ذرية من حملنا مع نوح
انتهى نسب أدم عليه السلام إلا من نوح عليه السلام وانتهى نسب من هم على وجه الأرض من سلالة أدم عليه السلام إلا نوح ابن أدم عليهما السلام فقد بقي نوح وحيد وخلف من الأبناء أربعة هم ( يافث وهو أكبرهم وسام وهو أوسطهم وحام وهو أصغرهم،. وكنعان هلك ولم يعقب وروى الإمام أحمد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( سام أبو العرب وحام أبوالحبش ويافث أبو الروم
اختلطت أنساب ذرية أبناء أدم فجا من سام الكنعانيون ومن كنعان العرب والساميين من بني إسرائيل والعرب هم من سلالة سام ابن نوح . ومن الساميين بني إسرائيل من نسل يعقوب عليه السلام ويعقوب من نسل إبراهيم عليه السلام ومن حام بلاد الحبشة والهند والسودان والنوبة .
وذرية يافث هم الصين والمغول والتتار والترك والروم وأصل الروم اليونان ومنهم تفرعت قبائل اليارا ومنهم الألمان ويرجع ليافث الشركس والصقابلة . والهنود الحمر سكان أمريكا الجنوبية ومن أولاد يافث الصين
اختلطوا أولاد نوح فجاء من الاختلاط الشعوب الأوربية وأختلط أبناء العمومة بحسبهم ونسبهم فجاءت منهم الأقباط والفرس والكنعانيين والعماليق والقوط والكلدانيون والسريانيين والشركس والصقالبة والفرس والكرد والترك والروم والعرب ولذا تجد الناس قد دخل بعضهم في بعض ولم تعد قادر على التفريق بينهم إلا بدولهم ونسبهم لتلك الدول فتجد الناس بعضها من بعض وجعلهم الله شعوب وقبائل ليتعارفوا .
بعد ذلك قويت الشعوب بقبائلها واستقوى بعضهم على بعض فكان للقوي الغلبة فسبى النساء وقتل أعتا الرجال ولم يبقى إلا بين من ترك دياره هربا بنفسه وعاره وبين قتيل منهوب ماله وعاره ومستضعف سلبت دياره . فكانت الأيام دول بين الناس واختلطت الأنساب بحسبة الأقوياء من الناس فعلى القوي بقوته وجبروته وضعف الضعيف ورضي بموته فتكونت الخلافات وتكتلت ممالك الروم والفرس وبلاد العجم من أرض الصين فتناظروا وافترقوا وتواصلوا بأصول الزعامات فكان للروم من بلاد الغرب وروسيا زعماء من الألمان من أصول منتخبة لها جذور وسلالة يونانية أصيلة مشهود لها بالزعامة والقيادة فجعلوا من تلك السلالة زعامة توزعوا على شعوب أوربا وروسيا في الشرق وأرسلوا منهم من يقود الغزاة الفاتحين فغزوا أعالي الأرض وأطرافها وجمعوا من الكنوز ما جعلهم ملوك وقياصرة فوق تلك الشعوب . والقبط ولكنعان كذلك وكذلك الأحباش ومثلهم الصين ويدخل في كنعان الأحباش البربر وفي كنعان سام الكنعانيون العرب ويافث أقباط مصر . فجاء من أقباط مصر الفراعنة ومن الكنعانيون العمالقة في فلسطين وجاء منهم الفرس وكانوا بقوة الروم فحكموا الروم والفرس العالم وانحازت الصين ولم يكن لأولاد يافث أي اعتداء إلا على بعضهم فانفصلت عنهم يأجوج ومأجوج وبقيت الصين تتصارع فيما بينها وأكثر ما يأتيها الغزو من شمالها وبقيت مشغولة بحالها منغلقة على بعضها إلى أن جاء الإسلام فاعتدوا عليها بعد وفات رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان على خلافة المسلمين فأسلمت أجزاء منها خوفاً وقهرًا ثم ضعف الولاة في الخلافة الإسلامية فكروا أولاد يافث على الخلافة