الرضاعة الطبيعية وفوائدها للطفل تستعيد الرضاعة الطبيعية شعبيتها والتي كانت قد تراجعت مؤخرا حيث ثبت انها توفر الغذاء الأمثل للرضع وعامل مهم للنمو الصحي. وترجع تلك الأهمية الى المقومات الغذائية للبن الرضاعه حيث يشتمل على البروتينات والنشويات الكولسترول والدهون والفيتامينات والمعادن وكلها اشياء مهمة للنمو السليم للجسم. ومن الملاحظ ايضا ان الرضاعة الطبيعية تخلق تلك العلاقة الفريدة بين الأم والرضيع وهي العلاقة التي يقول بعض علماء النفس انها مهمة جدا لمسقبل الطفل. وتعتبر الأسابيع الاولي هي الاكثر صعوبه على الأم وسرعان ما تعتاد الأم عليها. وهرمونات البرولكتين والكسيتوكين هي المسئولة عن انتاج لبن الأم وهي هرمونات تنتج داخل الغدة الدرقية ويتحكم المخ في إفرازها. ويعرف البرولكتين بهرمون الامومة لانه ينتج الحليب ويعتقد البعض ايضا ان له تأثير مهدئ. ويبدأ البرولكتين العمل في الاسبوع الثامن من الحمل ويزداد خلال السبعة اشهر التالية ويصل الى الذروة مع موعد الولادة. وبمجرد الولادة تنخفض مستويات البرولكتين كإشارة للثدي بإفراز اللبن لكن لبن الأم لا يبدأ في النزول على الفور ويستمر ذلك ما بين ثلاث و خمس ايام من الولادة. ويستغل الثدي هذه المدة في افراز مادة اخرى تدعى (الكولستروم) وهي المادة المعروفة بلبن السرسوب وهي مادة لزجة تحتوي على اجسام مضادة طبيعية مما يكافح الامراض ويعتقد ايضا ان (الكولستروم) يقلل من فرص اصابة الطفل فيما بعد بالحساسية والربو. وخلال تلك الفترة يبدأ جهاز الطفل المناعي بالعمل وبذلك يكون الطفل بغنى عن (الكولستروم) وعلى استعداد لشرب لبن الام الطبيعي. وبمجرد ان يبدأ الرضيع بامتصاص اللبن تقوم نهايات الأعصاب الموجودة بالثدي في ارسال اشارات الى الغدة الدرقية لإفراز الهرمونات المطلوبة للطفل لانتاج المزيد من اللبن. ويمكن للأم ان تستمر في ارضاع طفلها رضاعة طبيعية لسنتين او ثلاث الا ان الام غالبا ما تفضل المزج بين الرضاعة الطبيعية والصناعية ولكي تبدأ في الانتقال الى مرحلة الطعام ولهذا فمدة الرضاعة الطبيعية ترجع الى راحة الأم.