خطر الشائعات
إنها ألغام معنوية، وقنابل نفسية، ورصاصات طائشة، تصيب أصحابها في مقتل،
وتفعل في غرضها ما لا يفعله العدوّ بمخابراته وطابوره الخامس، مركّزة على شائعات
الخوف والمرض، وإثارة القلق والرعب والحروب، وزرع بذور الفتنة، وإثارة البلبلة بين الناس،
لا سيما في أوقات الأزمات، يوافق ذلك فراغ عند المتلقي وفضول، وبطالة وخمول،
فتسري الشائعة في الناس مسرى الهواء، وتهيج فيهم هيجان البحر المتلاطم،
وتكمن خطورتها أنها سلاحٌ جنوده مغفّلون أغرار، سحرتهم الشائعات ببريقها الخادع،
فأصبحوا يرددونها كالبَّبغاوات دون أن يدركوا أنهم أدوات يُستخدمون لمصالح أعدائهم،
وهم لا يشعرون. وكم كان للشائعات آثارها السلبية على الرأي العام، وصنّاع القرار في العالم،
وكم كانت سبباً في أن يصرف الأعداء جبهة الأمة الداخلية عن مشكلاتها الحقيقية لإغراقها
في مشكلات مفتعلة، علاوة على تمزيق الوحدة الإسلامية، والعمل على تفتيت الجبهة الداخلية.
ــــــ الشائعات جريمة ضد أمن المجتمع، وصاحبها مجرم في حق دينه ومجتمعه
وأمته، مثيرٌ للاضطراب والفوضى في الأمة، وقد يكون شراً من مروّج المخدرات،
فكلاهما يستهدف الإنسان، لكن الاستهداف المعنوي أخطر وأعتى
ـــــ الشيخ/ ناصر بن محمد الأحمد
بارك الله فيك