تخطى إلى المحتوى

درس العادة ملخص 2024.

يـخـتـلـف مـدلـول الـعـادة عـنـد الـنـاس بـاخـتـلاف مـسـتـويـاتـهـمالـثـقـافـيـة والـمـعـرفـيـة.
فـالـعـامـة مـن الـنـاس يـطـلـقـون كـلـمـة ( الـعـادة ) عـلـى جـمـيـعالأفـعـال الـتـي نـقـوم بـهـا يـومـيـا فـي حـيـاتـنـاالـعـاديـة مـنأكـل وشـرب ولـبـس وضـحـكـات، ومـعـامـلات
لـكـن هـذاالـفـهـم لـلـعـادة يـخـلـط الـعـادات بـالأفـعـالالـغـريـزيـة، لأنـنـا فـيسـلـوكـنـا الـيـومـي نـمـزج فـي أفـعـالـنـابـيـن مـا هـو غـريـزي، ومـاهـوتـعـوّدي مـن الأفـعـال ولايـمـكـنـنـاالـفـصـل بـيـنـهـمـا، كـمـا أنـه لانــمـيـزبـيـن الأفـعـالالـتـعـوديـة، والأفـعـال الإراديـة الآنـيـة الـتـي نـكـررهـاعـنـدالـحـاجـة إلـيـهـا دون أن نـحـوّلـهـا إلـى عـادات، كـفـعـلالـمـراجـعـةعـنـد الـطـلـبـة حـيـن يـقـتـرب مـوسـم الامـتـحـانـات.
أمـاعـلـمـاء الـبـيـولـوجـيـا، وعـلـمـاء عـلـم الـنـفـس الـتـرابـطـيفـقـد فـسّـرواالـعـادة بـالـمـنـعـكـس الـشـرطـي، وربـطـوهـابـتـبـدلاتالـجـمـلـة الـعـصـبـيـة،واعـتـبـروهـا آثـارا مـسـجـلـة عـلـىالـخـلايـا الـعـصـبـيـة، كـمـا تـسـجـلالأصـوات عـلـى شـريـطالـمـسـجـلـة.
وقـد ذهـب بعـض الـعـلـماء أمـثـال ( أوغـسـت كـونـتComte A. ( 1798 -1857 ) إلـى تـفـسـيـر الـعـادة تـفـسـيـرا مـاديـامـؤكـديـن أنـهـاقـصـور ذاتـي، كـمـا جـعـلـوهـا أمـرا عـامـا يـشــمــلالـكـائـنـاتالـحـيـة والـكـائـنـات الـجـامـدة. ألاتـكـتـسـب الـورقـة عـادةالـطـّيبـعـد طـيّـهـا ؟ ويـلـيـن الـحـديـد بـالـنـار والـطـرق ؟
هـذاوتـلاحـظ مـن جـهـة أخـرى أن بـعـض الـعـلـمـاء ركّـزوا عـلـىالـعـادات الـحـركـيـةو الـعـضـويـة، واعـتـبـروا الـعـادة سـلـوكـاآلـيـا مـنـظّمـا، لـه ارتـبـاطوثـيـق بـالـجـمـلـة العـصـبـيـة.فـكـانـت الـعـادات الـعـضـويـة عـنـدهـم عائــدةإلـى عـوامـلفـيـزيـائـيـة كـيـمـيـائـيـة، والـعـادات الـحـركـيـة عـبـارةعـنتـبـدلات سـطـحـيـة أو عـمـيـقـة فـي نـسـيـج الـخـلايـاالـعـصـبـيـة.
مــنــاقــشــة :
هـذا الـتـفـسـيـر الـمـاديلـلـعـادة يـعـتـبـر الـسـلـوك الـمـتـعـودسـلـوكـا مـيـكـانـيـكـيـا جـامـدا،ومـفـروضـا عـلـى الإنـسـان مـنخـارجـه، دون أي تـدخـل لا مـن الارادة ولا مـنالـعـقـل. لـكـنالـتـجـارب الـعـلـمـيـة أثـبـتـت أن الـعـادات الـحـركـيـةذاتـهـاتـولـد بـتـأثـيـر الـوعـي والإرادة، وبـيـّـنـت تـجـارب أخـرى أنالإنـسـانلايـكـرر عـادات تـعـلـمـهـا بـنـفـس الـصـورة الـتـيتـعـلـمـهـا بـهـا أول مـرة. بـل يـلـجـأ إلـى الـتـعـديـل فـيـهـابـاسـتـمـرار، فـيـزيـد فـي دقـتـهـاوسـرعـتـهـا.
