تخطى إلى المحتوى

حِكَمٌ وَ أَحْكَامٌ العيد 2024.

  • بواسطة

اود التثبيت من ابو اسراء
الحمد لله الكريم الذي أسبغ نعمه علينا باطنةً وظاهرة، الرحيم الذي لم تزل ألطافه على عباده متوالية متظاهرة، العزيز الذي خضعت لعزته رقاب الجبابرة، القويِّ المتين الذي أباد من كذَّب رسله من الأمم الطاغية الكافرة، أحمده حمد عبد لم تزل ألطافه عليه متتابعة متواترة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة أرجو بها النجاة في الدار الآخرة، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صاحب الآيات والمعجزات الباهرة، نبي قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ومع ذلك قام على قدمه الشريف حتى تفطر، فاللهم صل على محمد، وعلى آله وصحبه نجوم الهداية والإفادة، ما لاح هلال وأنور، وأسفر صبح وأشرق، وسلمْ تسليما كثيراً.

أما بعد، فيا أيها المسلمون:

اتقوا اللهَ تعالى فإنَّ تقواه عليها المعوَّل، واشكروه على ما أولاكم من الإنعام والخير الكثير وخَوَّل، واعلموا أنكم لا تزالون تنعمون بالعيش في أيام عشر ذي الحجة الأُوَل، والتي دلت السنة النبوية على أن العمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالى من العمل الصالح في غيرها من أيام الدنيا، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( مَا مِنْ عَمَلٍ أَزْكَى عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَا أَعْظَمَ أَجْراً مِنْ خَيْرٍ يَعْمَلُهُ فِي عَشْرِ الْأَضْحَى، قِيلَ: وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ )) رواه البخاري والدارمي واللفظ له. فأكثروا فيها من ذكر الله تعالى واستغفاره ودعائه وتكبيره والصلاة والصيام والصدقة وتلاوة القرآن وغيرها من الطاعات والقرب، وتوبوا إلى الله فيها توبة نصوحاً، وأقلعوا عن الذنوب والآثام، لعلكم ترحمون.

أيها المسلمون:

إنكم مقبلون عن قريب على يوم عرفة، وما أدراكم ما يوم عرفة، إنه يوم الركن الأكبر لحج الحجاج، ويوم تكفير السيئات، والعتق من النار لهم، فإن لم يتسير لكم الحج معهم فلا يفوتنكم صيامه، فقد ثبت عن أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت: (( ما من السنة يوم أحبُ إلي من أن أصومَ من يوم عرفة)).

بل أعظم من ذلك وأفرح لقلب المؤمن وأسعد، قول النبي صلى الله عليه وسلم: (( صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ )).

فهنيئاً لصائميه هذا الفضل، وهنيئاً لهم هذا التكفير، وهنيئاً لهم هذه المنة من ربهم: { قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ }.

إلا فلنحرص على صيامه، إلا فلنحذر من تركه والتكاسل عنه، ألا فلننتبه من التفريط فيه، ألا فلنرغب صيامه إلى آبائنا وأمهاتنا وأبناءنا وبناتنا وإخواننا وأخواتنا وزوجاتنا وخدمنا وسائقينا، فإنه عمل قليل، ولكن الأجر عليه كبير وعظيم، والنبي صلى الله عليه وسلم قد قال: ((مَنْ دَعَا إِلَى هُدىً، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئاً )) .

وأمَّا من كان منا حاجاً فالأفضل في حقه أن يكون مفطراً، لأنه فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وحتى لا يجهده الصيام ويضعفه عن ذكر الله تعالى ودعائه واستغفاره في صعيد عرفة، وقد ثبت عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أنه قال: (( حَجَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَمَعَ عُمَرَ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَمَعَ عُثْمَانَ فَلَمْ يَصُمْهُ )).

أيها المسلمون:

اعلموا ـ جملكم الله بطاعته ـ أنه يسن للرجال والنساء، الكبار والصغار، تكبير الله ـ عز وجل ـ " الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد" وذلك بعد الانتهاء من صلاة الفريضة، لمن صلاها في جماعة أو صلاها منفرداً، ويبدأ وقت هذا التكبير لغير الحجاج من بعد صلاة فجر يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق، ثم يقطع.

