ولو قيلت هذه العبارة أأنت حمار؟ لغيره لعدّها شتما، ولكن سيدنا عثمان اعتبرها سؤالا فأجاب عليه وانصرف. وهذا المعنى يفسر لنا حلم سيدنا هود وهو يستمع إلى إجابة قومه بعدما دعاهم إلى توحيد الله قالوا ”إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين قال يا قوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين أبلّغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين” الأعراف 66 ـ.68
إن شتائم هؤلاء الجهال لم يطش لها حلُم ”هود”، لأن الشقة بعيدة بين رجل اصطفاه الله رسولا، فهو في الذؤابة من الخبر والبر، وبين قوم سفّهوا أنفسهم، وتهاووا على عبادة الأحجار يحسبونها، لغبائهم، تضر وتنفع!! وإليك نماذج من الرجولات التي لا تهزها إساءة، ولا تستفزها جهالة، لأن لغو السفهاء يتلاشى في رحابتها كما تتلاشى الأحجار في أغوار البحر المحيط. يروى أن رجلا سب الأحنف بن قيس ـ وهو يماشيه في الطريق ـ فلما قرب من المنزل وقف الأحنف وقال: يا هذا، إن كان بقي معك شيء فقله ههنا، فإني أخاف إن سمعك فتيان الحي أن يؤذوك.
وقال رجل لأبي ذر: أنت الذي نفاك معاوية من الشام؟ لو كان فيك خير ما نفاك؟ فقال: يا ابن أخي، إن ورائي عقبة كؤودا، إن نجوت منها لم يضرني ما قلت، وإن لم أنج منها فأنا شر مما قلت!! وقال رجل لأبي بكر: والله لأسبنّك سبا يدخل القبر معك!! قال: معك يدخل لا معي!! وقال رجل لعمرو بن العاص: والله لأتفرغنّ لك. قال: هناك وقعت في الشغل!! قال: كأنك تهددني؟ والله لئن قلت لي كلمة لأقولن لك عشرا!! قال عمرو: وأنت والله لئن قلت لي عشرا لم أقل لك واحدة!
وشتم رجل الشعبي فقال له: إن كنت صادقا فغفر الله لي، وإن كنت كاذبا فغفر الله لك.
وشتم رجل أبا ذر الغفاري فقال له أبو ذر: يا هذا لا تغرق في شتمنا، ودع للصلح موضعا، فإنا لا نكافئ من عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه.
ومرّ المسيح بقوم من اليهود فقالوا له شرا. فقال لهم خيرا، فقيل له: إنهم يقولون شرا وتقول لهم خيرا؟! فقال: كل واحد ينفق مما عنده. وقيل لقيس بن عاصم: ما الحلم؟ قال: أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك. وقال الحسن: المؤمن حليم لا يجهل وإن جُهل عليه، وتلا قوله تعالى: ”وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما”.
وقال يزيد بن حبيب: إنما كان غضبي في نعلي.. فإذا سمعت ما أكره أخذتها ومضيت. وقال علي: من لانت كلمته وجبت محبته، وحلمك على السفيه يكثر أنصارك عليه.
وأسمع رجل عمر بن عبد العزيز بعض ما يكره، فقال: لا عليك، إنما أردت أن يستفزني الشيطان بعزّة السلطان، فأنال منك اليوم ما تناله مني غدا، انصرف إذا شئت! يقول الشيخ محمد الغزالي في كتابه جدّد حياتك ص 118 ”إن الغضب مس يسري في النفس كما تسري الكهرباء في البدن. قد ينشئ رعدة شاملة واضطرابا مذهلا، وقد يشتد التيار فيصعق صاحبه ويقضي عليه” اهـ.
قلت وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام.
موضوع قيم جدا
يا ليتنا نهتدي بهداهم
بارك الله لك
مشكور اخي علي تميزك في نقل المواضيع
يستحق القراءة والوقوف امام كل كلمة وحرف
بارك الله فيك وجزاك خيرا
شكرا أخي على الموضوع القيّم
السلام عليكم
شكرا على موضوعك بارك الله فيك
……………………شكرا لكم جميعا…….///////////******
شكرا لكم جميعا
موضوع رائع اين نحن منهم
انا لو شتمني احدهم اغضب
بارك الله لك على هذه المعلومة