حمام المسخوطين أو حمام دباغ حمام معدني على مسافة 25 كلم غرب عاصمة ولاية قالمة، كما يعتبر الحمام جوهرة سياحية. يقصد للتدوي من عدة أمراض، منها الروماتيزموضغط الدم وأمراض الجلد والحساسية بالإستحمام بمياهه الحارة التي تبلغ 90 درجة.
الأسطورة
المسخوطون هو منظر لحجارة على شكل أشخاص
تسمية الحمام ترجع إلى اسطورة متداولة في المنطقة عن أشخاص نزل بهم السخط فصاروا حجارة يتدفق منها الماء.
تعود القصة لفترة بعيدة سكنت فيها قبيلة قوية هاته المنطقة. بطل القصة عرف منذ صغره بتميزه وتفوقه، فصار فارس القبيلة الذي لا يرد له طلب. حتى أنه رغب في أخته زوجة له ولكنه واجه معارضة من شيوخ القبيلة وحكمائها لهذا الأمر الخارج عن الأعراف غير أنه لم يأبه لها.
صمم هذا الفارس على رأيه و استمر في الإعداد لحفل زفافه، وحضر الحفل بعض الأفراد من بينهم القاضي لترسيم الزواج مع مقاطعة معظم أهل القبيلة استنكارا للأمر والذين غادروا المنطقة.
عند عودة بعض أفراد القبيلة إلى المكان بعد مدة من الزمن صدموا بمنظر الناس الذين حضروا الزفاف وقد صاروا حجارة.
الحمام المعدني الطبيعي
على مسافة 25 كلم غرب ولاية فالمة، يقع حمام "المسخوطين" الذي يعتبر جوهرة سياحية فريدة من نوعها أكسبته شهرة عالمية، لما تتميز به من مياهها الطبيعية المنبعثة من باطن الأرض من درجة حرارة جد مرتفعة تبلغ 96 درجة مئوية وتتجاوز 6500 لتر في الدقيقة الواحدة، وهو ما أهّل لتصنيفها في المرتبة الثانية عالميا بعد براكين ايسلاندا من حيث درجة الحرارة، إلا أن مياه المسخوطين تعتبر الأولى من حيث غناها وتشبعها ببعض المعادن التي تدخل في علاج عدة أمراض، منها الروماتيزم وضغط الدم وأمراض الجلد والحساسية. وأصل كلمة المسخوطين في منطقة فالمة تعود إلى أسطورة تداولتها العصور والأجيال تروي أن الصخور المتصاعدة بالمنطقة بالمحاذاة من الشلالات كانت في الأصل عبارة عن أشخاص مُسخوا أحجارا بسبب تعديهم على حدود الله عندما حاول الأمير "سيدي أرزاق" الزواج من أخته فكان غضب الله شديدا، حيث حوّل العروسين والمدعوين إلى حجارة تتدفق منها المياه المعدنية. وأكد أحد المسؤولين بإدارة حمام المسخوطين لـ "الفجر" أن الباحثين في علم الآثار يرجعون التسمية إلى عهد العثماني حيث استغلوا مياه الشلالات في العلاج التقليدي وأمراض المفاصل، وحاولت السلطات المعنية تغيير تسمية المسخوطين إلى حمام "دباغ" نظرا لجبال دباغ الشامخة، لكن بقي سكان فالمة الأصليون وحتى الزائرون لها متشبثين بمصطلح "المسخوطين". وما زاد في شهرة المنطقة هو كثافة الغابات وانتشار أشجار الدفلة وافرة الظلال، حيث شكلت منظرا طبيعيا سياحي منفردا تجسده شلالات المياه الساخنة المنبعثة من باطن الأرض. وحسب القائمين على هذا الحمام الطبيعي فقد سجلوا توافد أكثر من 600 شخصا يوميا في موسم الربيع، فيما يتقلص العدد إلى 150 زائرا في الصيف. ولتعزيز هذه الثروة العلاجية، قامت السلطات بإنجاز مركب سياحي هائل يحتوي على كافة الضروريات، إلى جانب إنشاء عدة حمامات معدنية، وتحويل إحدى البنايات إلى حمام شعبي يتكون من 20 غرفة لتطوير السياحة العلاجية بفالمة، تم إنجاز منطقة التوسع السياحي والتي تضم عدة مشاريع استثمارية من شأنها تفعيل التنمية والنهوض بقطاع الاستثمار السياحي لحمام "المسخوطين" إلى جانب إنجاز فنادق سياحية من مختلف الدرجات لتلبية احتياجات الزائرين الذين يقصدون الجهة الجنوبية لولاية الطارف، حيث توجد 4 ينابيع حموية استشفائية تمتاز بخصائص علاجية، أهمها الحمام المسير تقليديا ومجانيا "سيدي طراد" الحدودي ببلدية الزيتونة نسبة تدفق سطحي 7 لتر في الثانية مع تدفقات باطنية تصب في الوادي المجاور قدرتها عديد الدراسات الهيدرولوجية بأكثر من 12 لترا في الثانية. وحسب هذه الدراسات، فإن أهمية حمام "سيدي طراد" تأتي في الدرجة الثالثة وطنيا بعد الشلالات بفالمة وحمام بوحجر بوهران، فضلا عن خصائصه العلاجية لعدة أمراض ومنها أمراض النساء والربو وأمراض الكبد والروماتيزم، وفيه حمامات معدنية أخرى مسيرة تقليديا وهي حمام ماكسة ببلدية بوقوس، وحمام "سيدي جاب الله" بحيرة الطيور. ويتوافد على هذه الحمامات أكثر من 300 زائر خلال فصل الربيع، لكن تبقى حمامات الجهة الشرقية للبلاد خاصة حمام سيدي طراد والمسخوطين بفالمة يغطيهما الإهمال والتهميش رغم خصوصيتهما العلاجية
يتوافد يوميا المئات من الزائرين لحمام المسخوطين لطلب الراحة و الاستجمام والتداوي بالمياه المعدنية . يجد العديد من المرضى ملاذهم في العلاج الطبيعي التقليدي بالحمامات الطبيعية المنتشرة في بلادنا، للتداوي والعلاج بمياهها المعدنية الأمراض المستعصية والجسمية مثل المفاصل وآلام الظهر. ويزداد الإقبال على هذه المرافق العلاجي في فصل الربيع، أين يبحث المريض على هدوء المكان وروعته خاصة لما تتوسط هذه الحمامات المنتجعات الطبيعية الهائلة، لتشكل ديكورا طبيعيا مميزا يتزاوج فيه الاخضرار مع نقاء مياه الشلالات الصافية، خاصة بالجهة الشرقية للبلاد
شكرا لك على الموضوع الرائع الملم بحكاية حمام مسخوطين كما نسميه او حمام دباغ كما هو معروف الان
بارك الله فيك شكرا على القصة الاسطوريه