أيها المسلمون:

إنكم على مشارف عيد المسلمين الثاني، ألا وهو عيد الأضحى، بارك الله لكم فيه، وأعاده عليكم وأنتم في صحة وعزة وحسن عمل، وإنه يسن لكم فيه هذه الأمور:

أولاً: أداء صلاة العيد، وهي من أعظم شعائر الإسلام، وقد صلاها النبي صلى الله عليه وسلم، وداوم على فعلها هو وأصحابه والمسلمون في زمنه ومن بعده، بل حتى النساء كن يشهدنها في عهده صلى الله عليه وسلم وبأمره، لكن المرأة إذا خرجت إلى شهودها لم تخرج متطيبة ولا متزينة ولا سافرة بغير حجاب.

ومن فاتته صلاة العيد أو أدرك الإمام في التشهد قضاها على نفس صفتها.

ثانياً: الاغتسال للعيد، والتجمل فيه بأحسن الثياب، والتطيب بأطيب ما تجدون من الطيب.

ثالثاً: أن لا تطعموا شيئاً من الأكل بعد أذان الفجر حتى ترجعوا من صلاة العيد.

رابعاً: إظهار التكبير مع الجهر به "الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد" وذلك من حين الخروج إلى صلاة العيد حتى يأتي الإمام ليصلي بالناس صلاة العيد.

أما النساء فلا يجهرن إلا بقدر ما يُسمعن أنفسهن.

خامساً: أن تذهبوا إلى صلاة العيد مشياً، وأن يكون ذهابكم من طريق، ورجوعكم من طريق آخر.

سادساً: أن ترفعوا أيديكم عند التكبيرات الزوائد من صلاة العيد إلى حذو المنكبين أو فروع الإذنين، في أول الركعة الأولى، وأول الركعة الثانية، قبل القراءة.

سابعاً: الجلوس لسماع خطبة العيد، وعدم الانشغال عنها بشيء كالصدقة أو التهنئة بالعيد أو توزيع الكتب أو إرسال رسائل الهاتف الجوال أو غير ذلك.

ثامناً: تهنئة الأهل والقرابة والأصحاب والجيران بطيب الكلام وأعذبه، ومن أفضل صيغ التهنئة أن يقول المهنئ بالعيد لأخيه: "تقبل الله منا ومنك" لثبوتها عن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ .

وبعض الناس قد يهنئ بالعيد قبل حلوله بيوم أو أكثر، أو يهنئ به في ليلته، والمنقول عن الصحابة ومن بعدهم هو التهنئة في نهار يوم العيد بعد الانتهاء من صلاته وخطبته، ولا ريب أن الأحسن والأكمل هو فعلهم.

أيها المسلمون:

اعلموا ـ سددكم الله ـ أنه لا يجوز لأحد أن يصوم في يوم عيد الأضحى ولا في يوم عيد الفطر، لا لمتطوع بالصيام ولا لناذر ولا لقاض فرضاً، ولا للمتمتع لا يجد هدياً، ولا لأحد من الناس كلهم، وذلك لما أخرجه مسلم عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ: (( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ صِيَامِ يَوْمَيْنِ: يَوْمِ الأَضْحَى وَيَوْمِ الْفِطْرِ )).

وكذلك لا يجوز لمتطوع ولا لناذر ولا لقاض فرضاً أن يصوم أيام التشريق، وهي الأيام الثلاثة التي بعد يوم عيد الأضحى، إلا للحاج الذي لم يجد الهدي، وذلك لما أخرجه البخاري عن عائشة وابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أنهما قالا: (( لَمْ يُرَخَّصْ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ أَنْ يُصَمْنَ إِلاَّ لِمَنْ لَمْ يَجِدِ الْهَدْي )). أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاللهم اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وتجاوز عن سيئاتنا، إنك غفور رحيم.

منقول للامانة

الله ايجازيك ……هذا اجمل كلام دخل القسم من شهووووووووووووور

بارك الله فيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.