تخطى إلى المحتوى

حماية حقوق الإنسان في خطبة الوداع 2024.

  • بواسطة

حماية حقوق الإنسان في خطبة الوداع
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أوصيكم عباد الله بتقوى الله وأحثكم على طاعته وأستفتح بالذي هو خير.
أما بعد أيها الناس ! اسمعوا أبين لكم فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا في موقفي هذا.
أيها الناس ! إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم، ألا هل بلّغت ؟ اللهم اشهد… فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها وإن كل ربا موضوع، ولكن لكم رؤوس أموالكم لا تظلِمون ولا تظلَمون، قضى الله أنه لا رِبا، وإن أول رِبا أبدأ به ربا عمي العباس بن عبد المطلب، وإن كل دم في الجاهلية موضوع، وإن أول دمائكم أضع: دمَ عامر بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وإن مآثر الجاهلية موضوعة غير السدانة والسقاية، والعمد قَوَدٌ وشبه العمد ما قُتل بالعصا والحجر وفيه مئة بعير.
أيها الناس ! إن الشيطان قد يئس من أن يعبد في أرضكم هذه أبداً، ولكنه إن يُطَع فيما سوى ذلك فقد رضي به مما تحقرون من أعمالكم، فاحذروه على دينكم.
أيها الناس ! إنما النسيء زيادة في الكفر، يُضَلّ به الذين كفروا يحلونه عاماً ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله، وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً، منها أربعة حرم: ثلاثٌ متواليات وواحد فرد: ذو القَعدة وذو الحجة والمحرم ورجب الذي بين جمادى وشعبان، ألا هل بلّغت ؟ اللهم اشهد.
بعد… أيها الناس ! فإن لكم على نسائكم حقاً، ولهنّ عليكم حقاً، لكم عليهنّ ألاّ يوطئن فرشكم غيركم وعليهنّ ألاّ يدخلن أحداً تكرهونه بيوتكم إلاّ بإذنكم ولا يأتين بفاحشةٍ مبينة، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضرباً غير مبرح، فإن انتهين فلهنّ رزقهن وكسوتهن بالمعروف، واستوصوا بالنساء خيرا، فإنهنّ عندكم عوانٍ لا يملكن لأنفسهن شيئا، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيرا. ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد.
أيها الناس ! إنما المؤمنون إخوة ولا يحل لامرئ مال أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس منه، فلا تظلمُنَّ أنفسكم، فلا ترجعُنَّ بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض، فإني قد تركت فيكم أمراً بينا إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا: كتاب الله وسنة نبيه. ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد.
أيها الناس ! اسمعوا قولي واعقلوه: ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب، أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير، ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد، فليبلغ الشاهد منكم الغائب.
أيها الناس ! إن الله قد قسم لكل وارث نصيبه من الميراث، ولا تجوز وصية لوارث، ولا تجوز وصية في أكثر من الثلث، والولد للفراش وللعاهر الحجر، من ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلا، ولا تنفق امرأة من بيتها إلا بإذن زوجها، والسلام عليكم ورحمة الله.
وكان صلى الله عليه وسلم يقول:"وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون؟" قالوا نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت. فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء ويخفضها إلى الناس: "اللهم اشهد، اللهم اشهد، اللهم اشهد
هذه خطبة عظيمة فيها منافع جمة وفوائد كثيرة تعبر بحق الإعلان الأول العالمي لحقوق الإنسان
حقيقة طالما عرفها الناس وتناقلوها في مجالسهم لكن آفة الغفلة من جهة والجهل من جهة أخرى وأذيال الغرب من جهة ثالثة وقوة وسائل إعلام الخصم تجعل التشويش على الحقيقة مستمر وتكاد أضواؤه تخفي الحقيقة
معالم حقوق الإنسان في هذه الخطبة العظيمة كثيرة نختصرها فيما يلي
1٫حرمة الدماء
ما أرخص دماء المسلمين وما أهون أن تسال بأتفه الأسباب
قد يموت يهودي فتتناقل وسائل الإعلام الخبر صباح مساء
وتقام مذابح لإخواننا في روهينا ونيجيريا وغيرها فلا نعلم بها إلا بعد فوات الأون كما بين الشيخ الغزالي رحمه الله بمرارة في كتابه معركة المصحف

