث لا يصح ، لا سنداً ولا متناً ، وحينئذٍ يتبين بوضوح أنه لا يجوز اتخاذه شبهة للتوقف عن العمل
بالكتاب والسنة الذي أمر به الأئمة )) .
انتهى كلامه رحمه الله تعالى .
وقد وضع الشيخ رحمه الله حاشية على قوله في الفقرة الأخيرة عند قوله (( فثبت أن هذا الحديث لا يصح ، لا سنداً ولا متناً ))
بقوله : (( ومن شاء البسط في ذلك فعليه بالمصدر السابق )) أهـ
يعني رحمه الله سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة رقم 58 و 59 و 61 .
وقد تكلم الشيخ الألباني رحمه الله حول هذا الاختلاف
في سلسلته الضعيفة
فقال رحمه الله :
قال العلامة ابن حزم رحمه الله :
في ( الإحكام في أصول الأحكام ) (5 –64)
بعد أن أشار إلى انه ليس بحديث :
(وهذا من افسد قول يكون لانه لو كان الاختلاف رحمه ، لكان الاتفاق سخطا وهذا ما لا يقوله مسلم
لأنه ليس إلا اتفاق أو اختلاف ،وليس إلا رحمه أو سخط )
و قال في مكان آخر :
وان من آثار هذا الحديث السيئة أن كثير ا من المسلمين يقرون بسببه الاختلاف الشديد الواقع بين المذاهب الأربعة
ولا يحاولون أبدا الرجوع بها إلى الكتاب والسنة الصحيحة ،كما أمرهم بذلك أئمتهم رضي الله عنهم ،بل إن أولئك
ليرون مذاهب هؤلاء الائمه رضي الله عنهم إنما هي كشرائع متعددة .يقولون هذا مع علمهم بما بينها من اختلاف
وتعارض لا يمكن التوفيق بينها إلا برد بعضها المخالف للدليل ،وقبول بعضها الآخر الموافق له ،وهذا ما لا يفعلون .
وبذلك فقد نسبوا إلى الشريعة التناقض .وهو وحده دليل على انه ليس من الله عز وجل لو كانوا يتأملون قوله تعالى في حق القران :
(ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثير ا)
فالآية صريحة في أن الاختلاف ليس من الله فكيف يصح إذن جعله شريعة متبعة ورحمه منزله !
وبسب هذا الحديث ونحوه ظل اكثر المسلمين بعد الائمه الاربعه إلى اليوم مختلفين فكثير من المسائل الاعتقاديه والعلمية
و لو انهم يرون أن الخلاف شر ؛كما قال ابن مسعود وغيره رضي الله عنهم ،ودلت على ذمة الآيات القرآنية ،والأحاديث
النبوية الكثيرة ؛لسعوا إلى الاتفاق ،ولأمكنهم ذلك في اكثر هذه المسائل بما نصب الله تعالى عليها من الادله التي يعرف
بها الصواب من الخطأ ،والحق من الباطل ،ثم عذر بعضهم بعضا فيما قد يختلفون فيه .
ولكن لماذا هذا السعي وهم يرون أن الاختلاف رحمه ،وان المذاهب على اختلافها كشرائع متعددة وان شئت أن ترى اثر
هذا الاختلاف ،والإصرار عليه ،فانظر إلى كثير من المساجد ؛تجد فيها أربعة محاريب ،يصلي فيها أربعة من الائمه
ولكل منهم جماعه ينتظرون الصلاة مع إمامهم كأنهم أصحاب أديان مختلفة وكيف لا وعالمهم يقول :إن مذاهبهم كشرائع متعددة يفعلون ذلك
وهم يعلمون قوله صلى الله عليه وسلم : :
(إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة )
ولكنهم يستجيزون مخالفة هذا الحديث وغيره محافظه منهم على المذهب
كأن المذهب معظم عندهم ومحفوظ اكثر من أحاديثه عليه الصلاة والسلام .
وجمله القول ؛إن الاختلاف مذموم في الشريعة ،فالواجب محاولة التخلص منه ما أمكن ؛لانه من أسباب ضعف الأمة ؛
كما قال تعالى :
(ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم )
أما الرضا به ،وتسميته رحمه ،فخلاف الآيات الكريمة المصرحة بذلك
ولا مستند إلا هذا الحديث الذي لا اصل له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
جمع ونقل
v
v
v
فاللهم أجمع كلمتنا على الحق اللهم أجمع كلمتنا على الحق اللهم أجمع كلمتنا على الحق
اللهم اجعلنا متآلفين متناصرين في دين الله عز وجل أنك على كل شيء قدير.
بارك الله لك على هذا التوضيح
وجازاك الله خير الجزاء إن شاء الله
بارك الله فيك
بارك الله لك على هذا التوضيح
وجازاك الله خير الجزاء إن شاء الله