رسالة إلى العاملات والعمال الجزائريين بمناسبة عيد العمال
الجزائر، 1 ماي 2024
لقد سعدت أيما سعادة قبل بضعة أسابيع خلت بمشاطرتكم فرحة الاحتفاء بالذكرى الخمسين لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين.
وهاأنذا أسعد اليوم بالقدر نفسه بمشاركتكم الاحتفال بيوم أول مايو عيد العمال الذي يحتفي به عالم الشغل احتفاء هو أهل له.
ويروقني بهذه المناسبة أن أتمنى لكافة العاملات الجزائريات والعمال الجزائريين عيدا سعيدا وأن أجدد لهم الإعراب عما توليه لهم الأمة قاطبة من التقدير والاعتبار هم أحق بهما عن جدارة واستحقاق بالنظر إلى الجهود الدؤوبة التي ما فتئوا يبذلونها في خدمة تنمية بلادهم وترقيتها.
إن الاحتفال بعيد العمال يجري هذه السنة في جو تميزه تلك الخطوات الهامة التي قطعتها الجزائر في كافة مناحي الحياة.
ويروقني بخاصة أن أنوه بالإنجازات المحققة في الميادين التي تحتل الصدارة بين انشغالات عالم الشغل الجوهرية.
إن موضوع التشغيل كان وسيظل على رأس المواضيع التي تستأثر باهتمامنا وعنايتنا وبهذا الشأن تبين مختلف مخططات الإنعاش فضلا عن التدابير المتخذة من أجل ترقية التشغيل بأن النتائج المحققة هي نتائج جد مشجعة وذات بال إذ تم تخفيض نسبة البطالة بقدر ما يفوق النصف.
وفيما يتعلق بمداخيل العمال يتجلى من خلال الإحصائيات أن كتلة الأجور تدرجت تدرجا هاما والأمر سواء بالنسبة لمتوسط الأجر خلال السنوات الأخيرة وهو ما يساهم ولا ريب في رفع مستوى معيشة العمال وتحسينه.
والى جانب ذلك تولى عناية خاصة للمشاكل الاجتماعية المهنية للعمال تتجلى من خلال إصدار العديد من النصوص القانونية والتنظيمية في مجال التشريع الاجتماعي.
إن هذه النصوص تكرس بوجه أخص الحماية من الأخطار المهنية وتحسين تسيير خدمة الضمان الاجتماعي ونوعيتها ناهيك عن سلسلة من التدابير الرامية كلها إلى تعزيز وتطوير وضمان صون المنظومة الوطنية للضمان الاجتماعي والحفاظ عليها في الوقت الذي يجري فيه فتح ورشات أخرى في مجال تشريع العمل.
إن جملة المسائل هذه التي تعني العمال قبل غيرهم لا ينبغي أن تنسينا الجوانب الإيجابية للسياسة التنموية التي تنتهجها بلادنا سواء فيما يتعلق بالوضع الاقتصادي العام أم فيما يتعلق بكبريات الإنجازات في ميادين السكن والهياكل القاعدية بشكل عام.
ولئن كان هناك ما يسوغ الارتياح للحصيلة الإيجابية إجمالا، فإنها تبعثنا بالمقابل على أن نجد السير قدما وعلى مضاعفة الجهد في سبيل ضمان ترقية أكبر للبلاد وللمواطنين في سائر مجالات الحياة الوطنية.
وستتاح أمامنا في المستقبل القريب الفرص لذلك مع انعقاد الثلاثية وإبرام العقد الاجتماعي. ذلك أن هذين الإطارين التشاوريين سيشكلان محطة متميزة تنبثق منها أنجع الحلول لفائدة كافة الشركاء الاجتماعيين ولما فيه خير ومصلحة البلاد والعباد.
إنني أهيب بالشركاء المعنيين أن يسهروا، منذ الآن، على توفير كل ما هو مطلوب من الأسباب الكفيلة بتمكيننا من تحقيق ما رسمناه لأنفسنا من أهداف.
إن أول مايو هذه السنة نحتفل به كذلك تحت شعار المصالحة الوطنية.
فالجزائر بفضل الله تعالى وبفضل درجة الوعي العالية لشعبها ونضجه وعزمه الصادق، تستعيد اليوم من جديد، السلم والتضامن في كنف التسامح والصفح والإخاء.
إن النصوص التي صدرت مؤخرا والتي دخلت بعد حيز التنفيذ تكرس هذه المصالحة الوطنية التي ستتيح لنا والى الأبد طي صفحة المأساة التي كابدنها. وبهذا تكون الجزائر قد برهنت للعالم قاطبة على عظمتها وعظمة شعبها.
فبعد استرجاع التضامن والتلاحم يمكننا أن نعكف بكل عزم على حل كبريات المشاكل التي سيفرزها لا محالة بناء مجتمع يتمثل هدفه الأسمى في تحقيق رفاه المواطنين وعزتهم.
ومن البديهي أن العمال يظلون في مثل هذا المسعى العظيم والطويل الأمد الصناع الأساسيين الذين يمكن للمجتمع أن يعول ويعتمد عليهم.
إن العمال لم يحيدوا قط ولا يجب أن يحيدوا في أي حين من الأحيان عن الاضطلاع بواجبهم الوطني. وقد برهنوا في أكثر من مناسبة على عزمهم على المشاركة بكل تصميم وتفان وفعالية في التكفل بالمشاكل الوطنية أيا كانت طبيعتها.
وفي هذه المرحلة الجديدة من صيرورة بلادنا ضمن سياق سياسي واقتصادي دولي تحكمه قواعد قاسية لا ترحم ينبغي للجزائريين وعلى رأسهم العمال أن يرفعوا التحديات وأن يعملوا بلا هوادة من أجل بناء مجتمع نرومه ونصبوا إليه جميعا. مجتمع قوامه العدل والتلاحم الاجتماعيان يستند إلى اقتصاد قوي ومزدهر تتضافر فيه مصلحة كل فرد بتناغم مع المصالحة الوطنية.
ختاما أجدد تهاني لسائر عمالنا وتمنياتي لهم بالنجاح والسعادة في كفاحهم المستمر في سبيل رفاههم و ازدهارهم ورفاه و ازدهار الشعب الجزائري قاطبة.
عبد العزيز بوتفليقة
المصدر:https://www.el-mouradia.dz/arabe/Mess…06/M010506.htm
تهاني الحارة لسائر عمالنا وتمنياتي لهم بالنجاح والسعادة في كفاحهم المستمر
أطيب التهاني لكل العمال و و المعلمين و المعلمات بصفة خاصة و لسي سردوك كل عام و أنت بخير