حرمة الأعراض
شرف الناس وسمعتهم مصونة ولا يجوز لأي كان اتهام من شاء وبأدنى التهم
الأصل في الأشياء والناس البراءة حتى يرد العكس
ولا زالت نظم البغي تختلق أتفه الأسباب لتعتي على من تشاء
ثم بعض وسائل الإعلام الرخيصة لا تخاف الله في أن تنتهك أعراض الناس فتتهم هذا بالزنا والآخر بالسرقة والثالث بالخيانة وهكذا كسبا للمال وجذبا للقراء المغفلين فالأصل في أعراض الناس الحرمة٫لا غيبة ولا نميمة ولا اتهام ولا سخرية ولا احتقار إلا بدليل قوي

حرمة الأموال
أملاك الناس وأموالهم مصونة في الشريعة الإسلامية فلا يجوز أخذ مال أي كان إلا بحق وعن طيبة نفس
ومن هنا حرم الله جل جلاله أكل أموال الناس بالباطل عن طريق الميسر والقمار ومختلف الحيل
ولقد كان خطأ جسيما يوم اعتدت النظم الاشتراكية على الناس فانتزعت أموالهم بغير وجه حق

حرمة بلد الله الحرام في الشهر الحرام فيه إشارة إلى إعطاء الأهمية القصوى للأماكن المقدسة
واليوم المسجد الأقصى تحت رحمة اليهود الغاصبين
وتتوالى الأيام وتميع قصية القدس الشريف على لسان دعاة السلام والمفاوضات التافهة فيقولون
القضية الفلسطينة والحق أنها قضية المسلمين جميعا والأدلة على ذالك أقوى من أن تذكر
5
الخوف من الحساب يوم القيامة أحد الوسائل لتحصين حقوق الآخرين
فمن لا يخاف الله جل جلاله ولا حسابه يوم القيامة كيف يبالي بدماء الناس وأعراضهم وأموالهم ومن هنا جاء التأكيد واضحا
أيها الظالم المعتدي على حقوق الآخرين قد تنجوا من حساب الدنيا فكيف بحساب الآخرة
فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره
ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين
فليستعد الطغاة وأصحاب الرشاوي والبلاوي وقضاة الباطل فميزان الله واحد لا يحابى أحدا
وإنه لمن العار حين نتكلم عن الحقوق أن نستشهد بأهل الإلحاد

أداء الأمانة
ومفهوم الأمانة شاسع وواسع ولا يعني فقط أن يضع أحد عندك مبلغا من المال ثم يسترده
هناك أمانة الأولاد وتربيتهم
وامانة الكلمة ومراقبة الله فيها
وفهوم أمانة الزوجية وكيفية الحفاظ عليها
إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها بصيغة الجميع
فالعالم أمين على وحي الله
ومدير المصنع أمين على منتجاته وإتقانها
والمعلم أمين في مهته
والصحفي أمين على كل كلمة يذيعها بين الناس
وهكذا فلنتق الله في أمانات الناس

خطورة الربا
الربا هي إعلان الحرب على الله ورسوله لأنها أكل لأموال الناس بالباطل فالله هو المتكفل بأرزاق الناس ويحاول المرابي التلاعب بأموال الناس وكاد الفقر أن يكون كفرا
وعلى هذا الأساس جعل الله الربا بمثابة محاربة لله ورسوله لأنها تدفع الناس للسرقة والانحراف والكفر والعياذ
ولا زال نظام العولمة بخبثه ومكره يجعل ثروة العالم في أيدي مجموعة قليلة من الناس يلعبون بها كما يشاؤون والبقية تبقى تعاني في صمت ورثوا الفقر أبا عن جد

لا وساطة في الإسلام ولا أنساب
أول ربا يضعه رسول الله صلى الله عليه السلام ربا عمه العباس والمعنى واضح
لا وساطة ولا محسوبية ولا اعتبارات عرقية في حدود الله
الرجل المناسب في المكان المناسب
لا بد من تكافؤ الفرص
أحق الناس يأي منصب أكثرهم كفاءة
مبدأ غاب عن الأذهان وتداول الناس مباديء ضيقة تقوم على الوساطات والعلاقات
اعتبارات سقيمة عقيمة ما أنزل الله بها من سلطان فهل من معتبر
والمسؤول الحق يتنازل عن حقوقه للآخرين
فأول ربا ربا العباس وأول دم قريب من بني عبد المطلب
فهل فوق هذا الأمر من شفافية
حتى أدعياء حقوق الإنسان في أمريكا وغيرهم ليس بإمكانهم فعل هذا
إنه رسول الله المثل الأعلى عليه الصلاة والسلام

