تخطى إلى المحتوى

حكم رفع الأيدي بالدعاء وقراءة الفاتحة جماعةً بعد الانتهاء من الأكل 2024.

  • بواسطة

السلام عليكم
السؤال:
ما حكم رفع الأيدي بالدعاء وقراءة الفاتحة جماعةً بعد الانتهاء من الأكل؟ وكيف تكون النصيحة لمن يقوم بهذا الفعل؟
الجواب:
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على مَن أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
فمِن الآداب الشرعية التي يلتزم بها المسلم عند انتهائه مِن تناوُل الطعام هي: أن يختمه بحمد الله تعالى، لقوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: «مَنْ أَكَلَ طَعَامًا فَقَالَ: الْحَمْدُ للهِ الَّذِى أَطْعَمَنِي هَذَا وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلاَ قُوَّةٍ؛ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»(١)، وكان صلَّى الله عليه وآله وسلَّم يقول إذا رفع مائدته: «الْحَمْدُ للهِ كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، غَيْرَ مَكْفِيٍّ، وَلاَ مُوَدَّعٍ، وَلاَ مُسْتَغْنًى عَنْهُ، رَبَّنَا»(٢)، ولم يُعلم عنه صلَّى الله عليه وآله وسلَّم أنه كان يرفع يديه تقصُّدًا للدعاء وقراءة الفاتحة منفردًا أو جماعةً عند الانتهاء من الطعام أو من غيره، ولا يخفى أنَّ كلَّ ما أضيف إلى حكمٍ شرعيٍّ يحتاج إلى دليلٍ شرعيٍّ لانتفاء العبادة إلاَّ بما شرع، وإنما هذا الصنيع مأخوذٌ من عمل النصارى وتقليدِهم في مشاربهم ومآكلهم، فهو أمرٌ مُحْدَثٌ لم تَرِدْ به السنَّة النبوية، قال عليه الصلاة والسلام: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ»(٣).
والسنَّة هي ختمُ الطعام بالدعاء -كما تقدَّم- وإن كان ضيفًا فيكتفي بالدعاء بالبركة لصاحب الطعام منفردًا بأن يقول: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي مَا رَزَقْتَهُمْ، وَاغْفِرْ لَهُمْ وَارْحَمْهُمْ»(٤).
والنصيحة المقدَّمة لمن يقوم بهذا الفعل أن يلتزم السنَّة، ويتجنَّب البدعة التي حذَّرنا رسولُ الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم منها، ووصفها بأنها ضلالةٌ، والمسلم المطيع يخشى الوقوعَ في النار بوقوعه في الضلالة، قال صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: «إِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ»(٥).
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا.

الجزائر في: ٤ ربيع الأوَّل ١٤٢٧ﻫ
الموافق ﻟ: ٢ أفريل ٢٠٠٦م
موقع الشيخ فركوس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.