الإسلامية بالإسلام نفسه الذي فتحوا به الخلفاء المسلمين بلاد ما بعد النهر وحطموا به ملك فارس وانحازت الروم بملكها وأسلمت الصين وبقي من الهنود من هم على دينهم وعقيدتهم وقد هاجر منهم هرباً من زحف الخلافة الإسلامية فوصلوا بأنفسهم إلى أجزاء متفرقة من الأرض بعد أن تلقوا زحف الروم في الأول بقيادة لاسكندر المقدوني من مقدونيا وأصله يوناني زحف بجيش الروم قبل الإسلام فحطم كل ممالك الشرق ثم تقلص بموته وانحصرت الروم بعد أن سلب ونهب ما لذ وطاب . أعادوا أولا يافث ممالكهم بقوة في الشرق والغرب وعادوا السامين دولتهم القوية على أرض فارس وقوية دولة الأحباش في الحبشة وفي الخلافة الإسلامية كانت الحروب سجال بين الساميين وأولاد حام وأولاد يافث فتارة كان السلطان للساميين وتارة كان السلطان لأولاد يافث وكلا السلطتين حكمت بالإسلام بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم . ومن السامين اليهود ليس لهم في العز أي مكان بعد ملك سليمان عليه السلام فكانوا يكيدون ولا يستطيعون أن يجابهوا أبناء عمومتهم وكانوا مستضعفين في الأرض فأرسل الله إليهم الرسل بالهداية والتقى وأنزل عليهم الحكمة والعلم فكفروا ولم يكونوا من الشاكرين إلا قليلا منهم وكانوا اليهود من أولاد سام متميزين بالكهانة والسحر والعلم والدهاء والمكر وكانوا موزعين بين بني عمومتهم في خدمتهم يخدمون الحكام ويكيدون لمن هو تحت منهم من فصيلتهم وغير فصيلتهم من أولاد سام وحام ويافث وكانوا أولوا علم وحكمة فأرسل الله فيهم ومنهم الرسل فاستحوذوا على كل الرسل إلا القليل منهم كانوا من العرب وعيسى ابن مريم عليه السلام من سلالة يافث جاء برسالة ربه ببرهان ويقين العلم الذي كانوا اليهود يدعوه لأنفسهم بخصوصية دون غيرهم فاغتاظوا منه وكادوا له وصلبوه وما صلبوه يقيناً بل شبه لهم ثم بعد ذلك توالت أحدث الشعوب والحكام فتارة تكون القوة للسامين وتارة لأولاد يافث من أصل اليونان وتارة للأحباش وتوزعت الممالك وظلم القوي منهم أخوه الأضعف فاستأثر بما يريد وحرم من حرم من المستضعفين فأخذ القوي المال وسلب كل جميل من النساء فاختلطت أنساب الشعوب والقبائل وتسموا بالفخذ والقبيلة والشعوب وأذابوا فيها أصول المستضعفين ومن هلك من المتخاصمين وأدخلوا بعضهم في بعض حسب حاجة النفس والقدرة ولإمكانية والسلطة والقوة فلم يعد بمقدور أي من الفصائل أن يمتنع عن الأخر إلا بقين الدين ومبدأ الانتماء بحكم ومال وقوة وسلطان يحمي به حسبه ونسبه ويأخذ كل ما وقعت عليه يده وكانوا الناس يوشون بالجميلات من العرب وغير العرب فتزف إلى من يطلبها من الحكام دون قيد أو شرط فنشأت من تلكم النساء من اشتهرن بجمالهن وقصصهن من كل أجناس الناس وكتبوا عنهم الكتاب والمؤرخين مآثرهن في الحرب والسلم والحكم وفي الجمال والذكاء وقصصهن حاضرة في كل تواريخ الأمم تلكم هي أمتكم التي إليها يعود نسبكم وسلالتكم من ماء مهين .
* * * *** ** *
المصدر : موقع رابطة الادباء والمؤرخين العرب
https://dewan-alarab.com/vb/forumdisplay.php?f=23
وصلى الله وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه أجمعين