أهمية النقاط المشتركة
هنا يبين رسول الله عليه الصلاة والسلام أن كل مآثر الجاهلية موضوعة إلا ما فيه خير للمسلمين
ومن هنا ينبغي استثمار النقاط المشتركة بخصوص حوار الأديان (وإن لم تصفوا فيه النوايا بعد) وبخصوص التعايش
فالأقليات الإسلامية التي تعيش في الغرب بإمكانها أن تتلاقي مع الآخرين في أمور مشتركة أنها من آدم وحواء عليها السلام وتجمع بيننا الأخوة وضرورة الأخلاق والمحافظة على السلم
10٫
خطورة الشيطان
لن تتوقف وساوسه ولا مخططات أنصاره فينبغي الحذر والحزم والعزم
وكم من مسائل القاها أنصار الشيطان ولا زالت بغير حل كالصحراء الغربية بين الجزائر والمغرب واستغلال الأقليات ذات الأصول البربرية وجمعيات حقوق الديمقراطية وحماية المرأة وهلم جرا
كلها من نزغات الشيطان لا زال الكثير يصغي لها
ثم من خطورة الشيطان ووساوسه التساهل في التربية وتناول المحرمات تدريجيا وغير ذالك من مداخل الشيطان التي لا حد لها ولا حصر
11٫
المسائل الصغيرة في الدين لا ينبغي تجاهلها ولا تعظيمها
الدين كل لا يتجزأ
فما جاء عن الله وعن رسوله نأخذه ونعمل به فلا ينبغي تحت هوى التفريط والتعصب والتشدد نجعل من المسائل الصغيرة الشغل الشاغل حتى نعارض بها كليات من الدين لا نشعر بها
ولا ينبغي أيضا التساهل واعتبار بعض السنن أن الزمن تجاوزها أو شيئا من هذا القبيل
فينبغي الحذر من الطرفين
وهناك نصوص كثيرة في ذالك
12
خطورة التحليل والتحريم
لقد تحايل كفار قريش في التحليل والتحريم فربما جعلوا الشهر الحرام هذا العام حلالا وجعلوه العام المقبل حراما
كل ذالك حسب أهواءهم
واتخذوا بعض الأنعام وقالوا هاته حلال وهاته حرام وهاته قطعوا أذنها
كل ذالك بهوى ووحي من الشيطان
واليوم يحاول بعض المغرضين من أجل مصالح دنيوية بحتة ان يحللوا التبرج والزنا واللواط بحجة مسايرة الواقع
كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا
والله زخرف الدنيا ومتاعها وأضواء الإعلام أعمت قلوبهم وأبصارهم فصار يتفوهون بأبشع الكلمات وأخطر الأفكار
لله الحمد لا زالت أصواتهم خامدة ولكنهم موجودون
وآخرون يريدون إعادة قراءة التراث لحاجة في أنفسهم ربما يجدون ثغرة فيقولون هذا حلال وهذا حرام
13
ذكر الشهور والسنة وأن الزمن استدار كهيئته فيه إشارة إلى أهمية الوقت ووجوب استغلال فيما ينفع الأمة
وتأمل الآن غالبية الشباب يقضون أوقاتهم وينفقون أموالهم في الدور الإسباني والإنجليزي والإيطالي
والله عيب وعار
نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ
كم من الناس بلغ من الكبر عتيا يقضي الساعات والساعات في القمار والميسر ومشاهدة مباريات وحفلات وأغاني ومسلسلات لا معنى لها
لو أن غالبية شبابنا تستثمر وقتها فيما ينفع ويفيد لحققنا آمالا عريضة طالما تحدث عنها دعاة الأمة
اللهم أعنا عن استثمار أو قاتنا فيما يفيد الأمة
سنقف أمام الله جل جلاله ويسألنا عن كل ثانية فيم قضيتها (وعن عمره فيم أفناه)
14
حماية المرأة
هذه الثغرة التي طالما رطن ودندن حولها العلمانيون وأعداء الإسلام فقالوا الإسلام يظلم المرأة
ولو صدقوا فوالله إن الإسلام ليتناغم مع طبيعة المرأة بنتا وزوجة واما وعاملة
فمن مثل فاطمة بنت رسول الله عليه الصلاة والسلام
ومتى اشتكت زوجات الصحابة الكرام
وزوجات النبي عليه الصلاة والسلام كان لهن من القدر والقيمة ما الله به عليم
حنان ورفق ورحمة ولين وحكمة وأخلاق أنى للعالم مثلها
واليوم دعاة حماية المراة جعلوا منها سلعة رخيصة
تأملوا صورتها في القنوات والإشهار
تأملوا صورها في الشوارع
المرأة عندهم مجرد أداة إغاراء يتفنون في عرضهم لقضاء مصالحهم
وكم من عشرات الآلاف ممن انتحرن وضاعت حياتهم فس الكازينوهات
أكلوا لحمها صغيرة ورموها عظاما كبيرة
استغلوها أبشع استغلال
ولما تولت أيامها تنكروا لها فقضت باقي أيامها في المخدرات والكحوليات ثم انتهت ليبدؤوا القصة مع ضحايا جدد
من ترضى أن يفعل بها كهذا
هؤلاء هم دعاة حماية المرأة
اما المرأة في الإسلام فبنتا مكرمة وزوجة محترمة يدافع عنها زوجها كما يدافع الملك عن حماه
أما أما فلها كل الشرف والطاعة والاحترام
مهما قالوا يكذبهم التاريخ
مهما افتروا فنور الحق سيسطع رغما عنهم
من يتأمل نصوص الشريعة عن الأزواج والرفق بهن واحكام الحضانة والطلاق وغير ذالك عرف يقينا عدالة الإسلام