يـقـول ( فـون ديـرفـيـلـت Vanderveldt ) مـبـيّـنـا أنالـعـادة نـمـوذجفـي الاسـتـجـابـة أكـثـر مـنـهـا سـلـسـلـة مـن الـحـركـاتالـمـحـددةيـقـول : " إن الـحـركـة الـجـديـدة كـمـا دلـت الـتـجـارب،لـيـسـتمـجـرّد تـجـمـع لـحـركـات قـديـمـة… إنـهـا تـحـذف الـحـركـاتغـيـرالـمـجــديـة والـزائـدة، فـهـي تـنـتـظـم تـبـعـا لـمـداراتوإيـقـاعـاتأخـرى."
وهـكـذا فـالـعـادة كـمـا أكّـد ( الـجــشطـالـت ) بـدورهـم لـيـسـتمـجـرد حـركـات آلـيـة، بـل هـي طـريـقـة فـي الاسـتـجـابـةتـتـدخـلفـيـهـا عـوامـل عـديـدة. إنـهـا حـركـة أصـيـلـة لا تـقـتـضـي الـربـطبـلتـقـتـضـي الـتـنـظـيـم.
وعـلـيـه فـالـعـادة مـهـمـا كـانـت مـتـصـلـةبـالـجـهـاز الـعـصـبـي،فـهـي آلـيـة بـحـتـة بـقـدر مـاهـي نـظـام يـسـهّـلالـحـيـاة، ويـقـلـلالـجـهـد، ويـتـسـبـب فـي تـنـاسـق الأفـعـال الإراديـة ومـنهـنـايـمـكـن تـعـريـفـهـا بـأنـهـا : " اسـتـعـداد دائـم نـسـبـيـايـكـتـسـبـهالـكـائـن الـحـي لإنـجـاز أوقـبـول عـمـل مـن نـوع واحـدوأدائـه بـسـهـولـة ويـسـر " وقـد عـرفـهـا ( رافـيـسـون Ravaisson ) (1813 – 1900 ) بـقـولـه : " الـعـادةاسـتـعـداد بـالـنـسـبـة إلـىتـغـيـر مـا أحـدثـه فـي كـائـن مّـا، اسـتـمـرار أوتـكـرار هـذاالـتـغـيــيـر بـعـيـنـة ".
2 – 1 –
خـصـائـص الـعـادة :
مـن الـتـعـريـفـيــن الـسـابـقـيـن، يـمـكـنـنـا أن نـلـخـصخـصـائـصالـعـادة كـمـا يـلـي : الـعـادة ظـاهـرة حـيـويـة غـيـرمـصـحـوبـة بـالـوعـيالـمـنـتـبـه، وهـي تـكـيـف، مـاديـا كـان أومـعـنـويـا – وهـي كـيـفـيـةنـفـسـانـيـة تـحـصـل بـتـكـرار فـعـلمـصحـوب بـالـوعـي، وتـحـقـق لـلـفـعـلمـرونـة بـواسـطـة الـتـكـرار.
2 – 2 –
أنـواع الـعـادة :
يـشـمـل مـدلـول الـعـادة أنـواعـا مـخـتـلـفـة مـن الـسـلـوك هـي :
أ – الـعـادات الـعـضـويـة :
الـمـتـمـثـلـة فـيالـتـكـيـفـات الـثـابـتـة الـتـي يـقـوم بـهـاالـجـسـم تـجـاه الـطـقـسوالـتـغـذيـة والـسـمـوم ومـا إلـى ذلـك.
ب – الـعـادات الـحـركـيـة :
كـالـضـرب عـلـى الآلـة الـراقـنـة، وسـيـاقـة الـدراجـة أو الـسـيـارة، والـرقـص.
جـ – الـعـادات الـنـفـسـيـة الـبـحـتـة :
وهـياسـتـعـدادات مـكـتـسـبـة تـبـعـث الانـسـان عـلـى الـتـفـكـيـروالاحـسـاسوالـفـعـل بـصـور وطـرق مـعـيـنـة، مـثـل سـرعـة الـتـفـكـيـرأو بـطـئـه وضـبـطالـنـفـس أو عـدمـه، وكـضـم الـغـيـض ومـراعـاةالـقـواعـد الـمـنـطـقـيـة فـيالـتـفـكـيـر.
