تخطى إلى المحتوى

ثلاثة واجبات للمسلم مع القرآن 2024.

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله لا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله – صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً- اللهم لا سهل إلا ماجعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن – إذا شئت – سهلاً، أسأل الله – سبحانه وتعالى بمنه وكرمه- أن يجعلني وإياكم ممن يطلبون العلم من المهد إلى اللحد وأن ينظمنا في سلك العلماء العاملين والطالبين للعلم ما بقي فيهم نفس يتردد أو عين تطرف.

أيها الإحبة: موضوعنا في هذه المزهرية هو اسئلة واجوبة لألفاظ القرآن، علوم القرآن من الموضوعات التي قل الإطلاع عليها في هذا الزمان وأصحبت شبه مهجورة في كثير من ميادين العلم وعلى أسماع الناس وهذا يؤكد علينا جميعاً طلب هذا العلم والسعي في دراسته وإحياءه في الناس؛ لأن العلم به- مهم جداً لمعرفة القرآن وحقيقته، ومهم جداً للرد على المناوئين والشانئين والمشككين في كتاب الله- سبحانه وتعالى – وهو فرع من فروع الاعتقاد.

مـــــــــــزهـريـــــــــة أمين عبدالله الذبحاني "القرآنية"

لحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمد
وعلى آله وصحابته أجمعين،
وبعد:
فإن المسلم يدرك أنَّ القرآن هو كلامُ ربِّه المنزل،
وتعظيمه له من تعظيمه للمتكلم به تعالى، وأن عليه واجبات
إزاء ذلك الكلام أثناء تلاوته، وأثناء تعامله معه، ولعل من أهمها ما يأتي.
أولاً: تحقيق الإخلاص واستحضار النية الصالحة :
فيجب على المسلم أثناء قراءته أو حفظه أو سماعه أو
عمله بما في كلام ربه، أن يجتهد في أن تكون نيَّة هذا العمل خالصةً لله تعالى،

وأن يقصد به وجه الله عز وجل، قال الله تعالى:

{وَمَاَ أُمِروا إلاَّ لِيَعْبدو اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء..} الآية [البينة:5]،

وفي الصَّحِيحَينِ عَن عُمَر بْنِ الخَطَّاب رضي الله عنه
أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّمـَاَ الأَعْمَــالُ بِالنِّــيَاتِ،
وَإِنَّمَاَ لِكُلِّ امْرِيءٍ مَاَ نَوَى..)الحديث، وقد روي عن ابن عباس
رضي الله تعالى عنهما قوله: "إِنَّمَاَ يحفظُ الرَّجل على قَدر نِيَّتِه"

أي له من أجر ما حفظه ما صلحت فيه نيته فهذا ما ينفعه،
وقد ذكر أهل العلم أن على القارئ ألا يقصد بتعلمه القرآن،

ولا تعليمه توصّلاً إلى غرض من أغراض الدنيا، من مال، أو رياسة، أو وجاه،

أو ارتفاع على أقرانه، أو ثناء عِند الناس، أو صرف وجوه النَّاسِ إلَيه، أو نحو ذلك.
وقدحرص السلف رحمة الله عليهم على سلامة نياتهم عند إقبالهم على

الطاعات خاصّةً إذا تعاملوا مع القرآن، فكانوا يجتهدون في أن لا يشوب
ذلك أيَّة شائبةٍ من سمعة أو رياء، فمن جملة ذلك ما روي عن أيوب

السختياني أنَّه كان إذا تكلم أو قرأ فَرَقَّ قلبه وترقرق دمعه فَرِقَ من الرياء؛
فمسح وجهه وقال: ما أشدَّ الزُّكام! وكان إبراهيم النخعيُّ إذا قرأ

في المصحف فدخل عليه داخلٌ غطَّاه، ولسان حاله يقول مع القائل:

أَفْدي ظِباءَ فَلاةٍ ما عَرَفنَ بِها … مَضغَ الكَلامِ وَلا صَبغ الحواجيبِ

يريد ما عرفن التصنُّع ولا خطر لهنَّ، بل الجمال سجيتهنَّ،

وهكذا سرائر أهل الإخلاص.
وقال الحسن البصري: "كان الرجل تأتيه عبرته فيسترَها، فإذا

خشي أن تسبقه قام من المجلس".
وإنَّما أعان هؤلاء على تحقيق معنى الإخلاص في تعاملهم مع القرآن:

يقينُهم بأنّهم عند قراءتهم وتلاوتهم له إنّما يُناجي الواحدُ منهم ربَّه ويُكلِّمُه.
ثانياً: تعظيم القرآن الكريم:
تعظيم كلام ربِّ العالمين هو سمت عباد الله الصالحين،
في هذه الأمة وفي الأمم من قبلها، انعكس أثر ذلك التعظيم عليهم،

قال الله تعالى:{قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ

أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّداً}
[الإسراء:107]، وهذا إنَّما يصدر ممِّن أنعم الله عليهم بأن
فتح قلوبهم لمعاني ذكره، قال الله تعالى:
{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}

