بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رأيت منذ ايام احدى المقالات عن فتوى تتكلم عن حكم العمليات الاستشهادية
عند الشيخ الالباني وابن عثيمين رحمهم الله . فرأيت اسلوبا عاميا ً ركيك خاليا من البحث العلمي ولو من بعيد .. يطعن ويستهزأ بعلماء افنوا أعمارهم في خدمة هذا الدين العظيم.
فأستعين بالله بالرد على هذا المقال, الفقير من البحث العلمي والأدب النبوي قاصدا وجه الله تعالى وبيانا لما اختلط على الكثير من الناس .
مقدمة صغيرة :
أولا هذه من المسائل الجائز فيها الخلاف والخلاف فيها سائغا إذ أنها لم تكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، فجاز فيها الخلاف.
فمثلا الامام احمد ابن حنبل عنده تارك الصلاة كافر كفر اكبر يخرجه من الملة ! والامام الشافعي يقول انه ليس بكافر بل ارتكب كبيرة.
فهل يعقل يا اخوة ان نأتي ونقول أن الامام احمد كفر اكثر المسلمين بحجة ان اكثر المسلمين لا يصلون ؟!!!!
لا,بل يقول اهل العلم المنصفين ائمة الدين ان هذا اجتهاد الامام احمد فان اصاب فله أجران وان اخطأ فله أجر ..
وبعد ان تبين شيء من الأمر نعود الى مسألتنا:
r فتوى الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني -رحمه اللّه تعالى-
للشيخ الألباني رحمه الله فتوى قديمة ظاهرها المنع مطلقا ,فأخذ الطاعنون يطعنون ويتبجحون دون البحث والتأكد والإستفسار ولو أرادوا الحق لكلفوا انفسهم وسألوا تلاميذ الشيخ وهم متوفرون بفضل الله أو الاتصال بالشيخ اثناء حياته,, ولكن ! هذه صفات من يريد الحق فهل هم كذلك ؟
وقد سئل الشيخ نفس السؤال ولله الحمد قام بتفسير الرد بكل وضوح وقال ان هذا جائز ووضع شروط أهل العلم مع الجواز .
والآن لدينا دليلان أولهما من فتوى صوتية للشيخ + نقل له من كتابه موارد الظمآن وهوآخر ما كتب الشيخ الألباني رحمه الله :
السائل: بالنسبة للعمليات العسكرية الحديثة، فيه قوات تسمى بالكوماندوز، فيكون فيه قوات للعدو تضايق المسلمين، فيضعون فرقة انتحارية تضع القنابل ويدخلون على دبابات العدو، ويكون هناك قتل… فهل يعد هذا انتحاراً؟
الجواب: لا يعد هذا انتحاراً؛ لأنّ الانتحار؛ هو: أن يقتل المسلم نفسه خلاصاً من هذه الحياة التعيسة… أما هذه الصورة التي أنت تسأل عنها، فهذا ليس انتحاراً، بل هذا جهاد في سبيل اللّه… إلا أن هناك ملاحظة يجب الانتباه لها، وهي أن هذا العمل لا ينبغي أن يكون فردياً شخصياً، إنما هذا يكون بأمر قائد الجيش… فإذا كان قائد الجيش يستغني عن هذا الفدائي، ويرى أن في خسارته ربح كبير من جهة أخرى، وهو إفناء عدد كبير من المشركين والكفار، فالرأي رأيه ويجب طاعته، حتى ولو لم يرض هذا الإنسان فعليه الطاعة…
الانتحار من أكبر المحرمات في الإسلام؛ لأنّ ما يفعله إلا غضبان على ربه ولم يرض بقضاء اللّه… أما هذا فليس انتحاراً، كما كان يفعله الصحابة يهجم الرجل على جماعة (كردوس) من الكفار بسيفه، ويعمل فيهم بالسيف حتى يأتيه الموت، وهو صابر؛ لأنه يعلم أن مآله إلى الجنة… فشتان بين من يقتل نفسه بهذه الطريقة الجهادية وبين من يتخلص من حياته بالانتحار، أو يركب رأسه ويجتهد بنفسه، فهذا يدخل في باب إلقاء النفس في التهلكة (ا.هـ)
2- يقول الشيخ الألباني في كتاب موارد الظمآن وهو آخر ما كتب الشيخ :
ذكر الشيخ حديثا طويلا وصححه الشيخ ثم قال (
وفي الحديث ما يدل على ما يُعرف اليوم بـ " العمليَّات الانتحاريَّة " التي يقوم بها بعض الشباب المسلم ضد أعداء الله ، ولكن لذلك شروط ، من أهمِّها أن يكون القائم بها قاصداً وجه الله ، والانتصار لدين الله ، لا رياءً ، ولا سمعةً ، ولا شجاعةً ، ولا يأساً من الحياة .(
صحيح موارد الظمآن للألباني " 2119