د – الـعـادات الاجـتـمـاعـيـة والأخـلاقـيـة :
الـمـتـمـثـلـة فـي آداب الـسـلـوك وطـرق الـتـعـامـل مـعالـنـاس.
2 – 3 –
اكـتـسـاب الـعـادة :
كـيـف تـكـتـسـب الـعـادة؟
تـكـتـسـب الـعـادات بـواسـطـة الـتـعلـم وبـمـسـاعـدة عـوامـل عـديـدةمـثـل :
أ – الـتـكـرار :
إن تكـرار فـعـل مّـا يـؤدي إلـىتـثـبـيـتـه وإهـمـال الـتـكـرار يـؤدي إلـى زوالـه.
ب – الـنـضـج :
إن تـعـلّـم الـعـادات يـشـتـرط الـنـضـج الـحـسـيوالـعـقـلـي،فـالـصّـبـي الـذي لـم تـنـضـج عـضـلات رجـلـيـه لا يـمـكـنـنـاتـعـويـدهعـادة الـمـشـي.
جـ – الاهـتـمـام :
إن الاهـتـمـاموالاسـتـعـداد لـتـعـلـم مـهـارات مـا يـسـاعـد عـلـى اكـتـسـاب تـلـك الـمـهـاراتبـسـرعـة.
د – الـدافـع :
الـدوافـع هـي حـالاتفـيـزيـولـوجـيـة وسـيـكـولـوجـيـة تـجـعـلالـكـائـن الـحـي يـنـزع إلـى الـعـمـلفـي اتـجـاه مـعـيـن يـؤدي إلـىإرضـاء الـدافـع.
2 – 4 –
تـفـاعـلالـعـادات
لـيـس الـتـعـلـم دائـمـا تـكـويـنـا لـلـعـادات، بـل هـوأحـيـانـايـسـاعـد عـلـى كّـف عـادات غـيـر مـرغـوب فـيـهـا، وأحـيـانـا،يـسـاعـدعـلـى اسـتـعـادة عـادات قــديـمـة أصـبـحـت مـطـلـوبـة.
وهـكـذافـنـحـن فـي حـيـاتـنـا الـيـومـيـة نـتـعـلـم عـادات جـديـدة لـمتـكـن مـعـروفـةلـنـا مـن قـبـل ونـسـتـرجـع عـادات كـنـا قـدنـسـيـنـاهـا. ونـقـوم فـي نـقـسالـوقـت بـكـفّ عـادات مـعـيـنـه عـنالـتـكـون ومـحـو عـادات أخـرى لـم نـعـدنـرغـب فـيـهـا وهـكـذا
فـإذا أخـذنـا عـامـل الـتـكـرار كـمـثـالفـإنـنـا نـلاحـظ أنـهلايـكـفـي وحـده لـتـعـلّـم الـعـادات أو اكـتـسـابـهـا،لأنـه مـشـروطبـالـثـواب والـتـدعـيـم.
ونـلاحـظ أن تـكـرار حـركـاتخـاطـئـة مـن غـيـر اهـتـمـام وانـتـبـاهلايـؤدى الـبـتـّة إلـى الـتـعـلـم، فـهـوتـبـذيـر لـلـوقـت والـجـهـد.وهـكـذا نـجـد أن الـمـثـري هـو الـتـكـرارالـمـقـتـرن بـالانـتـبـاهوالـتـخـطـيـط والـتـدعـيـم، ونـلاحـظ أيـضـا أن هـذاالـتـكـرار الـذييـؤدي إلـي اكـتـسـاب الـعـادات وإحـيـائـهـا يـؤدي أيـضـا مـنجـهـةأخـرى إلـى انـطـفـاء الـعـادات غـيـر الـمـرغـوب فـيـهـا وزوالـهـا. وإذنفـالـتـكـرار فـي حـدّ ذاتـه لا يـقـوى الـتـعـلـم ولا يـضـعـفـه، بـليـتـيـحالـفـرص لـعـوامـل أخـرى تـؤثـر فـي الـتـعـلـم إيـجـايـا أوسـلـبـا.

لا أحبذ قراءة المواضيع المكتوبة باللون الاحمر

!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

لا اله الا الله محمد رسول الله مشكور على الموضوع

شكرا على المرور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.