حال الفتاة المؤمنة
هكذا حال كل فتاة مؤمنة ترجو رضا الله تبارك وتعالى، وتعمل للدار الآخرة، فهي حريصة على أن تكون كلُّ خطواتها في هذه الحياة خطى ثابتة ومرْضية ومأجورة عليها، وحريصة على تقوية إيمانها وصلتها بخالقها وبارئها، نجاةً من كثرة الفتن والشهوات التي تعجُّ بها المدارس والجامعات والشوارع ووسائل الإعلام والإنترنت في زمننا هذا.
وحريصة على مراقبة ربِّها في كل لحظة ولمحة، فلا تجدها أبدًا في موطن شبهة، وإن غابت عن أعين الناس؛ لأنها تعلم أن ربها يعلم خائنة الأعين وما تُخفِي الصدور، ولا يعزُبُ عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء.
وحريصة على صلواتها بالمحافظة عليها في أوقاتها، بخشوعها، وأركانها، وسننها، وواجباتها، ولا تُؤخِّرها عن وقتِها من غير عذر شرعي؛ لأن الله تبارك وتعالى قال: ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ﴾ [النساء: 103]، وقال سبحانه: ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴾ [الماعون: 4، 5]،وقال عز وجل: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾ [المؤمنون: 1 – 2].
والفتاة المؤمنة حريصةٌ على التفوق في دراستها، والتسلح بسلاح العلم والمعرفة، والرفع من مستوى إدراكها للحياة، والقضاء على وقت الفراغ، واستثماره فيما يعود عليها بالخير والمنفعة، ويُحقِّق لها ما تفيد به نفسها ومجتمعها وبنات جنسها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((طلب العلم فريضة على كل مسلم))؛ [رواه ابن ماجه، وصححه الألباني].
وقوله عليه الصلاة والسلام: ((مَن سلك طريقًا يطلب فيه علمًا سلك الله به طريقًا من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضًا لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض، والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما ورَّثوا العلم، فمَن أخذه أخذ بحظ وافر))؛ [رواه الترمذي، وذكره الألباني في صحيح أبي داود، وقال: صحيح].
بارك الله فيك وجازاك كل خير
نسال الله ان يصلحنا جميعا ويهدينا
بارك الله فيك و جزاك خير الجزاء