تخطى إلى المحتوى

خطبة الوداع لـــ رسول الله – صلى الله عليه وسلم 2024.


خطبة الوداع هي آخر خطبة ألقاها رسول الله – صلى الله عليه وسلم وهذه هي الخطبة التي ألقاها بجبل عرفات في التاسع من ذي الحجة سنة 10 هـ.

خــــــــطبة الــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوداع

هي آخر خطبة ألقاها رسول الله – صلى الله عليه وسلم
وهذه هي الخطبة التي ألقاها بجبل عرفات
في التاسع من ذي الحجة سنة 10 هـ.

ويمكن اعتبار حجة الوداع أكبر تجمع إسلامي في العهد النبوي،
فقد تجمع بعرفات في ذلك الوقت نحو 125 ألفا من أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقد ألقى رسول الله هذه الخطبة قبل وفاته بنحو شهرين، وأعلن فيها بصورة أخيرة ونهائية كل تلك الأشياء التي بعث من أجلها.
وتذكر كتب الأحاديث حجة الوداع بصورة مفصلة، ولكن لا يوجد المتن الكامل لخطبة حجة الوداع في أي من هذه الروايات. بل نجد أجزاء متفرقة في عدد من الروايات، وقد حاول بعض أهل العلم أن يجمعوا هذه الأجزاء المتفرقة في مجموعة واحدة.
ويمكن أن نلخص هذه الخطبة بكلمة واحدة: إنها إعلان عظمة الله ومساواة البشر.. فقد أخبرنا رسول الله أن هناك فارقا واحدا بين البشر وهو الفارق بين المؤمنين بالله والخارجين عليه. أما الفوارق الأخرى فهي كلها اصطناعية، وقد ألغى الله تعالى كل هذه الفروق ونصب أمته مسئولة للأبد لكي تعلن هذا على العالم دوما. وكان المظهر العملي لهذا الإعلان أن عبدين محررين كانا أقرب الناس إليه عندما ألقى هذه الخطبة في نحو 125 ألفا من البشر معلنا عظمة الله ومساواة البشر، وكان أحدهما بلالا الحبشي الذي كان يمسك بخطام ناقته، وكان الآخر هو أسامة بن زيد الذي كان يمسك بقطعة من القماش ليقي رسول الله من حر الشمس.
وفيما يلي نص هذه الخطبة التي خطبها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يوم عرفة:
أيها الناس: " إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا. ألا وإن كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع. ودماء الجاهلية موضوعة. وإن أول دم أضعه من دمائنا: دم ابن ربيعة بن الحارث [ كان مسترضعا في بني سعد فقتلته هذيل]،. وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع من ربانا: ربا العباس بن عبد المطلب، فإنه موضوع كله، واتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن – بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح. ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف. وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به: كتاب الله وسنة نبيه. وأنتم تسألون عني، فماذا أنتم قائلون؟ [ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت، فقال بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكبها إلى الناس: " اللهم اشهد " [ ثلاث مرات].
أما الخطبة التي ألقاها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في أوسط أيام التشريق فنصها كما يلي:
" يا أيها الناس ! أتدرون في أي شهر أنتم وفي أي يوم أنتم وفي أي بلد أنتم " [ فقالوا: في يوم حرام، وبلد حرام، وشهر حرام]، قال: فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا، وفي بلدكم هذا، إلى يوم تلقونه. اسمعوا مني تعيشوا: ألا لا تظلموا ! ألا لا تظلموا ! ألا لا تظلموا ! إنه لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه، ألا وإن كل دم ومال ومأثرة كانت في الجاهلية تحت قدمي هذه، إلى يوم القيامة وإن أول دم يوضع دم ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، ألا وإن كل ربا في الجاهلية موضوع، وإن الله عز وجل قضى أن أول ربا يوضع ربا العباس بن عبد المطلب، لكم رؤوس أموالكم، لا تظلمون ولا تظلمون. ألا وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السماوات والأرض [ثم قرأ]، إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم ألا لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض، ألا إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون، ولكنه رضي بالتحريش بينكم، واتقوا الله في النساء، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا، وإن لهن عليكم حقا، ولكم عليهن حقا: ألا يوطئن فرشكم أحدا غيركم، ولا يأذن في بيوتكم لأحد تكرهونه. فإن خفتم نشوزهن، فعظوهن، واهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح، ولهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف، وإنما أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله عز وجل، ألا ومن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها [ وبسط يديه وقال:] ألا هل بلغت ؟ ألا هل بلغت، [ ثم قال:] ليبلغ الشاهد الغائب، فرب مبلغ أوعى من سامع .
وخلاصة هذه الخطبة كلها تكمن في كلمة ألا لا تظلموا، ألا لا تظلموا .. فهذه الخطبة تهدف إلى سد كل أبواب الظلم سواء أكانت ناتجة عن أوهام كاذبة أو قوانين خاطئة أو أنانية فرد من الأفراد أو استبداده.. ولهذا أعلن رسول الله أن دماء المسلم وأمواله وعرضه حرام على أخيه المسلم إلا أن يكون بسند من الشريعة الإلهية، فحظر كل الأعمال التي كانت تتم وفق التقاليد الجاهلية والعواطف الانتقامية حظرا مطلقا. وكذلك ألغى رسول الله التعامل الربوي الذي يؤدي إلى الظلم الاقتصادي وإذكاء أوار الحقد بين مختلف فئات المجتمع ويعوق العدالة الاجتماعية بطرق غير مباشرة. وأوضح رسول الله حقوق النساء بكل وضوح ومنع الرجال من أن يظلموهن استغلالا لضعفهن.
وأعلن رسول الله أن كتاب الله وسنة رسوله هما المعياران الوحيدان لتنظيم المعاملات بين البشر.. وألزم رسول الله كل الناس بأن يحلوا كل نزاعاتهم في ضوء أحكام القرآن والسنة النبوية، سواء أكان حكم القرآن والسنة يوافق هواهم أم لا يوافق.
ومنع رسول الله المسلمين وشدد عليهم ألا يتقاتلوا فيما بينهم.. وهذا القتال الداخلي هو السبب الأكبر للخلافات داخل الأمة الإسلامية. وقد حفظ الله دينه وأحكمه لدرجة أنه لا سبيل أمام الشيطان إلى إفساد الدين نفسه إلا أنه سيدفع المسلمين للقتال فيما بينهم على نزاعات تافهة بمختلف العناوين والشعارات.. ولن يصيب المسلمين شيء من الأذى لو نجوا من هذه الفتنة.
ويقتضي الإيمان بالإسلام أن يشعر المسلمون بأهمية أداء الأمانات إلى أهلها. ومن أهم هذه الأمانات إبلاغ الرسالة الإلهية إلى الآخرين، ومنها كذلك إعادة أموال الناس إليهم، والاعتراف بكفاية الكفء. فإخلاء المكان والمنصب للكفء هو الآخر من أداء الأمانات. والمسلمون ملزمون بأن يكونوا أمناء ومسئولين في كل المعاملات وفي أداء الأمانات.
وخطبة رسول الله هذه هي إعلان حي، والحاج الحقيقي هو الذي يسمع إلى هذا النداء ويعود من الحج وقد أصبحت هذه الخطبة منهاج حياته كلها.

بارك الله فيك

شـــــــــكــــــــــراااا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.