15
الأخوة بين المسلمين واجب ودعامة لتحقيق مفهوم الأمة الإسلامية
اليوم خرجوا علينا بوطنيات وقوميات لا وزن لها في الشرع
حقيقة كل جهة ألفت أوضاعا وأعرافا ولهجات وليس معنى هذا أن نتباغض ونتعادى
فالقوميات والأوطان على حساب الإسلام كبيرة يجب التوبة منها
لا زال بعض السذج باسم الوطن يعادون ويخلقون الفتن
المؤمنون إخوة وأخوة الإسلام إن كانت قبل أخوة النسب فهي من باب أولى قبل أي أي جهوية أو طنية أو قومية زائفة
مانراه في كثير من المباريات والاحتفالات وعند الأقليات الإسلامية في بلاد الغرب والله مخجل ومخزي
نعم نحترم الأوطان ونعمل من أجل النهوض بها خاصة أمام الكفار
أما استعمال الأوطان لتخريب الإسلام فهذا داء عضال يجب استئصاله
ولا زال الكثير يغض الطرف رغبة أو رهبة
ومن الناحية العملية:ماذا استفاد الناس ممن يصيحون صباح مساء باسم الوطنية٫لا شيء سوى العويل ونهب الأموال
والله المستعان
16
الاعتصام بالكتاب والسنة صمام الأمان
لقد ورد في وصايا كثيرة عن النبي عليه الصلاة والسلام أن الضامن الحقيقي من أي انحراف أو فتنة هو الاعتصام بالقرآن الكريم والسنة المطهرة
ولقد فهمها البعض بشكل خاطيء فأقاموا الدنيا ولم يقعدوها وخلقوا بلابل وقلاقل باسم إحياء السنن وهي مسائل خلافية يؤخذ منها ويرد
الإعتصام بالقرآن والسنة هو الإحتكام لهما في الحياة الإجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية
اليوم يمر العالم العربي بموجات خطيرة من فتن حالكة مدمرة تسيل فيها دماء كبيرة وقف فيها العلماء بين الطرفين فازدادت حيرة الناس
الإعتصام يعني ان نجعل القرآن والسنة منهج حياة في التفكير والتصرف٫في الصغيرة والكبيرة٫في كل مكان
الإعتصام هو التجرد من الهوى والعصبيات فلا شيء فوق أوامر الله ورسوله
الإعتصام أن تتجرد حكوماتنا من قوانين مستوردة وتحتكم إلى كتاب الله وسنة رسوله (فلا وربك لا يومنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما)
قد يقول ألحقوقيون ان كثيرا من التفاصيل غير موجودة في التشريعيات الإسلامية والحق أنها موجودة وزيادة
وهناك تجارب في كثير من البلدان الإسلامية لكن العلمانيين لا يرضون بغير قانون أسيادهم بديلا
والله المستعان
17٫
مفهوم الإنسانية
كلكم من آدم وآدم من تراب
هذا المفهوم العالمي لم ينطق به أحد قبل سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
الإنسانية عندنا ان نحفظ حقوق الإنسان سواء أكان مسلما أم كافرا٫له حق المسكن والمأكل والأمن والحرية
18٫
المساواة
من مباديء الثورة الفرنسية التي أكدتها كل الأمم الحرية المساواة والأخوة
لا فضل لأحد على أحد
اليوم يتغنون في العلن بمباديء حقوق الإنسان ووالله في الخفاء يتهامسون بينهم ان الأفضلية لهم والحق لهم والعرق الأبيض والعائلات العريقة
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولها اما الناس أجمعين