[سورة الحج:32]،
وهي من النعم العظام التي لا يوفق إليها إلاّ
من اجتباهم الله واختارهم لهدايته:
{أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ

آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرائيلَ وَمِمَّنْ

هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً}

[مريم:58].
وينبني على تعظيم القرآن الكريم كثير من الآداب والصفات
الظاهرة والباطنة، فمن ذلك:
أولاً: أنّ تعظيم القرآن الكريم، يعني تعظيم ما فيه من أمر ونهيٍ،
فيُنـزّهانِ من تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين.
ثانياً:ومن تعظيم كتاب الله تعالى أن يكون القارئ له على طهارة كاملةٍ،
حسِّيَّةٍ ومعنويَّة، بأن يكون طاهر الفمِ والبدن والثّياب،
ويكون المكان الّذي تتمُّ فيه القراءة والتلاوة كذلك طاهراً
ونظيفاً، وأن يكون القارئ جالساً مستقبلَ القبلة، في خشوعٍ ووقار.
ثالثاً: من تعظيم كتاب الله عزَّ وجلِّ تعظيمُ حملته،
وقد روي أنَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لنافع بن
عبد الحارث لما لقيه بعُسْفان، وكان والياً لعمر على مكة:
من استعملتَ على أهل الوادي؟ فقال: ابن أبزى. قال: ومن ابنُ أبزى؟

قال: مولى من موالينا! قال: فاستخلفتَ عليهم مولى؟! قال:

إنه قارئ لكتاب الله -عز وجل- وإنه عالم بالفرائض! قال عمر:

أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قد قال:
"إن الله يرفعُ بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخَرين"(1) ،
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"إنَّ من إجلال الله: إكرامَ ذي الشيبة المسلم، وحاملِ القرآن
غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط"(2).
بل عظَّم الله كتابه بنفسه في غير ما آيةٍ، فقال سبحانه:
{وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ}

[الحجر:87]،

{ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ}[ص:1]،

{ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} [ق:1]،

{إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ * تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الواقعة:77-80]،
{بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ}

[البروج:21]، إلى غير ذلك من الآيات البينات

الموجبة لتعظيم كلام رب الأرباب سبحانه وتعالى.
ثالثاً: التّدبُّر والتَّفكُّر في معاني القرآن:
فمن قرأ أو استمع ولم يتدبر ربما كان القرآن حجة عليه

ولذلك ذم الله أقواماً فقال:{أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}

[محمد:24]،
وقد جاء عن الحسن البصريِّ رحمه الله أنه قال:

"إنّ من كَان قبلكم رأوا القُرآن رسائل من ربهم
، فكانوا يتدبرونها بالليل، وينفذونها بالنهار".
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "ينبغي لحامل القُرآن أن

يُعرف بليلهِ إذا النَّاس نائمون، وبنهاره إذا النَّاس مفطرون، وبحزنه إذا

النَّاس يفرحون، وببكائهِ إذا النَّاس يضحكون، وبصمتهِ إذا النَّاس يخوضون،
وبخشوعه إذا النَّاس يختالون".
وعن الفضيل بن عياض رحمه الله قال: "حامل القُرآن حامل راية الإسلام،

لا ينبغي أن يلهو مع من يلهو، ولا يسهو مع من يسهو،

ولا يلغو مع من يلغو؛ تعظيماً لحقِّ القرآن".
فاجتهد أخي المسلم في القيام بهذه الواجبات المهمّة
في التعامل مع القرآن الكريم، مخلصاً نيَّتك لله عزَّ وجلَّ

عند تلاوتك أو سماعك له، ومعظّماً إيّاه بكلّ ما يجب له ولأهله

من التعظيم والتكريم، ومتدبراً ومتفكراً في معانيه،

مجتهداً في تحقيقها والعمل بها.

:: الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم .

___________________
(1) مسلم، 1/559، (817).

(2) أبو داود، 2/677، (4846)، وحسنه الألباني.

"من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين"
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما
وسبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

بارك الله فيك اخي الكريم

شكرااا جزيلا على الموضوع

جزاك الله خيرا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة tayoub1990 الجيريا
بارك الله فيك اخي الكريم

وفيك باراك الله
شكراً على مرورك أخي الكريم

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة boxer الجيريا
شكرااا جزيلا على الموضوع

شكراً على مرورك أخي الكريم

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة neomestafa الجيريا
جزاك الله خيرا

شكراً على مرورك أخي الكريم

مشكور وبارك الله فيك

بورك فيك……..

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fs4host الجيريا
مشكور وبارك الله فيك

وفيك بارك الله شكرااااااااااااااااااااا على مروووووووووووووووووورك أخي الكريم

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجم القرارم الجيريا
بورك فيك……..

وفيك بارك الله
شكرااااااااااااااااا على مروووووووووووووووووووووووورك أخي الكريم

جزاك الله خيرا

فائدة عظيمة بارك الله فيك أخي

شكرا اخي الكريم

جزاك الله خيرا و شكرااا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.