لا فضل لعربي على أعجمي ولا أعجمي على عربي٫لم يقلها الروم ولا الفرس ولا الهند والصين أنذاك وأكدها الحبيب المصطفى
دليل ساطع على نبوته عليه الصلاة والسلام
ولقد كان لسلمان الفارسي وصهيب الرومي وبلال الحبشي نفس الحقوق
وسطع نجم كثير من العلماء وهم ليسوا بعرب فهل تنكر لهم العرب بدافع العنصرية أبدا
الفارابي وابن ماجة وابن سينا والغزالي والبخاري والنسائي وغيرهم كثير
واليوم يعاني العالم من العنصرية البغيضة
يقولون أنهم ضد العنصرية وعمليا العكس تماما
19
أهمية الميراث
وعاد الناس للجاهلية يأكلون التراث أكلا لما
كم بين الأقارب من خصومات
وكم في محاكم من شكاوي
ضغائن وأحقاد وجرائم لأن الأقارب يأكلون ميراث بعضهم البعض والعياذ بالله
ولم يسلم من هذا إلا أقل القليل
ولأن الميراث مسألة مهمة والمال شقيق الروح فقد قسمه الله جل جلاله بنفسه
فهل امتثل الناس؟
اللهم إلا أقل القليل
ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون
سبحان الله٫رسول الله عليه الصلاة والسلام يعلم يقينا أن أمته من بعده ستقسوا قلوبها ويأكلون أموال بعضهم البعض وقد فعلوا ولا زالوا يفعلون وكأن الخلود مضمون لهم
كم من امرأة مكلومة مظلومة احتقرها أخوها وسلبها حقها٫فأين حق القرابة وحق الإسلام وحرمة الدم
وكم من أيتام طمع أعمامهم قساة القلوب في أموالهم
وكم من أخ متجبر ظلم إخوته جميعا وأعمى الله بصيرته وتحدى الجميع وأخذ المال بغير وجه حق
الظلم ظلمات يوم القيامة والحساب عند الله تعالى
20
المقياس الحقيقي لقيمة الإنسان المؤمن التقوى
فلا شرف إلا بالتقوى
ولا رفعة إلا بالتقوى
ومن تحققت فيه التقوى كان أرحم الناس بالناس
لو كان الشرف بالمال لطغى الأغنياء
لو كان الشرف بالنسب لطغت عائلات على أخرى
ولو كان الشرف بالعلم لربما دفع العلم العلماء إلى الظلم
اما المتقون فهم هداة بسطاء حكماء حلماء متواضعون رحماء كرماء٫بهم يرحم الله العباد
وعلى أيديهم تتحق المكرمات
ومعهم حقوق الجميع مظلومة
لا أغنياء ولا فقراء
لا شريف ولا مشروق
لا صغير ولا كبير
لا صحيح ولا مريض لا رجل ولا أمرأة
ومتى كانت التقوى والتقاة عاش الجميع في سلام واطمئنان وكرامة٫
هذه هي الخطوط العريضة لخطبة الوداع وقد دلت دلالة واضحة ان الرسول الأمي يترك هذا الخطاب الأخير في الأمة كوثيقة لضمان حقوق الجميع
هذا إن دل على شيء فإنما يدل على أنه رسول من رب العالمين وأن الله أوحى له هاته الكلمات الجامعة وكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلى الغيب من ستر رقيق فيرى أمته من بعده أكثر من مليار تتخبط وتتعثر فيقول لهم:هاكم الدواء
اللهم أعن أمة الإسلام أن تحيا حياة الكرامة في ظل هذا الدين العظيم وهذه الوصية الجامعة
اللهم آمين

شكرا على الموضوع الجميل والمفيد

خطبة الوداع دستورا صالحا في اي زمان ومكان ولقيام الساعة

جزاك الله خيرا …………………….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.